الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منتدى مركز دبي المالي يدعو إلى توحيد الجهود الإقليمية لمواجهة تداعيات الأزمة المالية

منتدى مركز دبي المالي يدعو إلى توحيد الجهود الإقليمية لمواجهة تداعيات الأزمة المالية
25 نوفمبر 2008 00:59
انطلقت امس في دبي أعمال منتدى مركز دبي المالي العالمي وسط تفاؤل حذر بقدرة بلدان منطقة مجلس التعاون الخليجي على التعافي السريع من عدوى الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي في المنطقة· ورسم المشاركون في المنتدى صورة واقعية لمستقبل النمو في دول الخليج، حيث أكد الجميع قدرة المنطقة التى يبلغ حجم اقتصاداتها 800 مليار دولار على مواجهة الأزمة والاستفادة من الفرص التي تولدها من خلال استثمار الفوائض المالية المتاحة في الفرص الحالية، داعين في الوقت ذاته الى توحيد جهود دول المنطقة لمواجهة الأزمة· وقال معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي ونائب رئيس مجلس إدارة المصرف المركزي: ''انه وفي هذا الوقت الاستثنائي الذي يواجه فيه العالم التحديات غير المسبوقة لاستقرار النظام المالي العالمي، فإننا نعمل في دبي على اغتنام الفرصة لحماية إنجازاتنا وضمان النمو المستدام لاقتصادنا''· وأكد في كلمته التي افتتح بها المنتدى أن التفكير المبدع وبذهن منفتح يضمن المحافظة على النمو المستدام لاقتصاد المنطقة في مواجهة الأزمة المالية الحالية· وقال: ''لقد مرت أوقات كنا نعتبر فيها النمو في دبي أنه تحصيل حاصل، والنتائج الإيجابية أمراً مؤكداً، وكانت أساليب الإدارة التقليدية في ذلك الحين جيدة بما يكفي· وأما اليوم، فإن تحقيق النمو المستدام يتطلب تفكيراً إبداعياً وأفكاراً جديدة· وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه كل واحد منا· يقول الناس إن المشكلات هي مفاتيح الحلول، ولكنني أقول إن الأزمة هي مصدر الفرص''· وأشار الدكتور عمر بن سليمان إلى أن المجتمع العالمي يمر بظروف غير مسبوقة وبالتالي فإنه يواجه حالة من عدم اليقين، وقال: ''الشك والمخاطرة يشكلان جزءاً لا يتجزأ من طبيعة النظام المالي نفسه، ولا يمكن لأحد منا أن يتكهن بالمستقبل، لا اليوم ولا غداً، وليس في أفضل الأوقات أو أصعبها· وفي حين يمكننا إدارة المخاطر، إلا أنه ليس في وسعنا الحيلولة دونها· فهذا هو التحدي الأزلي الذي يواجهه القطاع المالي بحكم طبيعته''· تداعيات الأزمة وفي جلسة أخرى حول تداعيات الأزمة المالية على اقتصادات المنطقة والتي جاءت تحت عنوان ''الآفاق الاقتصادية للعالم ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ''2009 وشارك فيها ناصر الشيخ المدير العام للدائرة المالية في دبي ومعالي الدكتور باسم عوض الله الرئيس السابق للديوان الملكي الأردني الهاشمي وبيتر اوبنهاير الشريك والمخطط الاستراتيجي العالمي في جولدمان ساكس والدكتور سعد حمد البراك العضو المنتدب ونائب مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة زين وجينز سولستروب المدير التنفيذي لأكفورد أنلاتيكا- أوضح بن الشيخ أن وكالات التصنيف الائتماني أخطأت في احتساب ديون الشركات، على أنها ديون الحكومة كما تحسبها من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، وهذا خطأ آخر في ربط الأشياء التي لا يجوز ربطها، مؤكدا أن حكومة دبي لديها من الأموال والفوائض ما يجعلها قادرة على الوفاء بالتزاماتها· وأكد أن أولويات الإمارات ودبي هي تأمين وضعها المالي أولا قبل التطلع إلى مساعدة أماكن أخرى في العالم، مضيفا أن قواعد اللعبة تغيرت مع هذه الأزمة، فالحكومات التي كانت تحاول السيطرة على التضخم تتسابق الآن في ضخ المزيد من الأموال، وهو ما يرفع من التضخم، غير أن الأهم الآن هو البقاء، كما أن موانئ دبي واحدة من أفضل شركات دبي منعت من العمل في الأسواق الأميركية، ولو تقدمت اليوم ربما رحب بها خير ترحاب· ومن جهته، اعتبر سعد البراك الرئيس التنفيذي لشركة زين الكويتية أن دول الخليج قادرة أكثر من غيرها على مواجهة تداعيات الأزمة المالية، حيث تعتمد اقتصادياتها بنسبة 90% من النفط، كما تمتلك فوائض مالية ضخمة علاوة على استثمارات في الخارج بتريليونات الدولارات، كما يقدر حجم الاقتصادات الخليجية بحوالي 800 مليار دولار· واستبعد تأثر قطاع الاتصالات في المنطقة كثيرا بالأزمة المالية، قائلا ''في الأوقات الصعبة وفي الأزمات الاقتصادية يشتد الطلب على الاتصال أكثر من ذي قبل، ويميل الناس إلى التعاضد والتواصل في مثل هذه الظروف، لذلك لا نزال عند توقعاتنا بتحقيق نمو كبير خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأن نكون من أكبر عشر شركات للاتصال في المنطقة· غير أنه توقع أن تواجه شركات الاتصالات كغيرها من الشركات تشددا من قبل البنوك في الحصول على التمويل، ولكن يتعين على البنوك الاستفادة من الأزمة في أن تعطي أولوية إلى الاقتصاد الحقيقي ومن بينها قطاع الاتصالات، وأن تستثمر في مثل هذه القطاعات الاقتصادية وليس في المقامرة كما في المشتقات المالية· أما باسم عوض الله الرئيس السابق للديوان الملكي الأردني فيرى أن الأزمة المالية العالمية الراهنة تضع أمام دول المجلس فرصة مهمة في إعادة تشكيل الهيكل الاقتصادي للعالم، داعيا إلي اغتنام الفرصة والتي وصفها بالهائلة خاصة في ظل الفوائض الضخمة التي تتمتع بها الدول الخليجية تراكمت على مدى السنين· وأضاف أنه من شأن تلك الفوائض أن تدعم مشاركة الدول الخليجية على الساحة العالمية· ودعا عوض الله إلى ضرورة مشاركة صناديق المنطقة في توفير السيولة لباقي دول المنطقة التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لتمويل المشاريع الأساسية· ودعا دول المنطقة إلى تفعيل مشاركة القطاع الخاص وأن تسعى لخلق محركات نمو جديدة خاصة مع التراجع في حجم العوائد النفطية· وقال عوض الله ''إن أسوأ ما يمكن أن نواجه في المرحلة المقبلة هو التراجع عن ما تم تحقيقه من إنجازات وخاصة فيما يتعلق بتحرير الاقتصاديات والعولمة، مؤكدا أن الدعوات المنادية بالانغلاق و الحمائية لن تسهم في حماية الاقتصادات من تأثير الأزمة العالمية، بل على العكس ستفرض المزيد من التحديات·وعلق عارف نقفي الرئيس التنفيذي لمجموعة أبراج كابيتال على أهمية الصناديق السيادية بالقول ''سواء علينا رغبنا أم أبينا، فلن تؤمن البنوك سيولة طويلة سواء كان ذلك لمشاريع البنية التحتية أو غيرها''· ودعا نقفي إلى أن يكون هناك صوت واحد للمنطقة، وأن يكون لدينا القدرة على التحكم في إدارة الشركات التي نستثمر فيها أموالنا معلقا ''هذا ينطبق أيضا على شركة مثل سيتي بنك''، فالعالم اليوم يتغير والقضية باتت قضية عرض وطلب حتى على الأموال، لذلك يجب أن لا نستغرب التغيير· من جهته، رجح بيتر أوبنهاير الشريك والمخطط الاستراتيجي العالمي لدى مجموعة ''جولدمان ساكس'' أن يبدأ اقتصاد العالم في الاستقرار بحلول ،2010 متوقعا أن تبدأ أسواق المال في التعافي قبل ذلك الموعد· وتطرق بيتر أوبنهاير للحديث عن التدخل الحكومي في تحركات أسواق المال، قائلا إنه سواء على صعيد ضخ السيولة أو التنظيم والإشراف، وأشار إلى أهمية هذه المشاركة وخاصة في ظل هيكلة جديدة لقطاعات الأعمال والتغيير اللازم لأنظمة وسياسات أقرت قبل عقود طويلة· وأضاف أن أسواق المشتقات تمثل جزءا من إدارة المخاطر من الاقتصاد بشكل عام، وأشار إلى أن المشكلة تكمن في سوء التنظيم، الأمر الذي ألقى بظلال غامضة على طبيعة وحجم المخاطرة· وجنح أوبنهاير للحديث عن أهمية التعاون الدولي، قائلا إن العالم يواجه اليوم تحديات استثنائية؛ مما يفرض تنسيقا استثنائيا على المستوى الدولي، كما أكد أن العمل الجماعي والمثابرة والجهد من قبل حكومات العالم من شأنه أن يصب في مساعدة الاقتصاد العالمي على تجاوز الأزمة الراهنة· في حين يرى جينز سولستروب المدير التنفيذي لأكسفورد أنالتيكا أن هناك أمرا إيجابيا في الإيقاع المتسارع للأزمة المالية العالمية، وهو أن هذا التسارع من شأنه أن يقودنا سريعا إلى نقطة القاع ومن ثم ليبدأ بعد ذلك الاقتصاد العالمي طريقه الصحيح· وأعرب سولستروب عن تفاؤله بنتائج قمة مجموعة العشرين·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©