السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وباكستان: مساعٍ لإعادة الثقة

20 مايو 2011 22:26
أطلقت قوات شبه عسكرية باكستانية يوم الثلاثاء الماضي النار على طائرات مروحية تابعة لحلف شمال الأطلسي، الناتو، كانت في طريقها من أفغانستان إلى باكستان، متسببة في اندلاع معركة جرح على إثرها جنديان باكستانيان حسب مصادر عسكرية. وتأتي هذه الحادثة التي قال مسؤولو قوات التحالف في أفغانستان إنهم بصدد التحقيق بشأنها، لتضيف إلى التدهور الحاصل مؤخراً في العلاقات الأميركية- الباكستانية وذلك بعد يوم واحد فقط على الزيارة التي قام بها السيناتور جون كيري إلى إسلام آباد لتخفيف حدة التوتر الناشئ عن شن الولايات المتحدة للغارة التي قتلت أسامة بن لادن، وقد سبق لباكستان التي تواجه انتقادات عديدة داخلياً وخارجياً لاحتمال إخفائها زعيم "القاعدة" الذي تبين أنه كان يعيش بمقربة من العاصمة إسلام آباد على مدى سنوات طويلة أن عبرت عن استيائها. وحسب بيان صادر عن الجيش الباكستاني الذي تطرق إلى تفاصيل إطلاق النار على المروحية الأميركية رصد جنود باكستانيون في منطقة شمال وزيرستان طائرات تتوجه نحو الحدود، وتدخل دون إذن مسبق فقاموا بإطلاق النار على المروحيات لترد هذه الأخيرة على الموقع العسكري، وهو ما حدا بالسلطات العسكرية الباكستانية إلى رفع شكوى إلى قوات حلف شمال الأطلسي مطالبة بعقد اجتماع طارئ لتدارس الوضع. لكنها ليست المرة الأولى التي تقع فيه حوادث مؤسفة تنتهي بجرح أو حتى مقتل جنود باكستانيين ففي شهر سبتمبر الماضي ردت إسلام آباد على سقوط ثلاثة جنود في قصف أميركي بإغلاق معبر حدودي رئيسي يُستخدم كطريق لإيصال الإمدادات إلى قوات التحالف في أفغانستان التي تفتقد لواجهة بحرية، وقد ظل المعبر مغلقاً لأحد عشر يوماً ولم يُفتح إلا بعدما اعتذرت الولايات المتحدة على سقوط قتلى في الجيش الباكستاني. وفي تعليق له على الحادث الأخير قال "جون دورين" المتحدث باسم قوات التحالف إن المسألة تدرس ويتم التحقيق في ملابساتها، مقللاً من احتمال تأثير ذلك على علاقات التعاون القائمة بين باكستان وقوات التحالف في أفغانستان، وفي تبريره لما حدث قال إن المروحيات الأميركية كانت ترد على إطلاق للنار تعرضت له ولم تبادر من تلقاء نفسها. أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جون كيري، فقد أكد لدى عودته يوم الثلاثاء الماضي إلى واشنطن بأنه "شدد بلغة واضحة على قلق أميركا البالغ وانشغالها الجاد بالدور الذي تقوم به إسلام آباد في محاربة الإرهاب"، وكان كيري يحيل إلى شكوك أثارها الكونجرس حول احتمال ضلوع باكستان في حماية "بن لادن"، الذي قُتل قبل أسابيع في مدينة "أبوت آباد" القريبة من العاصمة. وفي حديثه أمام جلسة استماع عقدتها اللجنة التي يرأسها قال "كيري" "استمعت إلى حالة الإحباط السائدة في باكستان بسبب الغارة التي شنتها أميركا لقتل بن لادن رغم التعاون القائم بين البلدين، ما يشي بانعدام الثقة في قدرات باكستان أو تشكيك في نواياها". وبعد ساعات من الحوار أجراها السيناتور كيري مع مسؤولين باكستانيين أكدوا اتفاقهم "على السير قدماً وطي الصفحة لتعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين"، ومع أن كيري صرح بأن التقدم في العلاقات سيقاس بالسلوك والخطوات العملية، إلا أنه لم يحدد طبيعة تلك الخطوات المطلوبة من باكستان لإعادة الثقة المفقودة في نواياها، ولتبديد حالة الاحتقان السائدة بين إسلام آباد وواشنطن سيتوجه في الأيام القليلة المقبلة إلى باكستان مسؤولون أميركيون بارزون من بينهم "مارك كروسمان" المسؤول عن باكستان وأفغانستان في الإدارة الأميركية و"مايكل مورين"، نائب مدير الاستخبارات المركزية لإجراء مباحثات مع نظرائهم الباكستانيين، لا سيما في الجيش والاستخبارات، ومن المرتقب أن يتوجه "كروسمان" أيضاً إلى أفغانستان وجمهوريات آسيا الوسطى التي تسعى الإدارة الأميركية إلى تأمين دعمها لإطلاق مفاوضات المصالحة مع "طالبان". وقد كان لافتاً حدة الانتقادات التي وجهها أعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسة الاستماع إلى باكستان والشكوك التي أثيرت على خلفية تواجد بن لادن فوق التراب الباكستاني. وقد ركزت الجلسة على المساعدات المالية والعسكرية التي تقدم إلى إسلام آباد وما إذا كان الوقت قد حان لإعادة النظر فيها، هذا التشكيك عبر عنه السيناتور "جيمس ريتش" قائلاً "صراحة لقد مللت من هذا الوضع وأعتقد أن الشعب الأميركي أيضاً مل من ضخ الأموال إلى أناس لا يفوتون فرصة للتعبير عن كرههم لنا". لكن باكستان وبعد اشتداد الضغوط الغربية والأميركية خصوصاً لتوضيح موقفها، وبعد أصابع الاتهام الموجهة لها سعت إلى تنويع خياراتها من خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، إلى الصين باعتبارها الحليف والشريك التجاري الذي يمكن لإسلام آباد الاعتماد عليه أكثر من الولايات المتحدة. ويبدو أن جيلاني حرص من خلال وصفه للصين بأنها "أفضل صديق" على إيصال رسالة دالة إلى أميركا بأنه مازال أمام باكستان خيارات أخرى، هذا وقد ردت باكستان على بعض الأصوات الأميركية التي تتهمها بانتهاج لعبة مزدوجة في محاربة الإرهاب أنها ساهمت على مدى السنوات السابقة في اعتقال العديد من عناصر "القاعدة" داخل باكستان وسمحت للولايات المتحدة بضرب تجمعات "طالبان" و"القاعدة" بالطائرات بدون الطيار لذا من الإجحاف التشكيك في التزاماتها الدولية. كارين برويارد - إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©