الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكوليرا.. صرخة اليمنيين ضد قادة الانقلاب

الكوليرا.. صرخة اليمنيين ضد قادة الانقلاب
19 أغسطس 2017 13:27
مهجة أحمد (عدن) تسببت القوى الانقلابية بقيادة مليشيا الحوثي والمخلوع في تدهور خدمات الرعاية الصحية بمختلف المرافق في اليمن، ما شكل عبئاً ثقيلاً على أوضاع الصحة العامة ومنظومتها التي أغلق بعضها والبعض الآخر يعمل بأدنى طواقمه الطبية والصحية؛ بسبب انعدام النفقات التشغيلية وعجز في الأدوية والمعدات في المستشفيات والمراكز اليمنية. وفي الظروف الراهنة للمرافق الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض، توجه مصادر طبية التهم للمليشيات الحوثية بالتلاعب، والاستحواذ على جزء كبير من الدعم والمساعدات الإنسانية، لمسلحيها من أجل تقوية جبهات القتال، التي تشنها في عدد من المحافظات اليمنية، وترك حياة اليمنيين المحتاجين للاهتمام والرعاية الصحية، يواجهون المرض وجرعات اليأس والموت معاً. وناشدت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير حكومية العاملة في مجال الصحة في اليمن لدعم خدمات الرعاية الصحية وانتشاله من الانهيار، حيث أشار القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، نيفيو زاغاريا، إلى أن (14.8) مليون من اليمنيين يفتقدون لفرص الحصول على الخدمات الصحية، وأن غياب التمويل اللازم سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الصحي، وحسب إحصاء منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة فقد بلغ عدد الوفيات بسبب تفشي مرض الكوليرا 1500 حالة، فيما بلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بهذا الوباء (246) ألف حالة حتى نهاية شهر «يونيو» الماضي. وساهمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية من خلال المساعدات الطبية والعلاجية العاجلة لمجابهة وباء الكوليرا الآخذ بالانتشار بصورة سريعة، حيث تم تزويد عدد من المراكز الصحية والمستشفيات اليمنية بمضادات مرض الكوليرا، وسيرت قوافل علاجية تحمل الأدوية والمحاليل المضادة للكوليرا والسوائل الوريدية، شملت (100) ألف لتر من السوائل الوريدية المضادة للوباء ــ أي ما يعادل (56) طناً كمرحلة أولى، إضافة إلى (150) ألف علبة من المحاليل المخبرية لتشخيص المرض وتوفير مادة الكلور لتعقيم المياه، كما أنها قدمت مساعدات وشحنات علاجية لاحتواء الكوليرا تشمل المحافظات اليمنية كافة، بما فيها الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية. مجابهة وباء الكوليرا عدوى الإسهال الحاد أو الكوليرا، تنتج بسبب ابتلاع طعام أو مياه ملوثة ببكتيريا الكوليرا، وتسعى الجهات الرسمية اليمنية للحد من انتشار هذا الوباء البكتيري بحزمة من الإجراءات كما يقول وكيل الصحة العامة والسكان في الحكومة الشرعية الدكتور علي الوليدي، ويقول: إن الإسهالات المائية الحادة والكوليرا التي انتشرت في (20) محافظة من محافظات الجمهورية من منتصف أبريل حتى اليوم، تعد الموجة الثانية بعد الموجة الأولى التي ظهرت في أكتوبر من العام الماضي حتى شهر فبراير من العام الجاري، مشيراً إلى الدولة تبذل جهوداً كبيرة لحصر والتخلص من هذا الوباء، ممثلة بمؤسسة الرئاسة والحكومة، حيث خصصت مبلغ (400) مليون ريال لمحافظات عدن وأبين ولحج والضالع لمجابهة الإسهال والكوليرا، وفتح غرف عمليات مركزية بالعاصمة المؤقتة عدن وأخرى بالعاصمة صنعاء تحت إشراف كوادر صحية لا علاقة لها بالانقلابيين تعمل بتلك المراكز الصحية، إضافة إلى فتح غرف عمليات فرعية في المحافظات المستهدفة، وفتح مراكز لاستقبال الحالات ورفدها بالأدوية الطبية اللازمة شملت جميع محافظات الجمهورية باستثناء محافظتي حضرموت وسقطرى، مبيناً بأنه طرأ مؤخراً مؤشرات جديدة في حالات الوفاة أو الإماتة من هذا الوباء، حيث بلغت حالات الوفاة (0.5%) مقارنة بالسابق حيث وصلت نسبة الوفاة (0.7%)، بينما وصلت نسبة الشفاء (99%) من حالات الرقود في المراكز، مشيداً بجهود الفرق الطبية والكوادر الصحية، والدعم السخي من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ممثلاً بمركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وجمعية الهلال الأحمر الإماراتية، واللجنة العليا للإغاثة الكويتية، بالمشاركة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والصليب الأحمر وأطباء بلا حدود، برفد وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية بالمستلزمات الطبية لمجابهة تفشي وباء الكوليرا الذي هدد حياة اليمنيين وسبب لهم معاناة إنسانية. وأضاف: دولة الإمارات كانت سباقة كعادتها في الاستجابة بشكل عاجل وسريع إلى متطلبات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة اليمنية لاحتواء مرض الكوليرا، وقدمت محاليل مضادة لمرض الكوليرا ومخبرية لفحص حالات الاشتباه بالمرض، ولم يقتصر على مستوى مجابهة وباء الكوليرا والإسهالات، بل على جميع المستويات والخدمات من خلال تقديم الأجهزة والمعدات للمستشفيات، حيث استلمت وزارة الصحة العامة والسكان (10) سيارات إسعاف مؤخراً، وبانتظار وصول (10) سيارات إسعاف أخرى من ضمن المشروع المقدم من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية البالغ (12) مليون دولار، وسيتم تنفيذ المشروع من خلال منظمة الصحة العالمية تحت إشراف وزارة الصحة والعامة والسكان، إلى جانب ترميم وتجهيز (25) مستشفى في عشر محافظات يمنية. استجابة إنسانية وثمن نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة حضرموت، الدكتور عوض سالم باحنحن، الجهود الإنسانية التي تقدمها الإمارات عبر هيئاتها ومؤسساتها الإنسانية والإغاثية في اليمن لدعم القطاعات الأساسية المرتبطة بحياة المواطنين، مشيراً إلى أن الإمارات أسهمت عبر مشاريعها التنموية في تحسين الكثير من الخدمات باليمن عموماً وحضرموت خاصة، مستعرضاً جملة الأعمال المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية التي توزعت على تجهيزات طبية لمستشفى الأمومة والطفولة، ودعم سلسلة التبريد لبرنامج التحصين بالمحافظة، وتأهيل وتجهيز المركز الصحي بمدينة ببروم، إضافة إلى المركز الصحي بشحر وإعادة تأهيل قسم السل بالمحافظة، وتأهيل الوحدة الصحية النجيدين بالضليعة، وفيما يتعلق بالخطوات الاحترازية المتبعة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا في مدينة حضرموت، قال: لم تسجل حالات كوليرا بين سكان المحافظة إلى هذه اللحظة، وإنما الحالات المسجلة هي حالات وافدة من خارج المحافظة، تم تقديم الرعاية الصحية لها وقد غادرت مراكز المعالجة بعد تماثل تلك الحالات للشفاء، ومكتب الصحة بالمحافظة بدعم السلطة المحلية بالمحافظة وبتعاون مع الجهات ذات العلاقة استطاع أن يحافظ أن تكون محافظة حضرموت خالية من مرض الكوليرا، من خلال تنفيذ حملات تثقيفية لتوعية العامة بأسباب المرض وطرق الوقاية منه، إلى جانب تنظيم عدد من الدورات التدريبية للأطباء والكادر التمريضي عن البروتوكولات العلاجية والأساليب المثلى للعناية بالمرضى، وفي هذا الصدد بدأ الإخوة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية استعدادهم لتقديم ما يلزم في هذا الجانب، منوهاً بأن مرض الكوليرا، مرض بكتيري سريع الانتشار في الأماكن الذي يضعف فيها الإصحاح البيئي ويقل فيها الاهتمام بالنظافة. الوقاية خير من العلاج وتعددت طرق وأسباب انتشار وباء الكوليرا التي شهدتها مناطق متعددة باليمن من وجهة نظر مساعد مشرف صحي بمحافظة المهرة، محمود هيثم، بالقول: «أسباب انتشار وباء الكوليرا قد تنتج لشرب مياه من مصادر غير آمنة كالآبار المفتوحة وغير نظيفة، وتناول طعام ملوث وعدم الاهتمام بالنظافة»، واستطرد حديثه: «الكوليرا عدوى معدية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية مما يسبب الإسهال والقيء وفقدان السوائل من جسم المريض، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم تتم معالجته بسرعة»، وتابع: يمكن علاج الكوليرا بنجاح إذا توجه المريض للمرفق الصحي بسرعة حال ظهور الأعراض، حيث يمكن علاج ما يصل إلى 80% من الحالات بنجاح باستخدام أملاح تعويض السوائل عن طريق الفم «محلول الإرواء»، والمصابون بالجفاف الشديد يحتاجون إلى الحصول على السوائل بالحقن الوريدي فقط وتناول المضادات الحيوية المناسبة، وبالنسبة لمحافظة المهرة التي تعد حركة تنقلات لبعض المحافظات الشرقية والجنوبية ومنفذها الحدودي ببعض الدول الشقيقة، كانت من أحد الأسباب الأساسية لانتشار وباء الكوليرا بين المواطنين بسبب الوافدين والنازحين من بعض المحافظات، وشدد على ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية وتنظيف أوعية حفظ المياه وتخزين المياه وإغلاقها لمنع وصول الجراثيم والحشرات إليها، وعدم رمي القمامة في مصادر المياه أو الشوارع أو الأحياء السكنية وتجميع القمامة في أكياس محكمة الغلق. واستطرد حديثه: وقوف دولة الإمارات ودعم القطاع الصحي ملحوظ مادياً ومعنوياً، ساعدت على إعادة تأهيل وترميم المستشفيات والمنشآت الطبية، وكذا دعم الخدمات الطبية وتوفير الرعاية الصحية الأساسية ومكافحة الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل العاملين في الحقل الصحي، بما يكفل تعزيز الأوضاع الصحية، وتوعية قطاعاته بنوعية الجودة والطرق الحديثة في الخدمات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©