السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئاسة أفغانستان.. هل تقترب من «عبدالله»؟

31 مايو 2014 23:47
تيم كريج كابول، أفغانستان البعض كان يلقبه بـ«رسول الموت». فخلال الحرب الأهلية الوحشية الأفغانية في التسعينيات، اشتهر عبدالله عبدالله باعتباره المسؤول الحكومي الذي يخرج بشكل دوري ليعلن عن عدد المتمردين الذين تم قتلهم. كان القتلى في أحيان كثيرة من البشتون، وهي أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان. وكان يهيمن على الحكومة الطاجيك، وهي مجموعة عرقية أصغر. واليوم وبعد مرور عقدين من الزمن على ذلك، يتقدم عبدالله في السباق الرئاسي في أفغانستان، مجادلا بأنه قادر على توحيد بلاد لديها تاريخ طويل من الصراع العرقي. والواقع أن أداءه واحتلاله للمرتبة الأولى في الجولة الأولى من الانتخابات في الخامس من أبريل يُنظر إليهما باعتبارهما مؤشرا ممكنا للأمل بالنسبة لأفغانستان في وقت تستعد فيه القوات الدولية للانسحاب من البلاد نهاية العام الجاري. ولكن وبينما يتقابل عبدالله مع وزير المالية السابق أشرف غاني في جولة إعادة الشهر المقبل، مازال على المقاتل الطاجيكي السابق أن يتعاطى مع الذكريات المرة للبشتون الكبار؛ حيث يخشى بعض الأفغان أن يؤدي انتخابه إلى إثارة البشتون، أو استغلاله كوسيلة تجنيد بالنسبة لـ«طالبان» التي تتألف من البشتون بشكل عام. ومن بين الأشخاص الذين مازالوا يتذكرون جيدا الدور الذي لعبه عبدالله خلال التسعينيات عبدالقيوم عريف، وهو محافظ سابق لمصرف أفغانستان الوطني من البشتون. ويقول عريف، الذي يعمل أستاذا للعلوم الاقتصادية: «لقد كان يقوم بتبليغ الرسالة: لقد قتلنا هذا العدد، وقتلنا هذا العدد، وقتلنا هذا العدد»، مضيفا: «إنني لن أصدق أبدا أنه تغير». تاريخيا، عاش البشتون على كلا جانبي الحدود الأفغانية- الباكستانية؛ وهم يشكلون نحو 40 في المئة من سكان أفغانستان. وخلال الـ250 عاما الماضية، لم يسبق لزعيم من غير البشتون أن حكم أفغانستان سوى مرتين: مرة في 1929 ومرة أخرى في أوائل التسعينيات. ومن الناحية التقنية، يعتبر عبدالله ذا إرث عرقي مزدوج على اعتبار أنه والده بشتوني؛ غير أن عبدالله كان أكثر ارتباطاً خلال معظم مشواره السياسي بإرث والدته الطاجيكية. وكان عبدالله فاز خلال الجولة الأولى من التصويت بـ45 في المئة من الأصوات؛ حيث حقق نجاحاً كاسحاً في الأقاليم ذات الأغلبيات الطاجيكية ولكنه حصل أيضاً على الدعم من نحو ربع أصوات «البشتون»، حسب استطلاع وطني أجراه مركز «أكسور سرفايز». هذا في حين حل «غاني»، وهو من البشتون، في المرتبة الثانية بـ31?6 في المئة من الأصوات. الأداء القوي الذي أظهره عبدالله في الانتخابات ربما يعكس اختياره الموفق لـ«البشتوني»، محمد خان، كمرشح لمنصب نائب الرئيس؛ غير أنه يُبرز أيضاً، على ما يبدو، تغييرات واسعة في المجتمع الأفغاني، في وقت أخذت فيه ذكريات الحرب الأهلية تضمحل وتتلاشى، كما يقول محللون. ويَظهر الانفتاح المتزايد بشكل خاص بين الشباب، الذين يشكلون أغلبية السكان (68 في المئة من الأفغان تقل أعمارهم عن 25 سنة)؛ حيث يقول العديد من البشتون إنهم لا يريدون الانشغال بالحروب التي دامت عقودا، ويبحثون عن مرشح يستطيع محاربة الإرهاب والجريمة وتوفير الوظائف وسط قلق متزايد من إمكانية أن يضعف الاقتصاد الأفغاني بشكل دراماتيكي بسبب تراجع المساعدات الدولية. في محطة لسيارات الأجرة في كابول، حيث ينتظر سائقو سيارات الأجرة البشتون ركاباً متوجهين إلى بلدات نائية، رفض معظم الناس الحديث عن الإرث العرقي للمرشحين. أما أولئك الذين وافقوا، فشددوا على أنه لن يكون عاملا في تصويتهم. وفي هذا السياق، قال «وكيل»، 28 عاماً، الذي لم يقدم سوى اسمه الأول، على غرار معظم الناس في أفغانستان: «تاريخيا، حكم البشتون هذا البلد؛ ولكنني لا أكترث لمن يفوز في الانتخابات، والشيء الوحيد الذي يهمني هو وضع حد للعنف». وكيل، الذي يعيش في إقليم “وردك”، أشار إلى ثقب أحدثته رصاصة في جانب سيارته من نوع كورولا وقال بصوت متهدج من الغضب: «إنني اضطر لتغيير الزجاج الأمامي لسيارتي كل شهر لأنني أعلق وسط معارك بالأسلحة النارية... وهذا هو ما يهمني». أما ودير صافي، أستاذ القانون بجامعة كابول وهو من البشتون، فيرى أن أهمية العرق تراجعت في وقت أصبحت فيه الأحياء بالمدن الكبيرة مثل كابول أكثر تنوعا من الناحية العرقية. ويقول: إنه عندما بدأ التعليم بالجامعة قبل عشر سنوات، كان الطلبة من مجموعات عرقية مختلفة «مازالوا يجلسون وبحوزتهم أسلحة وسكاكين» ويتعاركون بسبب الصديقات والآراء السياسية. أما اليوم، فـ«قد ازداد نضجهم» – بفضل استعمال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في المقام الأول. ويقول صافي: «الطاجيك الشبان، والأوزبك الشبان، والبشتون الشبان... إنهم جميعا أصدقاء»، مضيفا: «إن ورقة العرق لم يعد لها دور». استطلاع الرأي الذي أجراه مركز «أكسور سورفايز» في مارس الماضي وجد أن الانقسامات العرقية والمحلية مازالت تمثل عوامل مهمة في التصويت؛ ولكن سبعة على الأقل من كل 10 أفغان شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سيقبلون بأي من مرشحي جولة الإعادة كزعيم مقبل للبلاد. وخلال الأيام الأخيرة، حظي عبدالله أيضا بدعم بشتوني بارز آخر هو زلماي رسول، الذي حل في المرتبة الثالثة في انتخابات الخامس من أبريل وكان يُعتقد أنه المرشح المفضل للرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي. غير أن بعض البشتون مازالوا غير مرتاحين بسبب ماضي عبدالله. وفي هذا الإطار، يقول وحيد مجده، وهو محلل ومؤرخ مقيم في كابول: «من الممكن أن نرى الكثير من المشاكل بين البشتون وغير البشتون، وهو ما قد يؤدي إلى كارثة كبيرة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©