الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الاقتصادية تولد المزيد من الانكماش

الأزمة الاقتصادية تولد المزيد من الانكماش
24 نوفمبر 2008 01:30
يبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية برمتها قد جرى تلخيصها مؤخراً في التقرير الأسبوعي الذي تصدره مجموعة فاتوم للاستشارات الاقتصادية في لندن والذي ورد فيه ''أن الصورة أصبحت مظلمة وحالكة الآن· وفيما يبدو فإننا قد تجاوزنا المرحلة الأولى من هذه الأزمة إلا أن ذلك لا يعني أن المرحلة المقبلة لن تكون أسوأ من سابقتها بل ربما أسوأ بكثير''· ومما لا شك فيه فإن جموع المستثمرين الذين يطلعون على مثل هذه التحذيرات المتشائمة ظلوا ينفقون الأسابيع القليلة الماضية وهم يشهدون مجموعة من الدلائل التي تبرهن على أن الأزمة الاقتصادية قد انتشرت في جميع أرجاء العالم· فلقد تحطمت جميع الأرقام القياسية واحدة بعد الأخرى في الأسواق المالية العالمية في ذات الوقت الذي انزلقت فيه أسعار الفائدة على المدى الطويل إلى أدنى مستويات لها في عقود وفي بعض الحالات إلى المستوى الأدنى لها على الإطلاق· والآن فإن كافة الآمال التي كانت معقودة على أن بعض أجزاء العالم خاصة الأسواق الناشئة المتسارعة النمو مثل الصين سوف تظل محصنة من الأزمة قد زالت وتبددت· فالمخاوف من مجرد أزمة للائتمان قد تحولت وبوتيرة متسارعة إلى أزمة مالية عالمية وركود يمسك بخناق معظم أجزاء الاقتصاد العالمي· على أن أكبر الآثار والتداعيات أصبحت الآن تهدد جموع المستهلكين في الدول الغنية والذين تعتبر ثقتهم المستقبلية عاملاً شديد الحيوية والأهمية في منع الركود من أن يتحول إلى كساد لا يُبقي ولا يذر· ففي الأسبوع المقبل سوف يبدأ تدشين الموسم التقليدي للتسوق في أعياد الميلاد الأميركية· أما وقد تواترت الأنباء بأن الاقتصاد الأميركي أصبح يعاني من أكبر موجة متشائمة في أوساط المتسوقين منذ عقود طويلة فإن باعة التجزئة أصبحوا مرشحين لأن يشهدوا أسوأ أيام لهم على مدى تاريخ الاقتصاد الأميركي· ولعل أوضح المؤشرات على المصاعب التي تنتظر سوق التجزئة الأميركية بدأت تتواتر من نظرائها على الجانب الآخر من المحيط الاطلنطي بعد أن أعلنت سلسلة محال ماركس آند سبنسر التي طالما ظلت تعرف بأنها المتاجر الأكثر فخامة في الشارع البريطاني عن أكبر تراجع لها في حجم المبيعات في يوم واحد الأسبوع الماضي بنسبة بلغت 20 في المائة· ولكن وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن مجرد إجراء بعض التنزيلات أو الخصومات سوف يغري المستهلكين بالإنفاق فقد مضى المحللون يحذرون من أن المواطنين ربما يستقر في عقولهم أن الأسعار سوف تستمر في الانخفاض ويقررون عوضاً عن ذلك الاستمرار في الإمساك عن الإنفاق· لذا فإن أغلب الظن أن الاقتصاد الأميركي سوف يشهد تراجع التضخم إلى مستويات بالسالب في العام المقبل بعد أن يبدأ أثر الانخفاض الهائل في أسعار النفط في إحكام قبضته وتنجلي فقاعة الإسكان والمنازل الأميركية وبشكل يجبر تكاليف الإيجار والتملك إلى المزيد من الانخفاض· ومن الناحية النظرية فإن مثل هذا الانكماش قد يشكل أنباءً سارة للاقتصاد لأن من شأنه أن يفرج عن المزيد من الأموال في أيدي المستهلكين بحيث تساعدهم على الإنفاق في منتجات أخرى· وقال اندرو بريجدين الخبير في شركة فاثوم للاستشارات إن هذا الانكماش من الممكن أن ينطوي على شكمل أسوأ متى ما اعتقد الأشخاص أن الأسعار سوف تمضي إلى انخفاض أكثر في المستقبل وبشكل يتمخض عن دورة سالبة· ويعتقد بريجدين أن تزامن انخفاض أسعار السلع مع انخفاض أسعار المنازل في ظل تراجع الطلب يعني أن التضخم الأميركي من المرجح له أن يتحول إلى السلب في الربيع المقبل وأن يبقى على هذا الحال لأشهر قادمة بعد أن يبلغ معدلاً متدنياً لا يزيد على ناقص 3 في المائة· ومن المؤكد أيضاً أن جموع المستهلكين الذين يراقبون الأنباء المتواترة لا يمكن إلا أن يتملكهم العجب والاستغراب· فالعائدات على سندات الخزانة في عامين، والتي تعتبر المؤشر الحقيقي على تفكير المستثمرين بشأن المستوى الذي سيضع فيه الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في فترة الـ 24 شهراً المقبلة، قد انخفضت إلى أقل من واحد في المائة في أدنى مستوى لها منذ أن تم العمل لأول مرة بالسند لفترة عامين في ·1976 أما سندات الخزانة البريطانية فقد انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب العالمية الثانية· وإلي ذلك استمرت الأنباء الخاصة بالاقتصاد الحقيقي تتسم بالسوء أيضاً· إذ أن أكثر من نصف مليون مواطن أميركي تقدموا بطلبات البطالة في الأسابيع القليلة الماضية أي بنسبة تزيد على 10 في المائة مما توقعته أكثر التنبؤات تشاؤماً لحالة الاقتصاد· عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©