حذرت كوريا الجنوبية أمس، من أنها لن تسكت عن "أي استفزاز" وذلك عشية مناورات لها مضادة للغواصات في البحر الأصفر هددت بيونج يانج بالرد عليها. ويتزامن هذا التحذير الصارم، مع تأكيد تقرير لصحيفة "شوسون ايلبو" نقلاً عن مصدر عسكري كوري جنوبي، أن كوريا الشمالية نشرت صواريخ أرض- جو طويلة المدى قرب حدودها مع كوريا الجنوبية. من جهتها، تعتزم الولايات المتحدة إدراج 3 مسؤولين كوريين شماليين يعتقد أنهم يقومون بأدوار رئيسية فيما يتعلق بإدارة أموال الدولة، ضمن قائمتها السوداء. وستبدأ المناورات العسكرية الكورية الجنوبية اليوم قرب الحدود البحرية المتوترة مع كوريا الشمالية وهي نفس المنطقة التي غرقت فيها السفينة الحربية "تشيونان" في 26 مارس الماضي.
وصرح الآميرال المساعد الكوري الجنوبي كيم كيونج سيك بقوله أمس "جيشنا سيراقب العدو عن كثب، وسيكون مستعداً لأي ظرف خلال المناورات ولن يسكت عن أي استفزاز". والمناورات التي تبدأ اليوم وتستمر لـ5 أيام، مخصصة للتصدي للغواصات وذلك بعد 4 أشهر من إغراق تشيونان بطوربيد نسب إلى غواصة تابعة لبيونج يانج، الأمر الذي تنفيه الأخيرة وتعتبر اتهامها سيناريو مفبركا يهدف للتصعيد. وخلافاً لمناوراتها العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة قبالة الساحل الشرقي الشهر الماضي، تجري المناورات الكورية الجنوبية قبالة الساحل الغربي بجوار موقع غرق تشيونان. وقالت سيؤول إن المناورات التي تستمر 5 أيام ستشارك بها القوات البرية والجوية والبحرية وتضم 20 غواصة وطائرة مضادة للغواصات. كما تجري مناورات للرماية في 5 جزر قرب خط الحدود الشمالي الذي كان مسرحاً للعديد من الاشتباكات العنيفة منذ انتهاء الحرب الكورية بين 1950 إلى 1953 . وذكر جيش كوريا الجنوبية في بيان أمس "ستكون هذه المناورات فرصة لاستكمال استعداداتنا القتالية حتى نستطيع أن نمنع أي استفزاز من العدو".
من جهتها، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن الجيش اعتمد "قراراً حاسماً لمواجهة إطلاق القوات البحرية المتهورة النيران والذي قامت به مجموعة الخونة، بانتقام مادي قوي". ووصفت بيونج يانج المناورات بـ"احتلال مباشر" ولوحت بـ"رد مادي ملموس قوي". لكن محللين قالوا إن رد فعلها تكرار لتصريحات عدوانية مماثلة صدرت عنها في الأشهر الأخيرة وإن احتمالات التصعيد العسكري ضئيلة. لكن صحيفة "شوسون ايلبو" الكورية الجنوبية، نقلت عن مصدر عسكري تأكيده أن بيونج يانج نقلت صواريخ طراز "أس إي-5" أرض- جو طويلة المدى من محافظة هوانجهاي شمال غرب البلاد إلى الحدود حيث تمثل خطراً قوياً على الطائرات الكورية الجنوبية. وكان أعيد تموضع هذه الصواريخ في مارس الماضي، عقب غرق تشيونان في البحر الأصفر ومقتل 46 بحاراً كورياً جنوبياً.
ورفض متحدث باسم الجيش الكوري الجنوبي التعليق على هذه المعلومات. وأضافت الصحيفة نقلاً عن المصدر العسكري أن الصواريخ التي نشرت على الحدود تهدف إلى منع الطائرات الكورية الجنوبية من شن ضربات على أهداف استراتيجية في الشمال. وكان الجيش الكوري الشمالي اشترى حوالى 350 صاروخاً من هذا الطراز ويبلغ مدى الواحد منها 250 كلم كما اشترى 20 قاعدة إطلاق صواريخ من الاتحاد السوفيتي سابقاً نهاية الثمانينيات. وقال سيونججو بايك من معهد كوريا للتحليلات الدفاعية، إنه يرفض تهديدات كوريا الشمالية بالانتقام باعتبارها مجرد كلام لكنه حذر من أن بيونج يانج قد ترد في المستقبل بإجراء تجربة صاروخية. وأكد "إذا قامت بيونج يانج بعمل عسكري ضد كوريا الجنوبية فإن سيؤول ستنتقم بقوة من الجيش الشمالي" مضيفاً أن كوريا الجنوبية ستهزم بيونج يانج في حالة نشوب أي حرب. وفي بكين، كررت جيانج يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية دعوة جميع الأطراف "للعمل بجد لتكريس أنفسهم للحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
عدد اليوم
