الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلغاريا تحظر البرقع

4 أكتوبر 2016 22:30
على غرار التدابير التي اتخذها المشرعون في فرنسا وبلجيكا، صوت البرلمان البلغاري يوم الجمعة الماضي لفرض حظر على أغطية الوجه، مثل البرقع. ومن المحتمل أن يؤثر القانون الجديد على 12 في المئة من سكان بلغاريا من المسلمين، وبعضهم من الإثنية التركية. والآن أصبح محظوراً على النساء ارتداء أي شيء يغطي الوجه جزئياً أو كلياً. وقد واجهت إجراءات مماثلة للحظر، مثل حظر فرنسا ارتداء البوركيني، معارضة من قبل أولئك الذين يقولون إن مثل هذه الإجراءات تقيد حق المرأة في اتخاذ قرارات شخصية بشأن ما ترتديه. وتقول حكومة بلغاريا إن القانون ليس موجهاً ضد أحد، وإنما هو بالأحرى إجراء لضمان السلامة العامة. ويقول «كازيمير فيلتشيف»، وهو عضو في البرلمان البلغاري، إن «القانون ليس موجهاً ضد المجتمعات المسلمة، وليس قانوناً قمعياً. لقد قمنا بصياغة قانون جيد للغاية من أجل سلامة أطفالنا». وفي حال انتهاك هذا القانون أول مرة تفرض غرامة مالية قيمتها 200 ليف بلغاري (100 يورو)، أما في حال تكرار المخالفة فينص القانون على غرامة تبلغ 1500 ليف (750 يورو تقريباً) كل مرة. جدير بالذكر أن بلداناً أخرى قد فرضت حظراً على ارتداء البرقع والنقاب لأسباب مماثلة. ومن أوائل الدول التي درست وأقرت حظر البرقع في الأماكن العامة كانت فرنسا، التي قدمت قانوناً يمنع المرأة من ارتداء البرقع في العام 2010 بسبب رغبتها في حماية العلمانية الفرنسية والسلامة العامة، وقد تبعتها بلجيكا في العام 2011، مستشهدة بأسباب مماثلة. وفي العام 2015، وافق البرلمان الهولندي كذلك على حظر البرقع في مناطق مثل المدارس والمستشفيات ووسائل النقل والأبنية الحكومية. وقال أنصار الحظر إن الإجراء كان يهدف إلى تعزيز السلامة، حيث إنه يسمح بالتعرف على جميع الناس في كل الأوقات. وقد أوضح «أفشين إيليان»، أستاذ الفقه والخبير في حقوق الإنسان في جامعة ليدن في هولندا، أنه «يلزم التعرف على الناس في مثل هذه الأماكن». وأضاف: «في أي مكان في مجتمع حر، من المهم أن يكون الناس قادرين حرفياً على النظر إلى وجوه بعضهم بعضاً». وفي الآونة الأخيرة، اتخذت مدن وبلديات فرنسية عديدة قراراً بمنع ارتداء البوركيني، وهو زي سباحة يغطي جسد المرأة بأكمله ويفضله العديد من النساء المسلمات، وقد أتى المنع بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي أثارت توترات في فرنسا. وزعمت اللوائح المحلية في بعض البلديات المطلة على البحر أن البوركيني يعد رمزاً للتطرف وإهانة للثقافة العلمانية في فرنسا، وجاء في لوائح مدينة «كان» مثلاً أن «رداء البحر الذي يعرض بتفاخر الانتماء الديني، في الوقت الذي أصبحت فيه فرنسا وأماكن العبادة حالياً هدفاً للهجمات الإرهابية، من شأنه الإخلال بالنظام العام». وتقول المدن التي تفرض مثل هذه القيود على النساء المسلمات إنها لا تقيد حرية التعبير وحرية ممارسة شعائر الدين. ولكن بالعودة إلى بلغاريا، قال «جون دالهاوزن»، مدير شؤون أوروبا في منظمة العفو الدولية، إن «المرأة في بلغاريا يجب أن تكون حرة في ارتداء ما تشاء، وأن ترتدي البرقع أو النقاب كتعبير عن هويتها أو معتقداتها». وفي عام 2014، أيدت محكمة أوروبية لحقوق الإنسان حظر ارتداء البرقع في فرنسا، وقالت إن النقاب أو البرقع من الممكن أن يعزل المرأة عن بقية المجتمع، ويعوق تكوين العلاقات الشخصية. وقد واجه الحظر الذي فرضته فرنسا مؤخراً على ارتداء البوركيني تحديات قانونية من جماعات حقوق الإنسان، مع رفض مثل هذه الأنواع من الحظر في نهاية المطاف من قبل المجلس الدستوري الفرنسي. وعلى رغم المعارضة، ما زال حظر البرقع يظهر من حين لآخر في جميع أنحاء أوروبا، مع وجود قوانين مشابهة أيضاً هي قيد البحث في النمسا وسويسرا وبريطانيا، فيما تجلب أزمة اللاجئين مزيداً من الرجال والنساء والأطفال المسلمين في أوروبا. ومع ذلك، يقول المشرعون في العديد من الدول التي أقرت أو تنظر في فرض مثل هذه الأنواع من الحظر إن قرارها ليس ضاراً بأحد، وإنما هو بدلاً من ذلك يستند على مثل عليا مدنية وقيم علمية. وفي هذا السياق قال السياسي النمساوي «هاينز- كريستيان شتراخه» في مؤتمر صحفي: «إننا نريد أن نكون قادرين على النظر في وجوه الناس في مجتمعنا، هذا كل ما في الأمر». * محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©