الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الديوك» يعول على «حظ» ديشان لإخماد «النيران»

«الديوك» يعول على «حظ» ديشان لإخماد «النيران»
31 مايو 2014 23:23
بعد أربع سنوات من فضيحة كنيسنا في جنوب أفريقيا عندما أضرب لاعبوها، تخوض فرنسا مونديال 2014 بطموحات حذرة لكن مع نية استعادة ثقة جمهورها وبناء تشكيلة تمهد الطريق قبل كأس أوروبا 2016 التي تستضيفها على أرضها. فتحت فرنسا صفحة جديدة عندما سمت قائدها السابق ديدييه ديشان مدربا في 2012 خلفا للوران بلان، فنجح في مسار التصفيات وأخمد نيران فترة أمضاها ريمون دومينيك مدربا بين 2004 و2010، خلقت توترات شديدة بين اللاعبين والجماهير والإعلام ونتائج سيئة في البطولات الكبرى الأخيرة لدرجة أنها لم تفز أي مرة في الدور الأول من كأس العالم 2010. لم تعد فرنسا ذاك الفريق المرعب الذي ضم زين الدين زيدان، تييري هنري، وديشان، ودافيد تريزيجيه، ولوران بلان ومارسيل دوسايي وليليان تورام وغيرهم من تشكيلة ايميه جاكيه التي أحرزت مونديال 1998 على حساب البرازيل بثلاثية تاريخية، ثم توجت بلقب أوروبا 2000، فتراجع تصنيفها الدولي إلى المركز 16. لكن ديشان استطاع استدعاء تشكيلة متوازنة بين النجوم على غرار فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الالماني) وكريم بنزيمة (ريال مدريد الإسباني)، وبعض الوجوه الشابة القادرة على منحها السرعة والنشاط، وان تكون معه نواة الفريق الذي سيشارك في البطولة القارية المقبلة على ارضه. استفاد «دي دي» من جيل 1993 بطل العالم تحت 20 سنة والفريق الاولمبي، فظهرت اسماء جديدة على الساحة على غرار لاعب الوسط بول بوجبا نجم يوفنتوس الإيطالي الصاعد بسرعة الصاروخ، لوكاس ديني (باريس سان جرمان)، انطوان جريزمان (ريال سوسييداد الإسباني)، كليمان جرونييه (ليون) والياكيم مانجالا (بورتو البرتغالي) وقلب الدفاع مامادو ساخو (ليفربول الانجليزي)، الذي منحه ديشان دورا إضافيا وعينه قائدا في المباريات التجريبية الأخيرة لأدائه داخل وخارج الملعب، في ظل غياب الحارس هوجو لوريس. لكن أجواء ديشان تعكرت بعد استبعاده لاعب الوسط سمير نصري بطل إنجلترا مع مانشستر سيتي الانجليزي لعدم تقبله لعب دور البديل، فتقدم بشكوى ضد صديقة الأخير بعد أن وجهت إليه الشتائم لعدم اختياره، إذ كتبت أنارا أتانيس على موقع تويتر: «فرنسا إلى الجحيم، ديشان الى الجحيم.. بئس المدرب»، قبل ان تعود وتقدم اعتذارها. يعلق ديشان على تشكيلته: «سنحاول تقديم أفضل كأس ممكنة، لكن تواجدي في هذا المنصب يجبرني على التفكير بما قد يحصل في 2016». لم يكن هامش الخطأ وارداً في التصفيات بعد أن وقعت مع اسبانيا حاملة اللقب وضمن مجموعة من خمسة منتخبات، فانزلقت مرة واحدة أمام لا روخا لكنها كانت كافية لفقدان الصدارة والبطاقة المباشرة. وتجاوزت قطوع الملحق بمعجزة، بعد سقوطها أمام أوكرانيا ذهابا بهدفين، فقدمت أداء رائعا وملتهبا إيابا (3-صفر) لتبلغ النهائيات مرة ثانية على التوالي من باب الملحق. لم ينفك نجم المنتخب السابق ورئيس الاتحاد الأوروبي الحالي ميشال بلاتيني عن القول إن «الحظ» رافق ديشان طوال حياته المهنية، فقد عرف كيف يدير لاعبيه من دون أي شائبة ولديه حس تكتيكي خارق. ولطالما فرضت فرنسا احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين اسطوريين، على غرار ريمون كوبا وبلاتيني وزيدان. اقتربت من التتويج عدة مرات، وأخفقت في المربع الأخير في 1982 و1986، لكنها انتظرت حتى 1998 على أرضها حتى تحرز لقبها العالمي الأول، اتبعته بكأس أوروبا 2000. كادت تكرر فعلتها في 2006 لكن ركلات الترجيح في النهائي أمام إيطاليا ونطحة زيدان مهدتا لفضيحة جنوب أفريقيا 2010. في البرازيل 2014، وقعت بطلة أوروبا 1984 في مجموعة بالغة السهولة على الورق مع سويسرا الإكوادور وهندوراس، وبحال صدارتها يتوقع أن يكون مشوارها في الدور الثاني أسهل، حيث تواجه وصيف المجموعة الخامسة التي تضم الأرجنتين والبوسنة والهرسك وإيران ونيجيريا. فرنسا افتقدت لحارسها الثاني ستيف مانداندا بعد تعرض حارس مرسيليا لإصابة واضطراره لوضع واق للرقبة والإخلاد للراحة لمدة 3 أسابيع، فاستدعى ديشان حارس سانت أتيان ستيفان روفييه من الاحتياطيين السبعة وعينه حارسا ثانيا وراء هوجو لوريس (توتنهام الانجليزي)، فيما أبقى المخضرم ميكايل لاندرو (باستيا) حارسا ثالثا. قائد مجموعة، عامل لا يكل، وتكتيكي من الدرجة الأولى، هكذا يمكن اختصار ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا بعد 20 سنة من عطاءات جعلته يجسد «ثقافة الفوز»، بالإضافة إلى ملاك حارس يكون إلى جانبه دوما مع منتخب الديوك. في نوفمبر الماضي، كادت مغامرة الرجل الذي وصف بـ«والد انتصار 1998» تنتهي بعد خسارة ذهاب الملحق أمام أوكرانيا صفر-2، لكن ابن الخامسة والأربعين نجح في لملمة جراح فريقه وضرب بقوة إيابا بمساعدة من هدفي المدافع ساخو، ذكّرا بهدفي تورام في نصف نهائي مونديال 1998 أمام كرواتيا. بعد تحقيق التعادل على أرض إسبانيا بطلة العالم في أكتوبر 2012 بهدف قاتل من اوليفييه جيرو، قال عنه بلاتيني: «نابليون كان يقول إنك بحاجة لجنود جيدين وللحظ كي تنتصر بالمعارك، وديدييه هكذا، كنت أسأل نفسي دوما إذا سقط في جرن ماء مقدس بعد ولادته». لكن من المجحف إلصاق الحظ بمسيرة القائد الفرنسي الوحيد الذي رفع كأس العالم بعد مسيرة رائعة بدأها بعمر السابعة عشرة مع نانت وأحرز خلالها لقب الدوري المحلي مرتين مع مرسيليا ودوري أبطال أوروبا 1993، ثم الدوري الايطالي ثلاث مرات مع يوفنتوس ودوري أبطال أوروبا 1996، ثم كأس انجلترا مع تشيلسي في 2000 ووصافة دوري الأبطال مع فالنسيا في 2001، قبل أن يستهل مشواره التدريبي مع موناكو ويقوده إلى وصافة دوري أبطال أوروبا 2004 ثم ينتشل يوفنتوس من محنته بعد اسقاطه إلى الدرجة الثانية (2007) ويمنح مرسيليا لقبه الأول في الدوري بعد 18 سنة من الفشل (2010). مقابل هذه النجاحات، عرف ديشان بعض الخيبات على غرار خسارة نهائي دوري الأبطال في 1997 و1998 و2001 والأهم من ذلك فشل التأهل إلى مونديال 1994 بعد الخسارة التاريخية أمام بلغاريا في التصفيات. يلخص ديشان تفسيره للعبة كرة القدم: «لا أستمتع باللعب، بل أستمتع بالفوز»، وهذا ما ينتظر منه الفرنسيون تحقيقه في البرازيل. بعد سقوطه في معركة الكرة الذهبية الاخيرة مع البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي، ظهر تأثر فرانك ريبيري نفسيا من خلال تراجع أدائه على أرض الملعب، لكنه يبقى العلامة الفارقة في المنتخب الأزرق. قدم ريبيري موسما رائعا في 2013 حيث ساهم في منح بايرن ميونيخ ثلاثية تاريخية، وتابع مشواره الناجح هذا الموسم محليا، لكن مع خروج بايرن المؤلم أمام ريال مدريد الإسباني من دوري الأبطال وحسم الفريق البافاري البوندسليجا مبكرا، لم يعد «فرانكي» الجناح المتوهج، فبدا ابن الحادية والثلاثين ظلا للاعب ألهب عشاق المستديرة في آخر سنتين. انكسر شيء ما في 13 يناير الماضي في زيوريخ عندما كان ريبيري يعتقد نفسه المؤهل لحمل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، لكن الجناح الايسر اكتفى بافضل لاعب في القارة الاوروبية، وهو يعول للتعويض مع بلاده في المونديال بعدما حمل ألوانها 81 مرة وسجل 16 هدفا. لم تسعف الحالة البدنية ريبيري بعد ذلك، فخضع لجراحة لازالة ورم دموي في اسفل ظهره مطلع فبراير الماضي وغاب لفترات مع بايرن، لكن مدربه الإسباني جوسيب جوارديولا كشف في أبريل أن مشكلة ريبيري «في رأسه وليس في قدميه». أعلن ريبيري انه سيخوض موندياله الثالث والأخير بعدما قدم مستوى خارقا في 2006 ساهم بالوصول إلى النهائي قبل السقوط أمام ايطاليا، قبل أن يشارك في فضيحة كنيسنا 2010 ويوقف ثلاث مباريات. ريبيري المرتبط اسمه بفضيحة «زاهية» الجنسية قبل تبرئته، أصبح العنصر الأول في تشكيلة لوران بلان بين 2010 و2012 وعزز موقعه مع ديشان (6 أهداف و12 تمريرة حاسمة). نشأ ريبيري في منطقة فقيرة في بولونيي سور مير، عانى في طفولته حادث سير مع عائلته لا تزال تشويهاته بادية على وجهه حتى الآن، متزوج من وهيبة الجزائرية الأصل، أشهر إسلامه مطلقا على نفسه اسم بلال. (باريس - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©