الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإماراتيون في مقدمة الشعوب العربية تفاؤلاً

الإماراتيون في مقدمة الشعوب العربية تفاؤلاً
24 نوفمبر 2008 01:10
أظهر استطلاع أجرته شركة استشارات العلاقات العامة في الشرق الأوسط ''أصداء بيرسون مارستيلر''، أن الشباب العربي أكثر تفاؤلاً بالمستقبل من أقرانهم في العالم الغربي، وجاءت الإمارات مع الدول الثلاث الأولى التي أبدى فيها الشباب تفاؤلاً عالي النسبة· وفي جولة سريعة أجرتها ''دنيا الاتحاد'' أكّد أكثر من شاب هذه النتيجة وعدّدوا أسباب يعتقدون أنها وراء ما توصل إليه الإستطلاع، ومنها الشعور بالأمان السياسي والإقتصادي في الإمارات، وفقاً لما يراه أحمد غانم المزروعي من أبوظبي، الذي عاش نحو 6 سنوات في الولايات المتحدة الأميركية لمتابعة تعليمه قبل أن يعود للعمل في البلاد، إذ يرجع أحمد الشعور بالأمان بالدرجة الأولى إلى الأمان الإقتصادي، ومن ثم الأمان السياسي والأمني اللذين يولدان شعوراً بالراحة النفسية لدى المواطنين· ويتحدث أحمد عن الأزمة الإقتصادية العالمية التي أفقدت الناس في العديد من البلدان كل ما بنوه في سنوات عمرهم، ليقارن الوضع مع الإمارات التي يرى أنها كدولة تعرف كيف تبقي التفاؤل مادياً متجاوزة الأوضاع الإقتصادية العالمية بحكمة، ما يُشعر الفرد أنَّ لا شيء بوسعه زعزعة وضعه بسهولة· وكانت نتائج الاستطلاع قد كشفت أن 52% من الشبان العرب الذين شملهم الاستطلاع، يعتقدون أن بلدانهم تسير في الاتجاه الصحيح، مقارنة بـ 34% فقط من الشباب الغربي، وجاءت السعودية والأردن والإمارات في المراتب الثلاث الأولى، حيث وافق على هذا الرأي 65% من الشباب السعودي تلاهم الشباب الأردني بنسبة 60% والشباب الإماراتي بنسبة 57%· وجرى الاستطلاع، الذي شمل 1800 شاب وشابة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، في 6 دول شرق أوسطية و3 دول غربية· ويأتي الأفق الاقتصادي المستقبلي وارتفاع تكاليف المعيشة في مقدمة المخاوف لدى المجموعتين العربية والغربية، بنسبة 43% عند الشباب الغربيين، و30% عند أقرانهم في العالم العربي· وفي الشرق الأوسط، جاء القلق جراء عدم الاستقرار المالي في أعلى مستوياته لدى الشباب الأردني بنسبة 42%، فيما يرى 23% من الشباب القطري أن ارتفاع تكاليف المعيشة والمستقبل الاقتصادي العام يمثلان أحد التحديات الرئيسية بالنسبة لهم· من جهته، يقول أحمد بخيت: ''لم تؤثر الأزمة الإقتصادية العالمية بنا، ونحن محظوظون في الواقع لأن قادتنا يتمتعون ببعد في الرؤية سمحت بضبط الأمور''· ويشير إلى أن الخسارات الفادحة في سوق الأسهم سببت أزمات للدول، ناهيك عن المشاكل التي طالت الأفراد بفداحة، ويقول: ''ثمة من أقدموا على الانتحار بسبب خساراتهم، وقد طالعنا هذه الأخبار في مختلف أنحاء العالم''· ما سبق لا ينفي كون الشباب في العالمين العربي والغربي يتشاركون المخاوف عينها حول الاقتصاد، وقدرتهم على العيش في منطقة جيدة والبقاء على تواصل مع ذويهم· ويقارن أحمد غانم المزروعي بين الشباب الإماراتي والغربي في هذا المجال، ليقول: ''إنَّ ما نراه مجتمعا مرفهاً في الغرب لا يخلو من حدّة القلق والخوف على المستقبل''· مع أن الأنظمة الغربية، بحسب قوله، تتميز بالعصرنة والتطور· ويقول أحمد بخيت مؤيداً ''نحن متفائلون وليس بالوسع نفي ذلك لأنه الواقع، ولكن شعورنا بالأمان له سلبياته حيث أننا لا نفكّر كثيراً بالمستقبل، في حين نرى أن الوافد الأجنبي مثلاً يهتم بالغد كثيراً، ويعمل على هذا الأساس، ومن هنا نجد ما يحثّه على تطوير نفسه وعمله، لأن الدافع -وهو الخوف من المستقبل- يشكل عاملاً ايجابيا في انتاجيته وفي نوعية هذا الانتاج''· في المقابل، يرى أحمد بخيت أن الشعوب التي تشعر بالأمان والتفاؤل في المستقبل تعيش في نعيم· وتتجلى حدة التباين بين الشباب العربي والغربي في أوضح صورها عند الوقوف على أهمية المعتقد الديني في حياة كلا الجانبين، إذ أشار 68% من الشباب العربي إلى أن الدين هو الإطار الذي يحدد ملامح حياتهم كأشخاص، مقابل 16% فقط من الشباب الغربي· ويعلّق مارك بين، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة ''بيرسون مارستيلر''، والمستشار السابق لرئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق بيل كلينتون، ومؤلف الكتاب الشهير ''توجهات صغيرة'':''القوى الصغرى وراء التغيرات المستقبلية الكبرى''، ويقول في معرض تقديمه لنتائج الإستطلاع:''يمثّل شباب اليوم الجيل الأول الذي نشأ في ظل مناخ معولم حقيقي، وفي أعقاب انتهاء الحرب الباردة وبداية حقبة جديدة اكتسبت ملامح مشهدها الجيوسياسي من أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها· وتظهر هذه الإحصائية المتعلقة بآمال ومخاوف وطموحات جيل الشباب في العالمين العربي والغربي، طريقة كل من المجموعتين في التكيّف مع قوى التغيير، وكيفية تطور قيمهما ومبادئهما مع مرور الزمن''· واستضافت ''أصداء بيرسون مارستيلر'' لمناسبة اطلاق نتائج الاستطلاع، جلسة نقاش ترأسها مارك بين، تم خلالها مناقشة التحديات والفرص التي يواجهها الشباب في هذه المنطقة الحيوية· وشارك في الجلسة كل من محمد علي العبار، رئيس مجلس إدارة ''إعمار العقارية''؛ وحسن فتاح، نائب رئيس تحرير صحيفة ''ذي ناشيونال''؛ والأكاديمية والكاتبة السعودية الدكتورة ميساء الصبيحي؛ ومحمد سعيد حارب، مدير عام شركة ''لمترى'' المنتجة لمسلسل الرسوم المتحركة الإماراتي ''فريج''· ويرى جوزيف غصوب، الرئيس التنفيذي لـ ''المجموعة القابضة'' أنَّ الدراسة ''أتاحت الاطلاع على توجهات الشباب العربي ومواقفهم تجاه بعض القضايا في العصر الراهن، كما كشفت مدى واقعية هذه الشريحة الواسعة من مجتمعنا وتفاؤلها بالمستقبل، مقارنة بمثيلتها في العالم الغربي''· ويعرب سونيل جون، الرئيس التنفيذي لشركة ''أصداء بيرسون مارستيلر'' عن إعتقاده بأن الاستطلاع يتّسم بأهمية كبرى بالنسبة للعالم العربي الآن أكثر من أي وقت مضى، سيما وأن واحداً من بين كل خمسة أشخاص في هذه المنطقة يتراوح عمره بين 15 و24 سنة· ومن شأن هذه المقارنة أن تتيح لنا فهماً أعمق لما يجول في أذهان الجيل الشاب وعماد مستقبل هذا العالم من مخاوف وهواجس وتوجهات''· وقد أجرت شركة الاستشارات ''بين شوين آند بيرلاند أسوشييتس''، بالتعاون مع شركة ''نيلسن'' المتخصصة بأبحاث السوق، حوالي 1800 مقابلة مع أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً خلال سبتمبر 2008 في ست دول عربية (مصر، والأردن، والكويت، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة) وثلاث دول غربية (ألمانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية)· من جانبه، قال بيوش ماتور، المدير العام الإقليمي لشركة ''نيلسن'' في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان: ''يعد هذا الاستطلاع واحداً من أكبر الدراسات التي تتناول الشباب العربي بالمنطقة، من حيث نطاقها وعدد المشاركين فيها· وبالمقارنة بين مواقف الشباب في المنطقة والغرب، تتسم هذه الدراسة بأهمية كبرى بالنسبة لشرائح عديدة من الجمهور، لاسيما العاملين في قطاعي التسويق والاتصالات، إذ تقدم لهم رؤية واضحة لتوجهات ومواقف الجيل الشاب''· الاستطلاع يعد استطلاع ''أصداء بيرسون مارستيلر لرأي الشباب العربي'' دراسة بحثية لآمال ومخاوف وطموحات الشباب العرب، الذين يشكلون الشريحة السكانية الأكبر في العالم العربي· ويتضمن هذا الاستطلاع الخاص، الذي أجري بتوكيل من ''أصداء بيرسون مارستيلر''، 44 سؤالاً حول موضوعات تراوحت بين التفاؤل بالمستقبل والقضايا ذات الصلة بالعولمة، إلى أسئلة حول الثقافة والقيم وأنماط العيش والتقنيات· وسوف يتواصل تسليط الضوء على نتائج هذا الاستطلاع الذي يهم الحكومات وصناع السياسة والمنظمات غير الحكومية وقطاع الأعمال، على مدار العام المقبل·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©