الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عودة شركات الإنترنت إلى الازدهار مجدداً

عودة شركات الإنترنت إلى الازدهار مجدداً
20 مايو 2011 21:02
يقع مبنى بير 38 على واجهة سان فرانسيسكو البحرية التي كانت فيما مضى مقصد المهاجرين الصينيين الذين بنوا السكك الحديدية خلال ما سمى بعهد البحث عن الذهب في كاليفورنيا. والآن يضم هذا المبنى العديد من رواد الأعمال المنشغلين في مجالات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت. وقال ريان سبون مدير إحدى الشركات التي تؤجر مساحات للشركات الصغرى في بير 38: “لم نشهد من قبل سرعة ابتكار في أي مجال بقدر ما يحدث في قطاع المعلوماتية”. ويطمح المستأجرون مثلهم مثل العديد من رواد الأعمال الآخرين إلى اتباع نهج فيس بوك وزينجا التي تصدر ألعاب شديدة الرواج على الإنترنت مثل فارم فيل التي لاقت إقبالاً هائلاً خلال السنوات القليلة الماضية. وتستعد بعض الشركات المبتدئة البارزة للتسجيل في البورصات أو لعرض نفسها للبيع كي تشتريها شركات كبرى ثرية. وفي التاسع من مايو قامت لينكت إن شبكة التواصل الاجتماعي للمهنيين التي بلغت إيراداتها العام الماضي 243 مليون دولار بوضع شروط عرض اكتتابها الأولى العام في بورصة نيويورك الذي تبلغ قيمته حسب تقديرها 3,3 مليار دولار. وقالت مايكروسوفت في اليوم التالي إنها ستشتري «سكاي بي» التي تقدم خدمات مكالمات الإنترنت والفيديو مقابل 8,5 مليار دولار. وينتظر قريباً أن تسجل شركات أخرى أسهمها في البورصة مثل جروبون التي تقدم قسائم لمشتركيها على الإنترنت. تختلف الآراء حول عودة عروض اكتتابات الإنترنت الأولية العامة الكبرى والتي قلما جرت منذ انفجرت فقاعة أسهم الاتصالات والإنترنت عام 2000 وعودة عمليات الاندماج والاستحواذ الكبرى فيما بين شركات التكنولوجيا. ويرى بعض المخضرمين أن هُناك فقاعة جديدة تتشكل في عمليات تقييم الشركات البادئة وعدد صغير من الشركات الأكثر نضجاً مثل تويتر التي لا تزال تبحث عن نموذج أعمال مناسب بعد خمس سنوات من إنشائها، بينما ترى بعض الأصوات المتحمسة أن للعديد من الشركات البادئة مستقبلاً واعداً وأن هُناك العديد من الشركات الراغبة في الشراء مثل مايكروسوفت التي لديها من المال والثقة ما يؤهلها لاقتناص شركات إنترنت خاصة. التكنولوجيا والتمويل غير أن الجانبين متفقان على أن عالم الإنترنت جاري تحويله من قبل عدد من القوى الفعّالة منها ثلاث قوى بارزة. أولاً عمل التقدم التكنولوجي على تبسيط وتقليل تكاليف تجربة العديد من الأفكار البراقة لشركات الإنترنت. ثانياً هُناك جماعة جديدة من المستثمرين الأثرياء المعنيين بدعم تلك الأفكار. ثالثاً هذا الازدهار أكثر انتشاراً عالمياً من الازدهار السابق فهناك شركات إنترنت صينية لا تقل إبهاراً عن نظيراتها الأميركية. من حيث التكنولوجيا لا يزال قانون مور، الذي يذهب إلى أن عدد وحدات الترانزيستور الممكن وضعها في رقاقة كمبيوتر واحدة يتضاعف تقريباً كل 18 شهراً، سارياً الأمر الذي أدى إلى انتشار المزيد والمزيد من الأجهزة الاستهلاكية الأكثر فاعلية والأقل ثمناً. إن بعض الكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية اليوم أقوى مما كانت عليه كمبيوترات شخصية منذ عقد من الزمن. وبحسب تقديرات “اي دي سي” للبحوث ينتظر انتاج نحو 450 مليون هاتف ذكي في العالم هذا العام مقارنة مع 303 ملايين جهاز في عام 2010. كما يعزز قانون مور نمو خدمات “السحاب” مثل متجر موسيقي “آي تيونز” من أبل الذي يمكن بلوغه تقريباً من أي جهاز في أي مكان. توجد تلك الخدمات في مراكز بيانات (الحوسبة السحابية) مكتظة بمئات الآلاف من الخوادم التي تقلص سعرها نظراً لأن قدرتها على المعالجة زادت باطراد. فقد تم توصيل كميات هائلة من البيانات على نحو أسرع وبأسلاك أقل كثيراً من ذي قبل. أتاحت هذه التوجهات التكنولوجية المجال لظهور “منصات” جديدة تعتبر بمثابة قواعد حاسوبية في وسع شركات أخرى أن تبنى عليها خدمات. وهناك أمثلة تشمل نظم تشغيل هواتف ذكية وشبكات تواصل اجتماعي مثل فيس بوك ولينكت إن بعضها يستخدمه مئات الآلاف من الناس. وتصدر المنصات كميات هائلة من البيانات من الهواتف الذكية وأجهزة الحس وغيرها من الأجهزة. تعد هذه المنصات بمثابة أماكن شاسعة لمجالات رقمية. وربما يكون أبلغ مثل على ما قدمته من ابتكار هو تدفق تطبيقات سوفتوير يمكن للهواتف الذكية والكمبيوتر تحميلها. يقدم متجر تطبيقات أبل APP STORE الذي لم يبلغ عمره سوى ثلاث سنوات أكثر من 300 ألف تطبيق. ويقوم مستخدمو فيس بوك بتحميلها بمعدل يفوق 20 مليون تطبيق في اليوم الواحد. كما استفادت شركات خدمات مثل سكايب من انتشار الأجهزة الذكية وتوصيلاتها فائقة السرعة. وبذلك أضحى تشكيل شركة شبكة أسهل كثيراً من ذي قبل. فمن خلال الاستعانة بسعة حوسبة سحابية رخيصة واستخدام منصات للوصول إلى ملايين العملاء المستهدفين في وسع شركة ما أن تتشكل وتعمل بتكلفة لا تزيد على بضعة آلاف من الدولارات، بينما كان ذلك يتكلف في تسعينيات القرن الماضي ملايين الدولارات. تهافت المستثمرين بفضل التمويل الذي يعد القوة الدافعة الثانية للازدهار لا تفتقر هذه الشركات إلى داعمين. وعلى الرغم من أنها أصغر من أن تجتذب اهتمام العديد من المؤسسات الكبرى إلا أن هناك مستثمرين أغنياء من الأفراد يتهافتون عليها. وقد كوَّن العديد من هؤلاء الممولين ثرواتهم خلال فقاعة تسعينيات القرن الماضي وهم يتطلعون حالياً إلى تقديم الخبرة والمال لصغار الشركات. بعض الممولين مثل أيدن سيكون الموظف السابق في جوجل والذي يدير حالياً شركة صغيرة تسمى فليسيس فنتيرز ومايك مايلرز رائد أعمال في مجال برامج السوفتوير يدير شركة فلودجيت يراهنون أحياناً على النحو الذي تراهن به صناديق المشروعات الصغيرة التقليدية التي تجمع وتستثمر أموالاً من مجموعة كبيرة من المستثمرين المؤسساتيين. ومن الشائع ألا تبلغ استثمارات الأفراد سوى مليون دولار فقط. وفي بعض الأحيان يتجمع صغار الممولين معاً ليقدموا للشركات الناشئة مبالغ أكبر. وقد وجد أن تأثير هذا النوع من التمويل التراكمي هائل. فحسب مركز بحوث المشاريع في جامعة نيوهامشير قام صغار الممولين في أميركا بضخ نحو 20 مليار دولار في شركات ناشئة العام الماضي مقارنة مع 17,6 مليار دولار عام 2009. لا يقل هذا المبلغ كثيراً عن 22 مليار دولار الذي تقول الجمعية الوطنية الأميركية لتمويل المشروعات إن أعضاءها استثمروه عام 2010. يذكر أن كثيراً من أموال صغار الممولين توجهت إلى شركات انترنت وشركات إصدار تطبيقات برامج السوفتوير. ولا تعتبر شركات المشروعات هي الوحيدة التي استهدفت شركات الإنترنت. إذ يزعم البعض أن “دي اس تي” الشركة القابضة الروسية وصندوق الاستثمار المرتبط بها “دي اس تي جلوبال” هما اللتان أطلقتا الشرارة الأولى في هذا الازدهار. وفي عام 2009 حين كان معظم المستثمرين في أميركا أسرى الأزمة المالية اشتركت “دي اس تي” وصندوقها في تمويل مئات الملايين من الدولارات في شركات متسارعة النمو مثل فيس بوك وجروبون، ويبدو أن تلك الاستثمارات قد أتت أكلها. وراحت صناديق تحوط وشركات مساهمة خاصة وحتى بعض الصناديق التعاونية تحذو نفس الحذو مهرولة الواحدة تلو الأخرى نحو شراء أسهم شركات إنترنت رائجة. كما قامت بنوك استثمار مثل “جولدمان ساكس” و”جي بي مورجان تشيس” بتخصيص صناديق تشجع العملاء الأغنياء على شراء حصص في شركات إنترنت. والقوة الدافعة الثالثة نحو الازدهار هي العولمة السريعة لهذا القطاع. اذ راحت أوروبا تطور نظام ريادة أعمال أفاد عدداً من الشركات الناجحة مثل سبوتيفاي الشركة الأنجلو سويدية التي تقدم خدمات الموسيقى المسجل بها أكثر من 10 ملايين مستخدم وفانتيه بريفيه شركة الملابس الفرنسية البالغة إيراداتها السنوية مليار دولار. نقلاً عن: إيكونوميست ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©