الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتنيات إسلامية تطوف العالم للتعريف بالحضارة العظيمة

مقتنيات إسلامية تطوف العالم للتعريف بالحضارة العظيمة
17 مايو 2013 20:58
تنظم هيئة الآثار في السعودية منذ ثلاث سنوات معرضا متنقلا لروائع الآثار التي تقتنيها متاحفها. وقد حط المتحف المتنقل رحاله للمرة الأولى في العاصمة الفرنسية باريس عام 2010، حين استضاف متحف اللوفر المعرض الذي يضم 320 قطعة أثرية منتقاة من معروضات المتحف الوطني ومتحف جامعة الملك سعود، فضلا عن مكتشفات من مواقع أثرية شتى. أحمد الصاوي (القاهرة) - تعد الفنون الإسلامية جزءاً رئيسياً من معروضات هذا المعرض، فضلا عن أنها كانت وراء فكرة هذا المعرض، بعد أن شاهد الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك بالرياض المعرض المسمى «روائع الفنون الإسلامية بالمملكة»، فاقترح على خادم الحرمين الشريفين أن ينتقل المعرض للعواصم الأوروبية للتعريف بحضارة الإسلام، وسرعان ما تم تطوير الاقتراح ليشمل مقتنيات أثرية تمثل مختلف المراحل الحضارية التي عرفتها الجزيرة العربية عبر العصور. متحف متنقل وبعد محطته في عاصمة النور باريس، انطلق المعرض ليزور برشلونة ثم بطرسبورج في روسيا وبرلين العاصمة الألمانية، قبل أن يحط رحاله في نهاية عام 2012 بالولايات المتحدة متنقلا بين عدة مدن بدأت بالعاصمة واشنطن. ويستقطب المعرض الذي يعد متحفا متنقلا اهتمام الزوار نظرا للتنوع الكبير في معروضاته التي تشمل أبسط الأدوات الحجرية، وصولا إلى أثمن قطع الحلي النسائية من الذهب الخالص. ومن أهم ما يحتويه المعرض من آثار الفترة السابقة على الإسلام عدد من الآثار المكتشفة في حفائر الفاو حاضرة مملكة كندة العربية، وهي تشمل بعض التماثيل الحجرية وقطع الحلي الذهبية التي تخص أميرة عربية ومقابض ذهب كانت لسرير خشبي عثر عليه في مدفن أحد ملوك كندة، إلى جانب العديد من النقوش بالخط المسند والمنفذة على ألواح من البرونز والحجر وبعض قطع الخزف والزجاج ورسوم الفرسكو رائعة الألوان. أما التحف الإسلامية في هذا المعرض فتشمل روائع الأعمال الفنية ذات الصلة بالحرمين الشريفين في مكة المشرفة والمدينة المنورة. باب الكعبة المشرفة ويتصدر المعرض باب الكعبة المشرفة الذي صنع بأمر من السلطان العثماني مراد الرابع في عام 1054هـ، وهو من الخشب المصفح بكسوة من الفضة المذهبة ويعد تحفة نادرة لما يشمله من روائع الزخارف الإسلامية من كتابات نسخية وعناصر نباتية وهندسية تحيط بها، وقد نفذت كلها بأسلوب الطرق أو التصفيح وقد ظل هذا الباب قائما بالكعبة المشرفة، إلى أن أمر الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بصناعة باب آخر للكعبة في عام 1363 هـ، كان من الألمونيوم المغطى بصفائح من الفضة المذهبة، ثم استبدل بأمر من الملك خالد طيب الله ثراه في عام 1393 هـ بباب من الذهب الخالص. ويشمل المعرض أيضا بعض أجزاء من الكسوة الخاصة بالكعبة المشرفة ولاسيما التي نسجت بها الكتابات النسخية بخيوط من الذهب، ومنها قطع من الكسوة التي تصنع الآن بمصنع الكسوة الشريفة بمكة، وقد عني المعرض بأن يشاهد الزوار جزءاً من أول كسوة تصنع بمكة في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود. حامل شمعدان ومن التحف ذات الصلة بالأماكن المقدسة حامل شمعدان من النحاس عثر عليه بالقرب من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وهو قريب الشبه من ناحية التصميم بالشماعد السلجوقية والمملوكية، ويبدو من زخارفه أنه كان مزودا بقطع من الفضة وبعض الأحجار الكريمة التي اقتلعت منه قبل أن يلقى به خارج المسجد النبوي حيث عثر عليه، وربما تعود صناعته لفترة لاحقة للقرن الحادي عشر الهجري «17م» طبقا للأسلوب الصناعي المتبع في تثبيت الزخارف المضافة. وبمعرض روائع آثار السعودية عدد من المصاحف التاريخية التي توضح عناية المسلمين بنسخ الكتاب الكريم من جهة الخطوط والتذهيب والتجليد. ومما له صلة بالحج وزيارة الأماكن المقدسة نجد بالمتحف أحجار علامات الأميال الخاصة بطريق الحج الكوفي المعروف بدرب زبيدة، وهي توضح المسافات التي تقطعها قوافل الحجاج بدءا من الكوفة وصولا للمدينة المنورة ثم مكة المشرفة. ومن المعروف أن السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد أولت في مرات حجها وزيارتها للأماكن المقدسة عناية خاصة بهذا الطريق حتى عرف باسمها، حيث زود بالمحطات والاستراحات أو المنازل وببرك المياه لتوفير مياه الشرب للمسافرين عبر الطريق، وقد عنيت هيئة الآثار بعمل حفائر أثرية على طول هذا الطريق كشفت عن البرك والآبار وبقايا المنازل ومراكز الحراسة، فضلا عن أحجار الأميال التي يعرض بعضها في هذا المعرض وعدد من أواني حفظ المياه الفخارية التي كان الحجاج يحملونها معهم، وهي ذات شكل لا يكاد يتغير فهي ذات أبدان دائرية وفوهات ضيقة، ونظرا لأن الحجاج كانوا يحرصون على حمل ماء زمزم بداخلها في رحلة العودة فهي تعرف إلى اليوم في أغلب البلاد العربية باسم الزمزميات. وتعود أهم القطع الفنية في معرض روائع آثار السعودية لحفائر مدينة الربذة، وهي من أهم المدن الواقعة على درب زبيدة، وكانت جامعة الملك سعود هي التي قامت بالتنقيب فيها، ومن ثم فإن عددا لا بأس به من المعروضات تعود ملكيته لمتحف جامعة الملك سعود. وتضم هذه المكتشفات قطعا رائعة من الفخار والخزف الإسلامي المبكر، منها أوان فخارية وتماثيل صغيرة لجمال منها واحد من فخار يمثل جملا يحمل أربع جرار فخارية، وآخر من الخزف المطلي بلون أخضر زيتوني لجمل يحمل هودجا هرمي الشكل. قنينات وكؤوس زجاجية هناك أيضا بعض الأطباق من الخزف الشائع إنتاجه في القرون الثلاثة الأولى للهجرة مثل الخزف المطلي بلون واحد غالبا ما يكون من درجات اللون الأزرق، وهناك الخزف ذو البريق المعدني الذي تدل زخارفه النباتية والهندسية على أنه من صناعة العراق في القرن الثالث الهجري. ومن التحف الزجاجية الإسلامية يشاهد زوار المعرض قنينات وكؤوسا زجاجية مختلفة الأشكال والألوان والزخارف ومنها قطع مميزة بزخارفها الملونة التي تحاكي عروق الرخام. ومن تحف الربذة الإسلامية أيضا مجامر ومسارج من البرونز والحجر وبعض قطع معدنية لأوزان وحليات صناديق، وكذلك قطع من الجص المزخرف برسوم نباتية تشبه تلك التي كانت سائدة في عمائر سامراء الحاضرة العباسية، وهو ما يبرهن على أن مدن الجزيرة العربية لم تنقطع عن تيار الفن الإسلامي منذ بواكيره الأولى. ومن المفاخر الفنية لمعرض روائع آثار المملكة النقوش الكتابية التي نحتت بكل دقة في الحجر، وأغلبها نصوص جنائزية ممثلة في عدد من شواهد القبور ولاسيما تلك التي عثر عليها في مكة المكرمة وخاصة بمقبرة المعلاة الشهيرة. قبر أسماء بنت أحمد من أهم شواهد القبور المعروضة بهذا المعرض، شاهد قبر أسماء بنت أحمد التي ينتهي نسبها لعبد الله بن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنهما، وشاهد قبر لأحد الحجاج الذي وافته المنية وهو يؤدي فريضة الحج في عام 613 هـ، وهو في ملابس الإحرام، وقد عني النقاش بخط هذا الشاهد الذي اتخذ نصه هيئة دائرية فريدة وقد سجل به بالخط النسخي أنه قبر الشيخ الصالح «أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبري الذي توفي بعرفة بالموقف، يوم الثامن من ذي الحجة من سنة ثلاث عشرة وستمئة وهو محرم رحمه الله رحمة واسعة...».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©