الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن... تدريبات عسكرية في المهمة الصومالية

17 مايو 2012
جوهر استراتيجية إدارة أوباما لمحاربة مقاتلي "القاعدة" في الصومال يمكن إيجاده بجوار مرعى للأبقار هنا، على بعد ألف ميل من خطوط الجبهة. فتحت أنظار المدربين الأميركيين، يتم تعليم المجندين الأوغنديين كيفية حمل البنادق، وتجنب القنابل التي تزرع على جانب الطريق، وتفادي إطلاق النار على بعضهم البعض عن طريق الخطأ. وفي مضمار تدريب يضم حواجز طبيعية وصناعية يدعى "مقديشو الصغيرة"، يتعلم الأوغنديون القواعد الأساسية للحرب الحضرية أثناء قيامهم بدورية في حي يحاكي أحد أحياء العاصمة الصومالية، ويتألف من مبان مخربة وشبه مهدمة وحاويات شحن صدئة صُممت لتشبه العاصمة الصومالية الخطيرة والمنكوبة. "الموت هنا! لا أحد يغادر (حياً)"، هكذا كتب على أحد الجدران باللغة الإنجليزية بدلاً من اللغة الصومالية. ورغم التحذيرات، إزداد عدد المجندين الذين يتخرجون من هذا المعسكر – الذي أُنشئ بواسطة أموال دافع الضرائب الأميركي ويشرف على التدريب فيه متعاقدون مع وزارة الخارجية الأميركية – خلال الأشهر الأخيرة. وفي الوقت الراهن، يستعد الفوج الحالي الذي يضم 3500 جندي أوغندي، ويعد الأكبر منذ افتتاح المعسكر قبل خمس سنوات، للذهاب إلى الصومال قصد الانضمام إلى قوة دولية متزايدة مؤلفة بالكامل من جنود أفارقة، ولكنها ممولة إلى حد كبير من قبل واشنطن. بعد عقدين من الجهود الفاشلة، تقول الحكومة الأميركية وحلفاؤها في شرق أفريقيا إن استراتيجية التدخل أخذت تعزز الأمن في الصومال الذي تمزقه الحرب وتضربه المجاعة، والذي لطالما اعتُبر أكثر بلد غير قابل للحكم في العالم. ويذكر هنا أنه منذ غرقها في الفوضى في عقد التسعينيات، زعزعت الصومال استقرار المنطقة بعد أن تحولت إلى مركز للمتطرفين الإسلاميين وعصابات القراصنة التي تنهب بعضاً من أكثر خطوط الملاحة البحرية نشاطاً في العالم. ويذكر أيضاً أن المسؤولين الأميركيين لطالما خشوا أن يسعى زعماء القاعدة إلى إعادة بناء عملياتهم العالمية في الصومال واليمن المجاورة، عبر خليج عدن الضيق. القوة المدعومة من الولايات المتحدة، التي يتزعمها الاتحاد الأفريقي رسمياً وتدعمها الأمم المتحدة، بدأت عملياتها في الصومال في 2007. وعلى مدى سنوات، كافحت القوة من أجل ملء صفوفها والتغلب على مشكلة قلة المعدات وكسب دعم الصوماليين. غير أنه منذ فصل الخريف، طردت هذه القوات ميليشيا "الشباب" الصومالية المنتمية إلى "القاعدة" من مقديشو وعززت سيطرتها على العاصمة. وفي فبراير الماضي، أعلن الاتحاد الأفريقي عن مخططات لتوسيع حجم القوة من 12 ألف إلى 18 ألفاً، وهو يستعد حالياً لنشر قوات في جنوب الصومال ووسطه لأول مرة. نحو ثلاثة أرباع القوة -ومعظمها من الأوغنديين، ولكنها تضم أيضاً جنوداً من بوروندي وجيبوتي وسيراليون- ستكون قد خضعت للتدريب على أيدي متعاقدين أميركيين وظفتهم وزارة الخارجية الأميركية؛ حيث يلعب المدربون العسكريون الأميركيون دوراً داعماً، إذ يقدمون تدريباً متخصصاً في الطب الحربي ورصد القنابل، من بين أشياء أخرى. معسكر الجنود هنا، المعروف بـ"مدرسة سينجو التدريبية"، يديره الجيش الأوغندي، ولكن التدريب تشرف عليه "إم بي آرد آي"، وهي شركة تابعة لمجموعة "إل. 3 كومينيكيشنز"، التي يوجد مقرها في جنوب شرق واشنطن. وهي واحدة من أربع شركات تعاقدت معها وزارة الخارجية الأميركية لتدريب الجنود الأفارقة من أجل الصومال. ويعمل بالمعسكر ما بين اثني عشر وأربعة وعشرين مدرباً من "إم. بي. آر. آي" في كل الأوقات من أجل تسيير دورة تدريبية من 10 أسابيع. وجميعهم جنود سابقون في القوات البرية الأميركية أو "المارينز"، ومعظمهم عمل من قبل في العراق أو أفغانستان، كما يقول مسؤولون أميركيون. وزارة الخارجية الأميركية والجيش الأوغندي سمحا لمجموعة صغيرة من الصحفيين بزيارة المعسكر مؤخراً ولكنهما رفضا السماح لمدربي "إم. بي. آر. آي" بالتحدث بشكل رسمي. ومنذ 2007، ساهمت الحكومة الأميركية بنحو 550 مليون دولار لتدريب وتجهيز وإعانة قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال. ويعد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة المساهمين الرئيسين الآخرين. وتعتمد واشنطن على قوات وكيلة لأن الصومال تعتبر عموماً أرضاً ممنوعاً على القوات البرية الأميركية دخولها منذ 1993، عندما أسقط جنود صوماليون مروحيتين أميركيتين عسكريتين وقتلوا 18 أميركياً في حادث "سقوط بلاك هوك". وبفضل تدفق المساعدات والمعدات الأميركية، كان الجيش الأوغندي مستعداً لينوب عن الأميركيين. بل إن المسؤولين الأوغنديين تعهدوا بزيادة قواتهم في الصومال إلى 8 آلاف جندي، ما يمثل أكبر بعثة أجنبية (كينيا وبوروندي هما اللاعبان الرئيسيان الآخران، حيث يساهم كل واحد منهما بنحو 4500 جندي). وقد أشاد المسؤولون الأميركيون بأداء الأوغنديين ومهاراتهم العسكرية. وفي هذا السياق، قال الرائد ألبرت كونلي، نائب رئيس مكتب التعاون الأمني للجيش الأميركي في أوغندا: "إنهم جيش جد محترف". وقال مسؤولون عسكريون أوغنديون إنهم لا يجدون صعوبة في إيجاد مجندين مستعدين الذهاب إلى الصومال رغم المخاطر. وفي هذا الإطار، قال العقيد جي بي روهيسي، القائد الأوغندي لمعسكر سينجو العسكري: "لقد قوى ذلك مصداقيتنا في المنطقة، وأي جندي سيشعر بالفخر لأنه جزء من هذه المهمة". كريج ويتلوك كاكولا - أوغندا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©