الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المطارات العالمية تعول على الأسواق الحرة لتعزيز أرباحها

المطارات العالمية تعول على الأسواق الحرة لتعزيز أرباحها
31 مايو 2014 21:51
ترجمة: حسونة الطيب أصبحت تجارة تجزئة الأسواق الحرة التي اشتهرت بها المطارات بشكل أكبر، تشكل جزءاً كبيراً من استراتيجيات الشركات الكبيرة وعائدات المطارات. وفي غضون ذلك، تبذل العديد من المطارات العالمية الكبيرة، من بينها مطار هيثرو، جهوداً مقدرة لتحسين هذه الأسواق وتوسعتها. كما تعتبرها شركات عالمية مثل لوريال الفرنسية لمستحضرات التجميل ولوكسوتيكا الإيطالية للنظارات الشمسية، واحدة من مصادر دخلها المهمة. ولتقلص إيراداتها من الرسوم التي تفرضها على هبوط الطائرات والمسافرين، جراء النظم الجديدة وشركات الطيران الاقتصادي، اتجهت المطارات إلى إنعاش الدخل غير الجوي. ولم تخل هذه السوق من تعرضها للصدمات، حيث تسببت عمليات الإرهاب وانتشار الأوبئة المعدية والركود الاقتصادي، في تراجع عدد المسافرين عبر المطارات. لكن حققت المبيعات منذ العام 2009، نمواً سنوياً بأكثر من 12%، يعود نصفه للزيادة في عدد الركاب، خاصة من الدول التي يبحث مواطنوها عن مناطق السياحة مثل الصين. وبينما يُعزى جزء من النمو للتضخم، تجئ البقية من الرغبة الكبيرة لدى بعض المسافرين في التسوق العابر ومن الخبرة المتزايدة التي اكتسبتها شركات التجزئة في توفير السلع المناسبة لهذه الأسواق. وتبدي الأسواق الحرة في المطارات والتي على علم بمواعيد الرحلات وعادات التسوق من خلال بطاقات صعود الطائرة، استعدادها لاستقبال عملائها من مختلف الجنسيات. وتقوم المجموعة الدولية للأسواق الحرة بمطار هيثرو الدولي، بإدخال البيانات في برامجها لإعداد اللغة والثقافة المناسبة وكذلك تغيير طريقة عرض محلاتها التجارية من وقت إلى أخر لتلبية كل ذوق على حدة. وتبدو صالات العرض في المطارات أكثر جاذبية من تلك المتوفرة في الأسواق العادية. ولإغراء المتسوقين من الطبقة الغنية، أفرد مطار هيثرو مؤخراً خدمة شخصية لتلبية متطلبات هذه الشريحة من المسافرين. وساعدت مثل هذه الخدمات في إرساء قواعد التسوق في المطارات، وعلى متن الطائرات في الرحلات الخاصة والتجارية، وإلى تحوله لنشاط تجاري ضخم. وبلغت مبيعات التجزئة في الأسواق الحرة في المطارات، نحو 60 مليار دولار، باستثناء المحال التجارية العادية التي تعيد قيمة الضريبة المضافة للمسافرين في وقت لاحق. ومن المتوقع نمو مبيعات المطارات في الفترة بين 2013 إلى 2019، بنسبة تصل إلى 73%. وسجلت مبيعات العطور ومستحضرات التجميل والتبغ، القدر الأكبر من هذه المبيعات. وتُعد مبيعات هذه الأسواق، واحدة من بين ثلاثة أكبر مصادر للسلع الفاخرة التي تعرضها شركة لوريال. وربما تكسب تجارة تجزئة المطارات أهمية أكثر لما يمكن أن تفعله العلامات التجارية خارج صالات السفر وعلى متن السفن السياحية، حيث من الممكن أن يتحول المسافرون لأفضل العملاء عند العودة إلى مساكنهم. وفي حين غابت إيف سان لوران، عن الصين لمدة ثلاث سنوات حتى أعادتها لوريال في العام الماضي، ساعدت الأسواق الحرة في المطارات على دعم الشركة والاحتفاظ بولاء العملاء الصينيين الذين شكلوا نسبة تراوحت بين 70 إلى 80% من المتسوقين في محلاتها. كما تعتبر المطارات بمثابة المختبرات بالنسبة لأداء بعض الشركات، حيث تمكنت شركة كاث كيدستون البريطانية للأدوات المنزلية مثلاً، من تحديد وجهاتها المقبلة، قياساً على مبيعاتها في هذه الأسواق. وافتتحت لوكسوتيكا للنظارات، ثلاثة متاجر في المطارات الإيطالية، لتحدد على ضوئها إمكانية المزيد من الانتشار في البلاد ككل. وتمثل تجارة المطارات بالنسبة لشركة لوريال، بمثابة برج التحكم لرصد الوجهات الجديدة التي يطرقها بعض المسافرين. ومن الممكن أن ينجم عن تحويل وجهات المسافرين، تغيير في خارطة تجارة تجزئة المطارات، حيث تفوق خلال هذا العام مطار دبي الدولي على مطار هيثرو، من حيث عدد المسافرين الذين يستخدمونه في رحلاتهم الدولية. ومن المنتظر أن يضيف المطار بتوسعاته الجديدة وخدماته الراقية، زيادة كبيرة في عدد المسافرين بالمنطقة. كما من المتوقع وبحلول 2016، أن تتفوق مبيعات شركات التجزئة في المطارات الأسيوية، على نظيراتها الأوروبية بأكثر من الضعف. وسمحت السلطات الصينية في الآونة الأخيرة للمسافرين عبر مطاريها الدوليين شنغهاي بودونج وبكين، بالتسوق في الأسواق الحرة عند القدوم. وفي آخر اتفاقيات الامتياز، رفعت المطارات من حصص مبيعاتها بما بين 10 إلى 15%، وفقاً لتقرير أعده بنك سانتاندر. وقلل ذلك من أرباح بعض الفنادق الكبيرة العاملة في المطارات حول العالم، مثل شيلا ولوت في كوريا الجنوبية، اللذين تراجعت حظوظهما في جني الأرباح من مطار إنشيون. وفي وجه مثل هذه الضغوطات، تلتهم المطارات الكبيرة الصغيرة، في وقت ارتفعت فيه حصة أكبر خمسة مطارات من 19% في 2005، إلى 40% خلال العام الماضي. وكلما زادت المطارات الكبيرة حجماً، احتدمت المنافسة في الأسواق الحرة واشتدت جاذبيتها. نقلاً عن: ذي إيكونوميست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©