السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تزايد عدد الألمان الراغبين بالاستمرار في العمل بعد سن التقاعد

تزايد عدد الألمان الراغبين بالاستمرار في العمل بعد سن التقاعد
31 مايو 2014 21:51
تنبعث رائحة طيبة من المطبخ في مقر شركة «نيوفوني موبايل» خلال فترة الظهر لتنبئ باقتراب موعد تناول الموظفين الـ35 في هذه الشركة المتخصصة في المعلوماتية في العاصمة الألمانية الأطباق المحضرة من انجيلا رونجي البالغة 63 عاماً، وهي «جدة مبتدئة» تم توظيفها مؤخراً. وتوزع هذه المرأة الستينية الأطباق التي حضرتها في منزلها على الطاولات. ويتناول الجميع الطعام في أجواء ودية، حيث يجلس الموظفون على مقاعد حول طاولات قابلة للطي، إلا أن الصحون مصنوعة من الخزف الأبيض لا الكرتون. وتأتي رونجي مرة كل شهر لإطعام الموظفين الشباب في هذه الشركة التي تصمم تطبيقات للهواتف المحمولة. وشأنها في هذا الأمر شأن الكثير من كبار السن أو المتقاعدين الذين يتم توظيفهم من جانب شركات حريصة على الجمع بين الأجيال، وتشجيع تبادل الخبرات في بلد لا يعرف البطالة خلافاً للكثير من البلدان الأوروبية الأخرى. وتوضح انجيلا رونجي «إنني سعيدة لأنني أظهر لهؤلاء الشبان ماذا يعني الأكل الجيد»، مشيرة إلى أن «الغالبية الساحقة من هؤلاء هم شبان عازبون لا يفقهون كثيراً في شؤون المطبخ». ولمواجهة التحدي المزدوج بتجديد اليد العاملة وتمويل أنظمة التقاعد، تشجع ألمانيا كبار السن على البقاء في سوق العمل وقد رفعت في 2007 سن التقاعد إلى 67 عاماً. إلا أن إصلاحاً أقر الأسبوع الماضي يسمح لبعض الموظفين بالتقاعد في سن 63 عاماً. وقد خطرت على بال ستيفان جيرشتماير المدير التنفيذي في «نيوفوني موبايل» فكرة وضع إعلان مبوب طلباً لتوظيف شخص متقاعد مهمته تحضير الطعام مرة شهرياً، بعدما سمع بحالات مشابهة في شركات أخرى في القطاع. ويشير جيرشتماير إلى أن «هذا الأمر يسمح لنا بإقامة ملتقى ودي مرة كل شهر وتحسين جو العمل». ويلفت إلى «أننا أقمنا مائدة اختبارية لحسم النتيجة بين المشتركين. مع انجيلا، كان كل شيء كما نريده، الطعام، لكن أيضاً شخصيتها». وخلال هذا الشهر، اختارت انجيلا رونجي شعاراً لأطباقها هو الربيع، فحضرت الحساء مع سلطات زهور قابلة للأكل وكعكة بسمك السلمون المرقط والهليون مع البطاطا المطبوخ على البخار. كما حضرت كوجبة للتحلية كعكة «بانا كوتا» مع الفراولة. ورونجي التي تعمل أيضاً مترجمة بين الألمانية والإنجليزية ومساعدة منزلية لعائلات المرضى، تتقاضى خمسة يورو (سبعة دولارات) لتحضير أطباقها عن كل شهر وكل شخص تطعمه، بالإضافة إلى راتب بسيط لم ترغب في الإفصاح عن قيمته. وتوضح انجيلا «إنني إذا ما توقفت عند الوقت الذي يستغرقه عملي، فما أتقاضاه أقل من الحد الأدنى لساعة العمل (8,5 يورو). المال الذي أجنيه يأتي في مكانه، لكنني لا أقوم بهذا العمل فقط من أجل ذلك». ونصف المتقاعدين يتقاضون رواتب أقل من 700 يورو شهرياً، ما يفسر أيضاً النسب الكبيرة للعمل بدوامات جزئية للنساء. ولا يزال أكثر من مليون ألماني في سن التقاعد يزاولون أعمالاً، أي ما نسبته 5% من هؤلاء، بحسب آخر الأرقام المتوافرة. وقد ارتفعت نسبتهم 30% منذ 2003. وحوالى 800 ألف من هؤلاء يمارسون أعمالاً بسيطة بموجب عقود موقتة ورواتبهم محددة بسقف لا يتجاوز 450 يورو شهرياً، يضاف إليهم 170 ألف شخص يعملون بموجب عقود تقليدية. كذلك لا تأخذ الإحصاءات الرسمية في حساباتها جميع الأشخاص الذين هم على نفقة هؤلاء الأشخاص. وبحسب دراسة لم تنشر نتائجها بعد، 40% من كبار السن يريدون الاستمرار في العمل بعد التقاعد، بحسب ما أكد يورجن ديلر الأستاذ في معهد إدارة الموظفين في جامعة لونيبورج شمال ألمانيا لوكالة فرانس برس. وأضاف أن الكثير من هؤلاء الأشخاص يقومون بهذه الأعمال «لأنهم يحبون الالتزام. يقومون بذلك من أجل العقد الاجتماعي، كي يكونوا نافعين، لنقل خبراتهم. الأسباب الإنسانية البحتة هي في قلب رغبتهم في الاستمرار في العمل»، بالإضافة إلى الدوافع المادية. (برلين - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©