معتز الشامي ومصطفى الديب وصلاح سليمان (أبوظبي، دبي، العين)
اتفق مدربون حاليون وسابقون لأندية دورينا، على أهمية المباراة المرتقبة بين منتخبنا الوطني ونظيره التايلاندي، في الجولة الثالثة من مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال موسكو 2018، ضمن منافسات المجموعة الثانية، التي تضم إلى جانب كلا المنتخبين، كلاً من أستراليا، اليابان، السعودية والعراق.
وقبل 24 ساعة من المواجهة المرتقبة لمنتخبنا الوطني أمام نظيره التايلاندي، قدم مدربو دورينا، 5 نصائح ضرورية للاعبين وللمنتخب الوطني، طالبوا بضرورة تنفيذها خلال الـ 90 دقيقة زمن المباراة، مشددين على ثقتهم في الجهاز الفني بقيادة المهندس مهدي علي، الذي وصفوه بأنه صاحب خبرات طويلة وكبيرة مع الكرة الآسيوية في قيادة دفة سفينة المنتخب، لاسيما في معرفته بكامل قدرات منتخبنا الوطني الأول وجميع لاعبيه وقدرته أيضاً على توظيف تلك القدرات، بما يعود بالنفع على الأداء العام للأبيض.
وعن أبرز النصائح والآراء الفنية المتعلقة بالمباراة، شدد المدربون الذين استطلعنا آراؤهم، على أن مباريات مشوار تصفيات المونديال في أي قارة بالعالم، تستدعي ضرورة أن يلعب المنتخب الراغب في الفوز بتركيز شديد، وأن يكون هناك التزام كامل من اللاعبين بتعليمات الجهاز الفني، واتفقت الآراء على أن مهدي قارئ جيد للمنافس، ويستطيع وضع الخطة الملائمة التي سيواجه بها أي فريق.
وتحدث المدربون عن أهمية الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت طالبوا الجماهير بضرورة القيام بدورها الوطني، في دعم المنتخب خلال جميع مبارياته التي تقام على ملاعبنا، حتى يستطيع تحقيق نتيجة إيجابية تسهم في المنافسة بقوة على بطاقاتي التأهل للمونديال.
وتلخصت النصائح التي يمكن أن يتم تقديمها للاعبين، خصوصاً الدوليين الذين يلعبون تحت لواء مدربي الأندية، وخصوصاً العين والأهلي والجزيرة، فقد اتفقت الآراء على أهمية الجدية داخل الملعب وفي التعامل مع كل كرة، مع عدم الاستهانة بالمنافس، الذي أحرج الأخضر السعودي على أرضه وخسر أمامه بهدف وحيد، وبصعوبة بالغة، بالإضافة إلى ضرورة التمسك بسرعة الانتشار بطول الملعب وعرضة، وذلك للسرعة المتوقعة في أداء المنتخب التايلاندي، وثالثاً الانطلاقات، وخاصة على الأطراف لاستغلال قدرات ثلاثي المنتخب الوطني، خليل، مبخوت، عموري، ويضاف إلى ذلك نصيحة رابعة تتعلق بأهمية استغلال كل الفرص داخل منطقة الجزاء، والسعي لهدف مبكر يريح الأعصاب ويضع الضيوف تحت الضغط.
أما خامس النصائح فتركزت على ما يحتاج إليه من خارج الملعب، وتحديداً من المدرجات، حيث رأى المدربون أن امتلاء ملعب محمد بن زايد يوم المباراة، سيكون خير دافع للاعبين لأن يقاتلوا ويؤدوا بروح عالية وكبيرة مهما كانت قوة المنافس.
الروح القتالية
وأبدى روي أيتكن، المدير الرياضي للنادي الأهلي، ثقته في قدرة المنتخب الوطني على عبور محطة تايلاند بقوة وبسلاسة، شريطة أن يلتزم اللاعبون بالتعليمات الفنية، وأن تكون الروح القتالية حاضرة، وأن يقدم اللاعبون أهم ما لديهم، وهو الأداء الجماعي والتفاهم داخل الملعب كعادتهم دائماً.
وعن توقعاته لأداء لاعبي الأهلي قال «لا وجود لأندية في الحديث عن منتخب، فالأبيض جاهزة بقوته الضاربة، وأتمنى التوفيق لجميع العناصر».
وتابع: «هذا الجيل من اللاعبين الدوليين بصفوف المنتخب الإماراتي، يمتاز بالقوة وبالأداء المميز، وبالروح القتالية، وبالتالي باتت الجماهير على ثقة بأن معدن هؤلاء اللاعبين دائماً ما يظهر في وقت الشدائد».
العلامة الكاملة
من جانبه قال الكرواتي زلاتكو داليتش مدرب العين: إن مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني يعرف كل صغيرة وكبيرة عن عناصر «الأبيض»، وإنه على دراية كاملة بإمكانياتهم الفنية والبدنية ما يساعده على وضع التشكيلة المناسبة لمواجهة المنتخبين التايلاندي والسعودي، مشيراً إلى أن المنتخب قدم حتى الآن مستوى فنياً مقنعاً، وبذل لاعبوه جهداً مقدراً على المستطيل الأخضر، الأمر الذي ساعدهم في الفوز على مضيفهم المنتخب الياباني بهدفين مقابل هدف واحد في افتتاح مباريات المنتخبين لحساب المجموعة الثانية بالمرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2018 بموسكو، قبل أن يعود ويخسر من ضيفه الأسترالي بهدف يتيم جاء بخطأ واضح.
وأضاف «لابد للمنتخب أن يحقق العلامة الكاملة بالفوز على نظيره التايلاندي الذي أرى، وحسب متابعتي لمبارياته، أنه لم يعد كالسابق، بل إن مستواه تطور كثيراً كما شاهده الجميع في لقائه أمام المنتخب السعودي الذي تخطاه بصعوبة بالغة وبركلة جزاء جاءت قبل ست دقائق فقط من صافرة النهاية، رغم أن المباراة أقيمت على استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، لذلك لابد من أخذ الحيطة والحذر من هذا المنتخب واللعب أمامه بدرجة عالية من التركيز وضرورة الفوز عليه والذي إذا تحقق، سيمنح اللاعبين الثقة المطلوبة ويرفع من معنوياتهم قبل أن يواجهوا المنتخب السعودي على ملعبه يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل».
وتابع «للأسف الكثيرون يستسهلون التغلب على الفرق والمنتخبات الصغيرة، ومن بينها منتخب تايلاند كما يفكرون، ولكنني أرى أن وضع هذا المنتخب مختلف تماماً عن السنوات الماضية ما يتطلب الحذر ثم الحذر مع التركيز العالي، حتى لا نكرر الخطأ الذي ارتكبناه أمام منتخب أستراليا، لعبنا أمام المنتخبين المرشحين للتأهل للنهائيات وهما اليابان وأستراليا وجمعنا ثلاث نقاط، وهما سيواجهان بعضهما البعض، بالإضافة إلى أنهما سيلعبان أيضاً أمام المنتخب السعودي، وعلى ضوء هذه المعطيات يتوجب علينا الفوز على المنتخب التايلاندي ذهاباً وإياباً وألا نخسر أمام المنتخب السعودي، وأن نقدم أمامه المستوى الأفضل خاصة في اللقاء الذي سيستضيفه استاد محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي».
وفيما إذا كان يرى أن فترة إعداد المنتخب الوطني لمباراتيه أمام المنتخبين التايلاندي والسعودي هي فترة قصيرة لإعداد اللاعبين بالشكل المطلوب والمتوقع، قال زلاتكو: «كل فرق أندية العالم تواصل حالياً منافساتها في بطولاتها المحلية ويلتحق لاعبوها بمنتخباتهم الوطنية التي تجهز نفسها في مدة لا تتعدى الثلاثة أو الخمسة أيام، رغم أن لاعبيها يشاركون بصورة طبيعية في بطولاتهم الداخلية في هذا التوقيت وهو أمر طبيعي، وخير مثال على ذلك لاعبو فريقي ريال مدريد وبرشلونة فهم يلتحقون بمنتخبات بلدانهم للمشاركات العالمية قبل فترة وجيزة جداً، وهم يشاركون حالياً مع فرقهم في مختلف المنافسات، وأعتقد أن منتخب الإمارات يحصل دائماً على مدة التحضير الأفضل مقارنة بالآخرين».
وقال: «لا يجب علينا أن نفكر في قصر فترة الإعداد لأن المنتخب ليس كالفرق، واللاعبون عندما يلتحقون بالمنتخب لابد أن يكونوا في قمة الجاهزية الفنية والبدنية ولا يحتاجون لأكثر من خمسة أيام فقط، ولاعبو العين والأهلي والجزيرة والنصر والوحدة وغيرهم قد عادوا للتو بعد أن خاضوا قبل أيام قليلة مباريات الجولة الثانية من بطولة دوري الخليج العربي لهذا الموسم، وما على مهدي علي مدرب المنتخب إلا العمل على تطبيق خطة وأسلوب اللعب وانسجام اللاعبين بعضهم مع بعض وتهيئتهم من الناحية النفسية وزرع الثقة المطلوبة في نفوسهم».
ثقة تامة
وأعرب الهولندي تين كات مدرب الجزيرة عن ثقته التامة في قدرة المنتخب الوطني على تخطي عقبة تايلاند ومواصلة مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بنجاح، وأشار إلى أن الجيل الحالي يمتلك قدرات رائعة بقيادة المدرب المتميز مهدي علي. وأكد أن مهدي علي مدرب جاد للغاية ويعرف كيفية التعامل مع مثل هذه المحطات الصعبة، خصوصاً أنه يمتلك أيضاً الشفرة التي يخرج بها الإمكانيات الخاصة بكل لاعب من هذا الجيل. وقال: بكل تأكيد المدرب يعرف ماذا يفعل في هذا اللقاء وأيضاً لقاء المملكة العربية السعودية، وليس منطقياً أن توجه له أية نصائح، كونه من المدرين الكبار الذين يعرفون ما لهم وما عليهم.
كما أشار إلى أن اللاعبين قادرون على مواصلة تسطير تاريخ جديد لكرة الإمارات من خلال المضي قدماً في طريق النجاح، لاسيما أن هذا الجيل هو صانع الفرحة في العديد من المناسبات سواء القارية أو الإقليمية وكذلك الدولية.
وطالب مدرب الجزيرة جماهير الإمارات بضرورة الالتفاف حول المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة، مؤكداً أنها مرحلة حساسة للغاية، وتتطلب تكاتف الجميع سواء أندية أو جماهير، وكذلك كسؤولين، من أجل تحقيق حلم الإمارات بالوجود في مونديال روسيا المقبل.
وتابع: لقد كان المشهد رائعاً في مدرجات ملعب محمد بن زايد في نادي الجزيرة خلال مباراة أستراليا الأخيرة، حيث لم يوجد مكان لقدم في المدرجات، وهو الشيء الذي يجب أن تسير عليه جماهير الإمارات، خصوصاً أن اللاعبين والجهاز الفني في حاجة ماسة للوجود الجماهيري أكثر من أي وقت مضى بعد خسارة أستراليا المفاجئة، مؤكداً أن التعويض ضرورة، وأن ذلك لن يتم إلا بمساندة جماهيرية فاعلة وحضور مميز في مدرجات ملعب المباراة.
وأكد أن الوجود الجماهيري دائماً ما يكون له مفعول السحر على لاعب كرة القدم، لذلك فمن المؤكد أن وجود جماهير الأبيض بكثافة سوف يعمل على تسهيل مهمة اللاعبين داخل المستطيل الأخضر ويعطيهم مزيداً من قوة الدفع والحماس، فضلاً عن أنه يعطي الجهاز الفني قوة إضافية أيضاً لبذل قصارى جهده من أجل إسعاد هذا الكم من الجماهير الغفيرة.
عدد اليوم
