الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستشفى «عناية».. بارقة أمل ولمسة بلسم للمرضى

مستشفى «عناية».. بارقة أمل ولمسة بلسم للمرضى
20 مايو 2011 20:17
كان يراها تذبل أمام عينيه منذ عشر سنوات، وتتدهور صحتها، فيتألم لألمها وتعصره معاناتها، كيف لا وهي زوجته وشريكة عمره وأم أولاده الخمسة، ومرضها صعب وخطير فهي تعاني من مشاكل في القلب، وضيق في الشرايين، وهو يقف أمامها عاجزاً مكتوف اليدين تمنعه حالته المادية، من أن يؤمن لها تكاليف العلاج باهظة الثمن، فجاء ت مبادرة زايد للعطاء وحملة قوافل التلاحم الاجتماعي، وكأنها طاقة شفاء وطوق نجاة للعائلة، وإنقاذ الزوجة سيدة التابعي. ”سيدة”حالة إنسانية من عشرات الحالات وقصة واحدة ضمن العديد من القصص والحكايات التي تروي فصولًا من المرض، العجز، والألم الذي يعانوه أشخاص كثر مصابين بآفة من آفات القلب، والذي عجزوا عن توفير العلاج المطلوب، فلجأوا وهم ممتنون إلى المستشفى الإماراتي الإنساني الميداني المتنقل “عناية”، حيث تطوف نشاطاته الإنسانية والطبية لتنتقل من إمارة إلى أخرى، فبعد أن شملت رعايته مرضى القلب في كل من أبوظبي والفجيرة وعجمان، فقد حط رحاله قبل أيام ليستقر في قصباء الشارقة لمدة ثلاثة أشهر، وليستمر مفتوحاً ومرحباً باستقبال أفراد الجمهور، وهم يتوافدون إلى هناك في مطلع كل يوم لأجراء الفحوص والتحاليل اللازمة، التي تكشف عن حالتهم الصحية. ويصف مجموعة من “ المرضى” الذين استفادوا من مبادرة زايد للعطاء، وقدم لهم مشروع “ عناية” فرصة أمل ونجاة وبداية حياة جديدة، نبل الهدف الإنساني والعمل الخيري الذي تقوم به دولة الإمارات، بأنه ظاهرة نادرة ومبادرة كريمة لا مثيل لها، فجميع أفراد الكادر الطبي في المستشفى المتنقل يتعامل معهم بمودة وإنسانية لافتة، ولا يكتفي بمجرد تقديم الخدمات الصحية والطبية، بل يتجاوز ذلك ليصل لأبعاد إنسانية تلامس الوجدان والمشاعر، وتمنح المرء رغبة متجددة بالحياة والمستقبل. ويقول محمود جبور 60 عاماً فلسطيني إن الرعاية الطبية والإنسانية التي نحظى بها لا تقف عند حدود العملية الجراحية فقط، بل تبدأ قبلها منذ لحظة الاستقبال، وتستمر بعدها في فترة النقاهه بفحوص دورية ورعاية صحية للاطمئنان على سير العملية وسلامة المريض، وأنا ممن أجريت لهم “ عناية” عملية ناجحة في القلب المفتوح في مستشفى القاسمي منذ شهور، ومازال الكادر الطبي يتابع حالتي إلى الآن. ويتحدث الدكتور عادل الشامري جراح القلب الإماراتي، والرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء الدكتور عن “عناية”:إمارة الشارقة المحطة الرابعة في الدولة التي يقدم فيها المستشفى بالمنتقل “ عناية” الفحوص اللازمة للأهالي، وذلك بعد أن بدأ منذ فترة في عدة إمارات منها أبوظبي والفجيرة وعجمان، حيث نستقبل منذ اليوم أول لتواجدنا في الإمارة، العديد من المرضى والحالات البسيطة والجدية، والتي تتخطى أحياناً المائة حالة في اليوم الواحد خاصة خلال الفترة الصباحية، كما استقبلنا بالفعل ما يقارب من خمسة آلاف حالة خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى تنظيم لحملات وقائية، وتوعوية تهدف لترشيد المجتمع ولفت انتباه الأفراد لضرورات إجراء الفحوص الدورية بين الحين والآخر، و بأهمية اكتشاف الأمراض مبكراً قبل تفاقمها، مع بعض طرق الوقاية والإرشادات الصحية العامة. وذكر الشامري أن “عناية” يضم نحو 40 شخصاً من الكادر الطبي والإداري منهم 30 طبيباً وممرضاً مع عدد من الفنيين والمسعفين، فضلًا عن العديد من الأجهزة الطبية المتطورة كجهاز فحص القلب “ الأيكو”، ومختبر متكامل بكل معداته. وأشار إلى أنه يتم فحص حالة كل مراجع بجميع الفحوص الشاملة واللازمة، والتي تتركز على قياس وظائف القلب والضغط والسكر، وطب الأسرة وأمراض الأطفال، وغيرها من الفحوص الأخرى، موضحاً أنها “مجانية” بالكامل، كما أن الحالات التي تحتاج إلى عمليات يتم التنسيق لها مع بعض المستشفيات الحكومية والخاصة لإجرائها وبالمجان أيضاً. وعن سبب تركيز المستشفى المتنقل خصيصاً على أمراض القلب، قال إن فحوصنا تركز على أمراض القلب كونها السبب الرئيسي عن حالات الوفيات، كما أن الدراسات أثبتت أن أكثر من 90 % من الأمراض يمكن علاجها والتخلص منها بالكشف المبكر، كما أن مبادرة زايد للعطاء وقوافل التلاحم الاجتماعي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات الطبية والوقائية والتدريبية لمختلف فئات المجتمع ،وإيجاد جسر للتواصل والربط مع مؤسسات الدولة الصحية الحكومية والخاصة، إضافة إلى تفعيل وتحفيز مشاركة الكوادر الطبية في العمل المجتمعي والتطوعي لترسيخ ثقافة العطاء، وتعزيز مفهوم التلاحم المجتمعي بين مختلف فئات المجتمع”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©