نصير شمة يقدم مواهب جديدة في بيت العود بأبوظبي

شهد بيت العود العربي التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث الخميس الماضي في مقره بأبوظبي أمسية موسيقية لأعضائه بإشراف ومشاركة الموسيقار نصير شمة وبحضور هدى كانو عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وعبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة وعدد من المسؤولين في الهيئة والإعلاميين والصحفيين وجمهور حاشد من المهتمين بالموسيقى العربية· استهل شمة الأمسية بكلمة شكر فيها محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على دوره في تفعيل الحركة الثقافية في أبوظبي الذي تضطلع به الهيئة وأثنى على الجمهور الذي جاء من مناطق مختلفة من الإمارات لحضور هذه الأمسية حتى ضاقت بهم قاعات بيت العود ما اضطر الكثيرين الى الوقوف لأكثر من ساعتين متواصلتين لسماع العزف الذي أداه عازفون شباب تدربوا في بيت العود خلال هذا العام· وقال: ان هؤلاء العازفين هم ثمرة جهد من اجل احياء الموسيقى العربية وتقنين أصولها حيث اصبحوا أساتذة في فن العزف على الآلات الموسيقية العربية· عزف الموسيقيون مجموعة من مؤلفات نصير شمة والمبدعين العرب وقدموا المقطوعات العربية الكلاسيكية وهي ''تحية'' و''تقسيم على القانون'' و''أرض الإسراء'' و''الله يا دار زايد'' و''دعاء السنديان'' و''العرب على مقام واحد'' و''العصفور الطائر'' للموسيقار منير بشير و''يا مسافر وحدك'' للموسيقار محمد عبدالوهاب· اشترك 13 عازفاً على العود وبسام عبدالستار على القانون في تقديم المقطوعات الموسيقية ومن اللافت وجود عازفات على العود ضمن الفرقة· قدم نصير شمة مجموعة من المواهب التي لم يتجاوز عمر الواحد منهم 12 عاماً وهم الطفل أحمد 7 سنوات حيث عزف على القانون مقام عجم لسيد درويش وهي مقطوعة ''طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة'' فأجاد وأمتع الجمهور الذي تجاوب معه بالتصفيق المتواصل، كما عزفت الطفلة ''زينة'' على القانون ايضا وهي بعمر 12 عاما والتي توقع لها شمة مستقبلاً كبيراً في هذا الفن وقدمت نصاً موسيقياً لفيروز وهو ''نسم علينا الهوا من مفرق الوادي'' كما قدم الطفل الثالث ''محمد'' بعمر 9 سنوات في مقام كرد من تأليف الموسيقار عبدالفتاح منسي· واشتركت العازفة شيرين التهامي على العود وبسام عبدالستار على القانون في عزف مقطوعة ''يا مسافر وحدك'' للموسيقار محمد عبدالوهاب حيث أعادا الجمهور الى اجواء تألق الموسيقى العربية ونضوجها، كما قدم فيصل الساري من الإمارات وهو من أوائل من دخلوا بيت العود وتعلموا فيه فن العزف مع زميل له عزفاً لمقطوعة ''يا دار زايد'' فأفرحوا الجمهور الذي اشترك معهما في ترديد مقاطع من الأغنية التي استحوذت على الاهتمام· فاجأ نصير شمة الحضور بتقديم صوت غنائي عربي جديد وهي وعد البحري التي ادت جميع اغاني مسلسل ''اسمهان'' الذي عرض في شهر رمضان الماضي عن تاريخ حياة المغنية العربية اسمهان، فأدت البحري أغنية ''ليالي الأنس في فيينا'' التي ارتقت بها أيما ارتقاء وعلق شمة بأن البحري تدرس في بيت العود وفي أدائها لهذا اللحن الذي يعتبر من الألحان الصعبة انما تدخل مناطق مهمة في الفن الغنائي المتعدد الطبقات، واضاف: نحن بحاجة الى صوت يعيد بهاء اغاني العمالقة الذين أثروا في الغناء العربي مثل أم كلثوم واسمهان وتحدث عن الموسيقى العالمية وأصولها ومقلديها واشار الى الألحان الكلاسيكية الغربية كفاجنر وباخ وكارمن وفيفالدي· أدى العازفون مقطوعتين رائعتين هما ''العرب على مقام واحد'' و''العصفور الطائر'' فتألقوا في الأولى التي جمعت الموسيقى العربية من الإمارات والعراق وسوريا ومصر واليمن فاستعادوا نصوصاً قديمة في ذاكرة الثقافة الموسيقية العربية، أما العصفور الطائر فهي بحق النص الموسيقي الذي تجسد فيه التكنيك العالي والاتقان الواضح والتنويعات الأصيلة والتي أجادها نصير شمة وأبدع وتألق