السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش السوري ينسحب من تلكلخ ويعزز انتشاره على حدود لبنان

الجيش السوري ينسحب من تلكلخ ويعزز انتشاره على حدود لبنان
20 مايو 2011 00:30
شرعت دبابات الجيش السوري في الانسحاب أمس من مدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية التي اقتحمتها السبت الماضي، لكن مصادر لبنانية تحدثت عن قيام القوات السورية بتدعيم مراكز انتشارها في قرية العريضة الحدودية. وأعربت الحكومة السورية التي قالت إن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها عن استنكارها للعقوبات الأميركية الجديدة. في وقت فيه دعا ناشطون من المعارضة إلى تظاهرات جديدة في أنحاء سوريا اليوم تحت شعار “جمعة ازادي”، اي الحرية باللغة الكردية. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن شاهد عيان قوله “ان الجيش السوري بدأ الانسحاب من تلكلخ صباحاً، حيث انتقل إلى أطراف المدينة”، مشيرا الى انه تم رصد نحو فرقة كاملة يقدر عدد عناصرها بنحو 20 الف جندي، اضافة الى 80 دبابة وناقلات للجند وحافلات”. واوضح المصدر ان الجيش انسحب الى حد بعيد، ولا توجد شرطة امن في الشوارع، لكنها لا تزال موجودة في مقرها وحوله بعيدا عن وسط البلدة، ولا لاتزال تحتل المستشفى الرئيس. واشار الى حصول حملات تفتيش واعتقالات بعد انسحاب الجيش وسرقة العديد من الممتلكات الخاصة، وقال رافضا الكشف عن هويته “ان الجيش بدا بتطويق قرية العريضة الغربية القريبة من تلكلخ، حيث سمع دوي اطلاق للنار”. وشاهد مراسلو “فرانس برس” من منطقة البقيعة اللبنانية المقابلة لتلكلخ “انتشاراً كثيفاً للجيش السوري معززا بالآليات والسيارات العسكرية على اطراف قرية العريضة المحاذية للنهر الكبير الحدودي بين البلدين”. كما شوهد الجنود يدخلون عددا من المنازل المحاذية للنهر في الجانب السوري ويخرجون منها بعد تفتيشها، ويصعدون على اسطح بعضها. وتصاعد دخان حرائق من عدد من الاماكن داخل القرية. واشار هؤلاء الى سماع اصوات رشقات رشاشة كثيفة من اسلحة خفيفة ومتوسطة مصدرها الاراضي السورية. فيما لم يسجل اي نزوح لمدنيين على معبر البقيعة غير الرسمي الذي شهد خلال الاسابيع الماضية نزوح 5500 سوري الى منطقة وادي خالد في شمال لبنان، باستثناء امرأة في الخامسة والسبعين من عمرها ساعدها عناصر من الجيشين اللبناني والسوري على العبور، الى الجانب اللبناني من الحدود. ونقلت “وكالة الانباء الالمانية” عن مصدر امني ان الجيش السوري عزز مواقعه بالقرب من حدود شمال لبناني، ويعمد الى اطلاق النار على اي شخص يحاول الهروب”. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية “ان الجيش السوري يقوم بتدعيم مراكزه والتشدد في حماية الحدود”. وقال رامي خزعل الرئيس السابق لبلدية المقيبلة بالقرب من وادي خالد، حيث يقيم حاليا الكثير من اللاجئين السوريين مع اسر لبنانية “انه منذ الصباح يمكن سماع القصف في العريضة”. واوضح سكان المنطقة ان بعض نيران القناصة اصابت مناطق لبنانية تقع بالقرب من العريضة، مما دفع الجيش اللبناني الى تعزيز مواقعه في المنطقة. وفي درعا، قال ناشط حقوقي لوكالة “رويترز” ان مديرية الصحة دعت سكان المدينة الى التعرف الى مفقوديهم من خلال 37 صورة اخذت لجثامين مجهولة الهوية تعود لاشخاص قتلوا منذ دخول الجيش الى درعا في 25 ابريل. واضاف “جرى تسليم جثمان احد القتلى لذويه بعد ان تم التعرف اليه من خلال هذه الصور، كما استمرت حملات الاعتقال في مدن منها حمص والرقة ودير الزور واللاذقية وبانياس. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “ما زال مصير بعض المعتقلين مجهولا رغم مضي عشرين يوما على اختفائهم”، واضاف ان الاشخاص الذين اعتقلوا في مدينة البيضة المجاورة لبانياس، وظهروا على شريط فيديو وهم يتعرضون للاهانة تم اعتقالهم من جديد بعد ان اخلي سبيلهم وتعرضوا للتعذيب”. وقال “جرت في مدينة نوى عمليات امنية، حيث جرت مداهمات واعتقالات طالت العشرات”، لكنه اشار الى عدم وجود عسكري حتى الان في هذه المدينة. اما رسميا، فقالت الحكومة السورية إن الحياة عادت إلى طبيعتها في جميع المدن، وذكرت وكالة الانباء الرسمية أن الحياة الاجتماعية والاقتصادية في درعا وحمص وحلب ودمشق تعمل بشكل طبيعي قبل عطلة نهاية الأسبوع. لكن الناشطين المؤيدين للاحتجاجات اعلنوا عبر صفة “الثورة السورية” في “فيسبوك” عن الحشد لتنظيم مسيرات جديدة ضد النظام في انحاء سوريا في “جمعة ازادي” التي تعني الحرية باللغة الكردية اليوم الجمعة. من جهة ثانية، استنكرت الحكومة السورية العقوبات المباشرة التي قررت الادارة الاميركية فرضها على الرئيس بشار الاسد وعدد من المسؤولين. وقال مصدر رسمي “ان سوريا تستنكر الاجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة حيال الاسد وعدد من المسؤولين بذريعة الاحداث الجارية”، معتبرا ان ذلك يصب في مصلحة اسرائيل، وقال “الاجراء الاميركي بحق سوريا له تفسير واحد هو التحريض الذي يؤدي لاستمرار الازمة في سوريا، الامر الذي يخدم مصالح اسرائيل قبل كل شيء”. واشار المصدر الى ان سلسلة العقوبات الاميركية التي تضمنت قانون محاسبة سوريا وسبقه وضع سوريا على قائمة الدول الراعية للارهاب كانت بسبب دعمها للمقاومة”. واكد ان هذه العقوبات لم ولن تؤثر على قرار سوريا المستقل وعلى صمودها امام المحاولات الاميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وانجاز الاصلاح الشامل”. وقال المعارض السوري هيثم المالح “إن القرار الاميركي يعني أن أعضاء النظام محاصرون الآن”، وأضاف أن أي خطوة من المجتمع الدولي قد تساعد الشعب السوري على الاستمرار في الانتفاضة.
المصدر: دمشق، بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©