الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المنسيون في النقب تجذرون في أرضهم رغم مخطط شارون

6 فبراير 2006

معين أحمد محمود:
بالرغم من غياب الإرهابي شارون عن المسرح السياسي ، يبدو أن زمرته قد عقدت العزم على إكمال مهمته العنصرية تجاه النقب ، وهو الذي بدأ هذه المهمة منذ أن أسس الدوريات السوداء الخضراء 'السوداء 'في العام 1977 بهدف ملاحقة عرب النقب وتضييق الخناق عليهم ومصادرة اراضيهم ومواشيهم ضمن خطة مبرمجمة لضرب مقومات الاقتصاد البدوي السائد في النقب منذ عقود من جهة والاستيلاء على أراضي عرب النقب وتوطينهم قسرياً من جهة أخرى·
' حكومات إسرائيل المتعاقبة عاملت النقب ، كما عامل الأميركيون الهنود الحمر قبل مئات السنين '·· أقوال جاءت على لسان تومي لبيد زعيم حركة شنيوي ، وليس هذا التصريح ضرباً من الدعاية الانتخابية ، بقدر ما هو مؤشر لواقع أكثر مرارة مما تصوره أرقى العبارات الأدبية ، وأدق الاحصائيات الرقمية ·
وتتجسد مأساة الشعب الفلسطيني بأوضح صورها في النقب ، حيث تتشابك خطوط المؤامرة ، فمن هدم المنازل إلى مصادرة الأراضي إلى حرمان من أبسط الحقوق الإنسانية مثل التعليم والصحة · وعندما نتحول إلى لغة الأرقام ، نجد أن 70 ألف مواطن عربي يقطنون في 45 قرية معترف بها من أصل 130 ألف هم سكان النقب ، يملكون 3,1 % من مساحة النقب البالغة 12,215 كم مربعاً ·
ولم تتوقف الدولة العبرية يوماً عن ممارسة أساليب القمع والترهيب ضد عرب النقب ، بهدف دعم مشروع تهويد النقب بشكل تام ، سواء بالاستيلاء على الأرض بالقوة ، أو تضييق الخناق على القرى والمدن الفلسطينية وهدم المنازل وتشريد ساكنيها ، وتدمير مقومات الاقتصاد العربي هناك ، فخطة التقشف التي بلورتها وزارة المالية الصهيونية الحالية تشتمل إلغاء الامتيازات الضريبة ( إن وجدت ) للمدن والقرى الفلسطينية في النقب ، ووصل الأمر أقسى درجات العنصرية عام 2005عندما قامت الحكومة الصهيونية برش الأراضي الزراعية لعرب النقب بمواد كيماوية سامة ، الأمر الذي أدى إلى تسمم عدد من السكان ·
المخطط الخطير
واليوم يبدو جلياً أن الزمرة العنصرية الصهيونية تواصل سياسة الترهيب سواء من خلال مصادرة الأراضي أو حرث الزرع أو هدم بيوت عرب النقب كما جرى ويجري اليوم حيث كشف في الكيان الصهيوني عن خطة أعدها مجلس ' الأمن القومي الاسرائيلي ' تهدف إلى طرد أربعين ألف فلسطيني عن قراهم المعروفة ب ' القرى غير المعترف بها ' ، وفق قانون ' الإخلاء والتعويض ' مع المستوطنين الذين اخلوا من قطاع غزة، ويخطط لتنفيذ الخطة خلال خمس سنوات على أن يحدد الجدول الزمني للإخلاء خلال سنتين ·
وتستهدف الخطة مجموعة قرى رفضت الدولة العبرية منذ العام الاعتراف بها وحاولت عبر عدة وسائل تهجير سكانها الأصليين وتضييف الخناق عليهم فحرمتهم من الخدمات الأساسية ومنعتهم من البناء بذريعة أنهم يسكنون على أراض تابعة لما أطلق عليها ' دائرة أراضي إسرائيل ' ·
وكشفت صحيفة ' معاريف ' الصهيونية يوم 18 يناير / كانون الثاني الماضي، تفاصيل الخطة التي عرضت في مؤتمر هرتسليا السادس لمعهد السياسات والاستراتيجيات في المركز متعدد المجالات ، والذي عقد يوم 21 يناير / كانون الثاني الماضي· ويدعي ' مجلس الأمن القومي الاسرائيلي ' أن مواصلة بقاء هذه الشريحة من البدو لن يساعد على تنفيذ ونجاح خطة ' تطوير النقب ' التي ستكلف الدولة العبرية 10 مليارات شيكل ·
وحال الكشف عن الخطة الصهيونية جرت مظاهرات لعرب النقب مقابل مؤتمر هرتسيليا احتجاجاً على الخطة وأهدافها · ووصف رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب ، حسين الرفايعة ، الخطة ب ' المخطط الخطير الهادف إلى تهويد هذه المنطقة ' وقال أن قياديي فلسطينيي النقب قد قرروا وضع خطة عملية للتصدي لهذا المخطط العنصري الاجرامي ' ·
ويوصي معدو الخطة بفرض سياسة الحكومة الصهيونية من خلال اخلاء ' رافضي الاخلاء ' إلى أماكن السكن الجديدة وهدم المباني غير القانونية التي يسكن فيها عرب النقب اليوم ·
اقتلاع البشر والشجر
ولم يمض على الانسحاب ' الإسرائيلي ' من قطاع غزة وقت طويل حتى كشرت عصابة شارون عن انيابها من جديد ، وبدأت بمخطط تهويد النقب ومن سخرية التاريخ أن يدفع فلسطينيو الجنوب ( عرب النقب ) دوماً ثمن صفقات السلام العربية مع ' إسرائيل ' ، وقد دفع عرب النقب الثمن غالياً بسبب معاهدة ' كامب دافييد ' بين مصر و' إسرائيل ' وقامت الدولة العبرية بنقل معسكراتها من سيناء إلى أراضي عرب النقب التي صادرت منها الآلاف من الدونمات بحجة نقل المعسكرات ' الاسرائيلية ' من سيناء إلى النقب ، واليوم يعيد التاريخ نفسه وبحجة الانسحاب من غزة ضاقت الدنيا في ' وجه الاسرائيلين ' ولا يوجد بديل لتوطين المستوطنين إلا على أراضي عرب النقب وعلى حساب عرب النقب وبالتالي يبدو أن ' إسرائيل تكثف من هدم بيوت عرب النقب ومن مطاردتهم وتضييق الخِناق عليهُم حتى يتسنى لشارون تمرير مشروعه الاستيطاني والاِحلالي الهادف الى تَهويد النقب من جهه والزج بعرب النقب في جيتوات ومحميات بشريه على أقل مساحه مُمكنه في النقب ولربما خطط 'الاسرائيلي ' أبعد من هذا الحد!!
على العموم لم تَعُد السياسه الاسرائيليه نحو عرب النقب خَفِيه على احد ولم يَعُد في طيات هذه السياسه ذره واحده من العدل والصدق لابل العكس هو الصحيح وهو أن السياسه' الاسرائيليه' نحو عرب النقب أكثر من ظالمه وجائره وهي سياسه مُبرمجه تهدف الى اقتلاع البشر والشجر من جذورهم والزج بهم في اتون التهجير والفقر والحرمان من أدنى الحقوق الانسانيه والبشريه والتاريخيه في مكانهم ووطن قَطَنُوه وزَرعوه منذ عقود سبقت قيام ووجود من يسرقون اليوم الأرض ويحرثون الزرع بحجة أنها أراض وومُمتلكات الدوله التي هِي في الحقيقه في واد واتجاه وما يُسمى بِمواطنيها من عرب النقب في واد واتجاه آخر، بمعنى تناقض صارخ بين سياسة الدوله ومصادرة أرض وحقوق 'مواطنيها' ويبن الوجود العربي كَكُل في النقب الذي يقف عائقا من وجهة نظر صهيونيه أمام مشروع تهويد النقب ورفاهية الشعب السيد!!
لم تدخر الدولة العبرية جهدا ولم تترك أسلوبا( بعدعام 1948 وحتى يومنا هذا) إلا ومارسته ضد عرب النقب شأنهم شأن باقي قطاعات الشعب الفلسطيني( الجليل المثلث، المدن الفلسطينيه، الضفه والقطاع)، وقد تميزت حُقبة الحكم العسكري التي خضع له عرب النقب باستيلاء الدولة على مُعظم أراضي وديار عرب النقب من جهة وبتكثيف الاستيطان اليهودي الصهيوني في النقب من جهة ثانيه وبالتالي وبالرغم أن الاستيطان الصهيوني في النقب عامه قبل عام 1948 لم يكن ذا أهميه جغرافيه وديموغرافيه، إلا أن هذا الاستيطان والسيطرة 'الاسرائيليه ' قد تكثف من خلال إعلان مناطق شاسعة في النقب كمناطق عسكرية يُحذر على العرب من الدخول اليها، وهذه المناطق كانت وما زالت تُوظف للاستيطان اليهودي وفرض الواقع الاستيطاني والديموغرافي الجديد في النقب
كان العرب حتى عام 1948 يشكلون الأكثريه الساحقه من سكان النقب وخاصة منطقة النقب الشمالي التي كانت تضم مدينة بئر السبع والمضارب البدويه المجاورة···وبعد أن احتلت العصابات الصهيونيه مدينة بئر السبع وطردت جميع مواطنيها من العرب،،، تحولت مدينة بئر السبع العربية اليوم بسبب الاهمال ' الاسرائيلي' ومحو الآثار والمعالم العربية القديمة الى أطلال وخراب، وملاه ليلية ومتاحف طالت حتى مسجد المدينة الذي مازال قائما ومُغلقا أمام العرب المسلمين منذ عام 1948 !!
وفي هذا السياق عمدت الدولة العبرية إلى ترويج الدعاية نحو الداخل والخارج بكون ' التوطين والاستيلاء على أراضي عرب النقب' يهدف الى 'تطوير حياة بدو النقب'، وقد جندت لهذا الغرض وُجوه محليه ومتعلمين من بين عرب النقب أنفسهم كان دورهم العمل على إقناع الناس وبث الدعايه في الاعلام نحو الخارج والداخل بأن ما تقوم به إسرائيل عمل 'تطويري' وليست توطينا قسريا ومُصادرة أراض وحقوق!!
نجحت الدولة العبرية منذ عام 1970 وحتى يومنا هذا بتوطين أكثر من 80000 بدوي من النقب داخل سبع نقاط توطين قسرية أكبرها مدينة رهط التي يفوق عدد سكانها ال30000 نسمه وأكثر وتُعتَبر المشروع الأكبر للتوطين في النقب، ويكتظ فيها الناس في أكثر الأحيان كالسردين، وهذا ما يندرج في مُخطط واستراتيجية 'إسرائيل' بحصر عرب النقب على أقل مساحه جغرافيه ممكنه والاستيلاء على أراضي العرب وزرعها بالمستوطنات اليهودية بهدف التهويد المكثف للنقب·
غير المعترف بها
وفي هذا الإطار وفي الوقت التي يُحرم فيه البدو من أراضيهم ، تقوم الدولة العبرية بمنح أراضي البدو المُصادرة لما يُسمى بالمزارع والمستوطنات الفردية التي تمنح من خلالها 'إسرائيل' أفراد من اليهود مساحه شاسعة من الأرض وتقدم العون لهؤلاء المستوطنين حتى يبسطوا سيطرتهم على أراضي عرب النقب!!
وفي المقابل وكما ذكرت أعلاه قامت الدولة العبرية بتدمير الاقتصاد البدوي التقليدي المرتكز على زراعة الأرض وتربية المواشي، وزجت بأكثر من نصف عدد عرب النقب إلى مدن توطين تنقصها كل المقومات الاقتصادية والبنية التحتية سواء الصناعية أو أماكن العمل او غيرها،·· والنتيجة الحاصلة اليوم أن سكان مدن التوطين القسري من البدو يُعانون من الفقر والبطالة بنسبه عالية إذ تبلغ نسبة البطالة في هذه المدن نحو 40% في المئة أو أكثر، وتبلغ نسبة من يعيشون تحت خط الفقر ال50% وتبلغ نسبة أطفال عرب النقب الذين يعيشون تحت خط الفقر 56% ناهيك عن المشاكل الاجتماعيه والمآسي الانسانية الحاصلة في مدن التوطين القسري وفي مايُسمى بالقرى الغير مُعترف بها!! وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن مصطلح ' الغير معترف بها' المقصود منه هنا إدراج أحد أساليب الدولة العبرية في مصادرة أراضي عرب النقب وذلك عبر عدم اعتراف 'اسرائيل' بالقرى العربية وبما هو قائم في هذه القرى من أراض وبيوت وبشر ، ولذلك أخذت هذه القرى تسميه ' القرى الغير معترف بها' من عدم اعتراف الدولة العبرية بهذه القرى لاسباب سياسية وإحلالية، وذلك بالرغم من أن هذه القرى شرعية من الناحية التاريخية وقائمة قبل نشأة الدولة العبرية بمئات السنين !!
يبلغ عدد القرى 'الغير معترف بها' في النقب ال45 قرية ويقطنها ما يقارب ال 75000 من عرب النقب وحسب الاحصائيات تبلغ مساحة الأرض التي هي بحوزة سكان هذه القرى أكثر من 180000 دونم، وتفتقرهذه القرى الى الحد الادنى من البنيه التحتيه، الكهرباء ، الهواتف، المجاري ، الشوارع،العيادات الصحية والنقص الكبير في المدارس ومياه الشرب، وتعيش أكثرها في حالة القرون الوسطى 'داخل دولة اسرائيل الديموقراطيه!!'، وتُعاني من البطالة والفقر بشكل مأساوي وبالرغم من هذا يصمد سكانها ويتمسكون بالأرض ويرفضون الاغراءات والاساليب الصهيونية التي تُحاصر هذه القرى اقتصاديا وإنسانيا حتى تُجبر سكانها على الرحيل إلى مشاريع التوطين !!
لم تدخر الدولة العبرية من أساليب وضغوطات على سكان ' القرى الغير معترف بها'، وتختبئ وراء قوانين البناء والترخيص' في عملية هدم بيوت عرب 'القرى الغير المعترف ' تحت حجة أنها غير مُرخصه والحديث يدورهنا عن عشرات الالاف من بيوت عرب النقب التي أصدرت الحكومه الصيونية أوامر هدم بحقها وهدمت بالفعل المئات من هذه البيوت،، ومن المفارقات التاريخية أن الحكومة الصهيونية أصدرت في عام 2004 ما يُسمى بقانون' طرد غُزاة الأرض في النقب'، والمقصود هنا طرد عرب النقب أصحاب الأرض الأصليين من خلال هدم البيوت وحرث الزرع وترحيلهُم إلى نقاط التوطين القسري !!
العملاء ··وبيع الأراضي
من الجدير بالذكر أن أحد أساليب الضغط والهمجية التي تُمارسها ' اسرائيل ' على سكان القرى الغير مُعترف بها في النقب هو ترك مياه المجاري العادمة والقادمة من المستوطنات اليهودية المجاورة تَسيل وَتمُر عبر ووسط القرى العربية، الأمر الذي يؤدي إلى حالات مرض كثيرة بين أطفال هذه القرى العربية ونقل الحشرات للأمراض المعدية !! هنا لا بد من التذكير أن الوعي العام في النقب قد بدأ يتطور منذ بداية التسعينات من القرن العشرين إدراكا لمخاطر التوطين القسري وتهجير البدو من قُراهم وأرضهُم ، وهذا ما جعل مهمة الدولة العبرية وعُملائها المحليين أكثر صعوبة، ولكن التَحَول الكبير بدأ مع تأسيس المجلس الاقليمي'للقرى الغير المعترف بها' في عام ،1997 وهو المجلس الذي تأسس كقياده سياسية شعبية شابة وميدانية للدفاع عن 'القرى غير المعترف بها' في النقب وكان برنامجه الاساسي يتلخص بهدف رئيسي وهو' الدفاع عن القرى وانتزاع الاعتراف ب 45 قرية بدوية في النقب لا تعترف بها الدولة العبرية وضمان الخدمات الأساسية لهذه القرى على موقعها وأرضها التاريخية '·
للمرة الأولى أصبح عرب النقب أكثر تنظيماً، وقد فرض المجلس الإقليمي وُجوده على الدولة العبرية وحل مكان القيادات التقليديه[ الجاهلة والمُساومة مع مخططات اسرائيل] وأصبح رقم صعباً لايمكن تجاوزه،·· وهذا ما أزعج الدولة العبرية وحلفاءها المحليين من بين عرب النقب!!
لقد ساهم المجلس الإقليمي من خلال فعالياته السياسية وتوجهه الدائم للمحاكم 'الاسرائيليه' والمحافل الدولية بإيقاف نزيف التوطين القسري والحيلولة دون ترحيل الكثيرين إلى مشاريع التوطين القسري من جهة ودعم صمود عرب النقب في ما تبقى لهُم من قرى وأراض في النقب من جهة ثانية وبالتالي هذا ما عَطل مشاريع التوطين ومخططات الدولة العبرية الذي رأت في المجلس كشوكه في حلق مشاريعها الاحلالية والتوطينية،،ولهذا سعت إلى تخريب هذا الانجاز( المجلس) من خلال محاولة خلق البدائل القبليه لهذا المجلس او محاولة اختراقه من الداخل وإجهاض قوة عمله الجماهيري من خلال خلق بدائل قبليه عميله لـ ' إسرائيل !!'
وفي هذا السياق لم تتوقف الدولة العبرية وشارون عن الأساليب الصهيونية والأساليب الالتفافية والخداع في شراء والاستيلاء على أرض عرب النقب، وبجانب ' وساطة سيسكند المزعومة بين الدولة وعرب النقب ، قام مكتب شارون في نهاية عام 2004 بتجنيد بعض المحامين العرب واليهود وبُمساندة وتورط بعض القيادات التقليدية في النقب في أطر انشاء شركات سمسرة مُهمتها شراء ما تبقى من أراضي عرب النقب من خلال خداع وإغراء أصحاب الأراضي ببيع أرضهم والانتقال للعيش في مدن التوطين القسري والمُخصصه لتجميع عرب النقب،····تماماً كما سعت الصهيونية في بداية القرن العشرين لشراء أراضي بعض العرب في فلسطين ، وتماماً كما حدث أيضاً في القدس'باب الخليل' مُؤخرا ، من ذلك ما قام به المطران(الروم الارثوذكس) الذي باع املاك الكنيسه للإسرائيليين وشركات السمسرة الصهيونية!! هنا لابد من الاشارة إلى ما يسمى'خطة تطوير النقب والجليل' (2005 ) التي تبناها شارون وبيرس وتدعمها الادارة الامريكية وتهدف بالاساس إلى سلب ما تبقى من أرض عربية في النقب والجليل ناهيك عن أن جلب مليون مستوطن يهودي إلى النقب يعني التهويد الكامل للنقب!!
استراتيجية التهجين
وفيما يتعلق باستراتيجية التهجين والتغريب الحضاري والوطني التي تنتهجها الدولة العبرية نحو عرب النقب، لا بُد من القول بداية أن ' إسرائيل ' قد حاولت عبر الدعاية الاعلامية والصهيونية تَصوِير الأمر ب' أن بدو النقب موالون للدولة الاسرائيلية ويخدمون في الجيش الاسرائيلي' لا بل ذهبت الدولة العبرية إلى أبعد من هذا بتسميتهُم 'بدو إسرائيل' وكأن بدو النقب لا علاقة لهم بالتاريخ والشعب الفلسطيني ولا علاقة لهم حتى بالجذور العربية !! والحقيقة هنا أن كثيرا من العرب صَدقُوا الدعاية الصهيونية بما يتعلق' بانخراط' بدو النقب في الجيش الصهيوني، ولكن حقيقة الحقيقة أن نسبة الضالين والمُنخرطين في الجيش الصهيوني من بين عرب النقب لا تصل إلى واحد في المئه ( أقل من واحد في المئة ) وهي نسبة قليلة جداً من الضالين إذا أخذنا بالحسبان أن العدد الإجمالي لعرب النقب يصل إلى حوالي 160000شخص·
دائما وأبداً حاولت الدولة العبرية تمرير سياسة التهجين والترويض من خلال القوى القبلية في النقب التي تستعملها ' اسرائيل ' كأداة إجهاض سياسي وفكري تقف في وجه الحركات التي تطالب بحقوق عرب النقب، ولكن مع كل هذا سقطت الدولة الصهيونية في فَخ ممارساتها العنصرية والقمعية ضد عرب النقب، وحتى إن نجحت هنا أوهناك في تهجين وترويض البعض من البدو في النقب، إلا أن الأكثرية الساحقة من عرب النقب تسير في الاتجاه المعاكس للصهينة والتصهيُن والتهجين التي تسعى ' إسرائيل ' من خلال الدعاية وبرامج التعليم إلى تطبيقه على عرب النقب !!وأخيراً وليس آخراً ، فإن عرب النقب متجذّرون في أرضهم ولم تزدهم الممارسات الصهيونية مهما بلغت من مستويات القمع والاقصاء والعدوان المباشر حتى على النساء الحوامل كما حدث في قرية ' بير المشاش ' إلا صلابةً وصموداً ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©