الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمات.. هزات تسقط النظارة السوداء عن عيون متشائمين

الأزمات.. هزات تسقط النظارة السوداء عن عيون متشائمين
31 مايو 2014 20:54
من أصعب المشاعر التي تنغص على الإنسان سعادته في الحياة، الإحساس بالإحباط واليأس نتيجة شعوره بعدم الرضا ما ينعكس على علاقاته بالآخرين.. هكذا يعيش البعض، غير مقدر لقيمة الحياة التي يعيشها، ما يجعل حياته روتينية، رغم ما يحيطه من نعم، لكن حين تعصف به بعض المشكلات يتغير، بل ينظف من الداخل وتزال غشاوة سوداء من على قلوبه، لتصبح الحياة أكثر جمالاً بالنسبة له. نماذج ساخطة تقول سعاد الشحي «كنت سريعة الغضب، غير مقدرة لنعمة الأسرة والزوج، كثيرة الانتقاد لأبنائي، كثيرة الشكوى، إلى أن أصيب زوجي بسرطان، كانت صدمة قوية جداً، لم أتخلص منها إلا بعد فترات طويلة»، مضيفة «الصعوبات والمحن جعلتني أدرك أن الحياة لها قيمة كبيرة لا يدركها إلا من يجول بالمستشفيات، من ينتظر نتيجة التحاليل المخبرية لتؤكد له أن الورم حميد أم خبيث، وأسفت كثيراً على حياتي التي كانت تشملها كل النعم، وبدأت أتعامل بكل رقة وحنان مع أولادي، وشعرت أن الحياة مختلفة عما يتصوره البعض، أصبحت كثيرة التصدق، متسامحة، عطوفة، لينة، متفهمة، وندمت على كل اللحظات التي قضيتها مع أهلي وزوجي في توتر». من جانبها، تقول مليكة علي، إنها تنظر للحياة على أنها مبهجة وتستحق عيش كل اللحظات فيها بتفاؤل، لكن توضح أنها ليست دائماً كذلك نظراً للصعوبات التي عايشتها والمحنة التي مرت بها، وتضيف «ترد على الإنسان لحظات ضعف، فعندما تعرضت لمرض، شعرت أن الحياة تضيق، خاصة أن أولادي كانوا صغاراً، لكن سرعان ما استرجعت عافيتي النفسية، وبدأت أقاوم ذلك اليأس، وجعلت من هذه المنحة بداية علاقة جديدة مع أسرتي، وقدرت معاني الحب والاحترام والتكافل، كما استطعت تنظيف بعض البقع السوداء التي كانت تغشى نظرتي للحياة من بعض جوانبها». ويعترف مجيد عبد الكبير، أنه شديد الغضب واللوم، صعب المزاج ولا شيء يرضيه، ويؤكد أن زوجته تلقت منه اللوم والتعنيف المعنوي، رغم ما كانت تتميز به من مواصفات المرأة المثالية. ويضيف «زوجتي ربة بيت، كنت أشعر بحاجتها إلي كثيراً، ما جعلني كثير الدلال والطلبات، كانت سريعة الاستجابة لطلباتي، قضيت معها أكثر من 15 سنة، شعرت بعد فقدانها أنها لحظات، حين خرجت يوماً حية من الميت ولم تدخله أبداً، عن عمر لا يتجاوز 44 سنة، توفيت فجأة، وفي لحظات انقلبت حياتنا رأساً على عقب لأكتشف أن الحياة من دونها ليست كما أريد، وأدركت أن ما عشته كان نعماً لم أقدر شيئاً منها أبداً». سعادة نسبية السعادة نسبية في حياة الإنسان، والحياة فن إذا أتقنه الإنسان كان جديراً بجني السعادة، هكذا تقول وتؤمن الدكتورة إيمان محبوبي المعالجة بالطاقة، وتشير إلى أن الإنسان لابد أن تعترضه مصاعب في الحياة، ومشاكل ونائبات، قد تشكل نقطة تحول في حياته. وتضيف «نتصور بعض الأزمات والمشاكل التي قد تعترض حياتنا، وهناك من الناس من يجعل حياته جحيماً رغم ما ينعم به من صحة، وقد يكون ذلك نتيجة فقدان الأمان في حياته بسبب التربية التي تلقها في صغره، فهناك عقد تؤثر في مزاج الإنسان، وعليه يبدأ الشخص ينظر للحياة من منظور خاص به، هناك من يستطيع التخلص من هذه الضغوط النفسية وما تعرض له من الصغر بتدريب نفسه على ذلك، وهناك من لا يستطيع، فالطفل مثلاً يحتاج إلى الكثير من الحنان والاحتواء والعاطفة والحنان، والمعاملة اللينة، لتنمو علاقته بنفسه صحية سليمة، وهناك من يعاني عقدة، وعلينا كمعالجين فكها لنحقق اعتدالاً في حياته، فلا يغلب جانباً على آخر». وصادفت محبوبي أنواعاً مختلفة من الناس الذين يتعاملون مع الحياة، كل بمنظوره، كما شخصت حالات أخرى وتعاطفت معها وأثرت عليها، ومنها ما جعلها تغير نظرتها للحياة وتنظر لها بتفاؤل وحب. وتضيف «من خلال علاجي لبعض الناس، تغيرت نظرتي للحياة، أصبحت أعيش اللحظة نفسها، ولا أنظر للمستقبل، وهذا لا يعني أنني لا أرسم أهدافاً، لكن يعني أن نعيش بتفاؤل ونبتعد عن الحزن والقلق وتوقع الأسوأ، وتحقق لي ذلك من خلال ما عايشته من تجارب شخصية ومع المرضى، بحيث يجب على كل شخص أن يقدر قيمة الأشياء التي يمتلكها، فهناك من يعيش حالة اكتئاب حاد، وهناك من يتعرض لحادث وهو في ريعان شبابه». وتتابع «هناك الكثير الذين فقدوا معنى الحياة، ورغم ذلك يبتسمون لأنهم قدروا ما فيها من نعم بعد مصابهم، ومن خلال تجربتي، فإن المريض بعد أن يتعافى يصبح إقباله على الحياة أكبر، يقدر أسرته وأهله، وهكذا فإن قناعاتي تغيرت، وأصبحت الحياة وردية بالنسبة لي، رغم ما أعايشه مع الحالات التي أعالجها، خاصة أنني أتعامل بعاطفة كبيرة مع حالة كل مريض، بحيث تلبسني حالته، ومرات لا أستطيع التخلص منها، ولكن مع الوقت تدربت على الانفصال». وتقول محبوبي «أحاول أن أجد مساحات من الفرح في كل يوم أعيشه، لأنني إذا عشت اليأس لن أستطيع أمد المرضى بالفرح، ولمن أتمكن من نزع الحزن والخوف من أعماقهم، ولهذا فإنني أبحث عن البهجة لأمد بها الناس، وقد يكون ما يعايشه الناس شيئاً بسيطاً في نظرنا، لكنه كارثي من منظورهم، ودورنا أن نبسط الأمور ونجعلهم يقدرون ما يعيشون به من نعم». وتوضح محبوبي أن بعض الناس لهم القدرة على إمداد الآخرين بالطاقة السلبية، فتشعر بمجالستهم أن هذه الطاقة تتسرب لك، فهم لا يشعرون بالرضا ما يجعل وجوههم مكدرة، غير مطمئنة، أما الإيجابيون فهم من نشعر بقلوبهم، موضحة أن ذلك ينعكس ذلك على وجوههم. (أبوظبي الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©