الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدوية وعقاقير سامة ومدمرة عبر الشبكة العنكبوتية

أدوية وعقاقير سامة ومدمرة عبر الشبكة العنكبوتية
31 مايو 2014 20:53
التسوق الإلكتروني سلوك عصري يريح الرجال، ويشبع رغبة التسوق لدى النساء، لكنه يتحول إلى مصدر للقلق، عندما تكون الخيارات عشوائية، وهذا أكثر ما ينطبق على شراء العقاقير والمساحيق والمواد المحفزة جنسياً، فهذه السلع التي تنتشر بين الناس بفعل التجربة، وتقديم النصح من دون استشارة طبية، تصب في خانة البضائع المشكوك بأمرها، والتي تحتمل قدراً كبيراً من احتمالات الغش التجاري عبر الشبكة العنكبوتية. نسرين درزي (أبوظبي) سيل من الإعلانات المغرية التي تقفز مع كل صفحة يفتحها متابعو النشرات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. وتشابه اللغة المبالغ فيه يجعل المستخدم مهتماً بالاطلاع عليها والذهاب بالمنتجات التي تروج لها إلى حد طلب شرائها «أون لاين». وعدم التردد في تجربتها طالما أنها بحسب ما أوحت إليه وأقنعته، سوف تحل كل مشاكله وذلك بأقل جهد ممكن وبأسعار مناسبة وتسهيلات التوصيل حتى البيت. النساء تغريهن مساحيق تبييض البشرة واختفاء التجاعيد وعلامات التشقق الجلدي، وكذلك زيوت وقف تساقط الشعر وعقاقير التخسيس التي يقال إنها عشبية ومفعولها سريع. والرجال تستهويهم تجربة المنشطات الجنسية التي تعدهم بنتائج مرضية ومفعول سريع لعودة الشباب واستعادة الثقة بالنفس. كما تشدهم الإعلانات التي تتحدث عن حلول جذرية للصلع والتعرق المفرط ورائحة الفم. ومع أن كل هذه الهواجس مبررة لدى أعداد متزايدة من المستهلكين الذين يبحثون عن مخارج لمعاناتهم عبر الشبكة العنكبوتية، فإن معظمهم يقع فريسة التصديق الأعمى ولا يسعى إلى التأكد أولاً من الشروط الصحية لهذه المنتجات. تشوه دائم نبيلة السعدي موظفة في أحد محال بيع الأزياء، شجعتها صديقتها قبل 3 سنوات على شراء مستحضر صيني سائل اسمه «تريلات» يباع «أون لاين» فقط ويستعمل بعد خلطه بمادة من البودرة، ويؤدي إلى إخفاء الهالات السوداء من تحت العين وبقع التلف من على بشرة الوجه. وسارعت لطلبه من دون أن تقرأ عنه أو تتأكد من ردود الفعل المنشورة حوله في بعض المنتديات. وفي رابع استعمال له، بدأت تشعر بحكة لم تكترث لها بداية الأمر، إلى أن ترافقت مع احمرار وسخونة في الجلد. وقبل أن تتوجه إلى طبيب جلد، استعانت بمكعبات الثلج لتبريد الحرارة ظناً منها أن الأمر سينتهي إلى هنا وتتوقف الحكة. وعندما لاحظت تهرؤ مناطق معينة على بشرتها وكأن الجلد يقشر، استبشرت خيراً لأن مشاكلها ستحل مع نزع الجلد الداكن الميت. غير أنها منذ تلك الفترة دخلت دوامة الاستشارات الطبية التي لم تنته منها حتى اليوم مع وجود تشوه دائم في وجهها سببه حروق عميقة بفعل المادة السامة الموجودة في المسحوق المغشوش الذي استعملته. وقال عماد عبدالله الذي يعمل في خدمات الشحن البري: «إنه عانى مشكلة الصلع التي لم يجد لها حلاً سوى زراعة الشعر. ولأن الأمر مكلف ويتطلب رعاية معينة، فضّل اللجوء إلى البدائل التي يقال إنها طبيعية وتعتمد على الأعشاب. فظل يتابع بحثه على الإنترنت إلى أن صادفه إعلان يتحدث عن مستحضر بخلطة ساحرة يعيد الرونق إلى جذور الشعر في غضون شهرين. ولم يتردد في شرائه عبر بطاقة الفيزا وانتظار توصيله بفارغ الصبر، لشدة حاجته لمظهر يظهر عمره الحقيقي، إذ أن تساقط الشعر من وسط الرأس يجعله يبدو وكأنه أكبر سناً بكثير مما هو عليه. ومع استعماله مرتين في اليوم، كان يضطر أحياناً إلى الخروج تحت الشمس فيما بقايا المسحوق الكريمي على رأسه مما يتسبب له بحرقان مزعج. إلا أنه بمجرد الاستحمام والجلوس في مكان مكيف، كان يشعر بالتحسن إلى حين تكرر الأمر في اليوم التالي. وظل على هذه الحالة 4 أسابيع متتالية، لم يكتشف خلالها أن المادة الطينية المزعومة أحدثت له ثقوباً في فروة الرأس ومعها حبوب لم يشف من التهابها إلا بعد مرور 3 أشهر. وأوضح أن فعلته هذه كلفته تقرحات في الرأس كان في غنى عنها». «حماية المستهلك» وأكد خالد الحوسني نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك، أن الجمعية تلقت عدداً من الشكاوى تتعلق بمنتجات طبية وصحية ضارة يتم بيعها عبر المواقع الإلكترونية، وأبرزها العقاقير الخاصة بالرياضيين والكريمات الخاصة بالتجميل والبشرة. وأضاف أن الجمعية أحالت الشكاوى إلى وزارة الصحة للتعامل معها وفق القواعد والقوانين المتعلقة بهذا القطاع، وأنها ستستضيف نهاية السنة الجارية مؤتمراً دولياً يعد الأول من نوعه بالشرق الأوسط يتناول حقوق وقضايا المستهلكين في الوطن العربي. كما يتضمن التشريعات الجارية ومقارنتها بالمعايير العالمية المتعلقة بخدمة المستهلكين. وأوضح أن التجارة الإلكترونية للسلع والمواد الغذائية والاستهلاكية عبر الشبكة العنكبوتية ستكون أحد المحاور الرئيسية للمؤتمر. وطالب بضرورة تضافر الجهود بين القطاعات كافة والهيئات المحلية والاتحادية للوصول إلى آلية عمل تتواكب ومستجدات قطاع خدمة المستهلك. وتعتزم جمعية الإمارات لحماية المستهلك إعداد دراسة حول أبرز القضايا والشكاوى الخاصة بالعملاء من داخل الدولة، ومتابعة مراحل تطورها. معايير الترويج وعن الآلية التي يجب أن تتبعها مواقع الترويج للسلع عبر الإنترنت، أوضح رونالدو مشحوَر المدير التنفيذي لموقع سوق دوت كوم، أنه للمصداقية في العمل لابد من الخضوع للشروط التي تضعها وزارة الصحة في هذا المجال. التنسيق يكون عادة مع الهيئات المختصة للتأكد من تطابق معايير الجودة لأي كريم أو دهون أو دواء، وخلو هذه الاستخدامات من المواد المنوعة دولياً لضررها على الصحة العامة. الأمر الذي يقوم به فريق متخصص من العاملين على «سوق دوت كوم» ممن لديهم الصلاحيات في رفض أو وقف عرض أي إعلان لمنتج لا يتوافق مع تعليمات وزارة الصحة. وذكر أنه من الصعوبة السيطرة على كل الغش التجاري الذي يعرض عبر الإنترنت لأنها بوابة معرفة مفتوحة على الجيد والسيئ. ومن واجب المستهلك أن يتمتع بالوعي الكامل للتحقق من أي معلومة يقرأها أو يسمعها عن هذا النوع من العقاقير أو المساحيق التي يتم الترويج لها. ومن الضروري التحقق من الأمر عبر استشارة الطبيب المختص أو الدخول إلى المواقع الطبية مثل «مايوكلينيك» أو «دكتور صحة» التي تعرض تداعيات هذه الاستخدامات وعوارضها، مع تقديم النصائح المهمة على ألسنة أشخاص جربوها، إذ إن الوعود التي يطلقها الموردون ويرفقونها بالترويج للمنتج، مبالغ فيها وغير صائبة 100 في المئة، وهذا ما يجعل مواقع التسوق المحترمة عبر الإنترنت تلتزم بث المسموح ببيعه واستيراده محلياً بعد التأكد من الوثائق الضرورية وخلوها من القائمة السوداء للمواد السامة. معادن ثقيلة العقاقير المغشوشة غير آمنة لاحتواء الكثير منها على المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الشائبة بكميات عالية تضر بالصحة العامة للإنسان، ولاسيما أن تصنيعها يكون بخلاف أسس ممارسة التصنيع الجيد، وكذلك الأمر بالنسبة للمساحيق والكريمات والدهون غير المرخصة من الهيئات المختصة، والتي قد تضم أصنافاً فاسدة بمجرد تفاعلها مع الهواء والإفرازات الجلدية، تتسبب بعوارض جانبية مضرة جداً. المنتج المغشوش وزارة الصحة هي الجهة المسؤولة عن تسجيل واستيراد المنتجات الطبية والمستحضرات الصيدلانية بجميع أشكالها، استناداً إلى القانون الاتحادي رقم 4 لسنة 1983، وتتولى الوزارة تنظيم تسجيل الأدوية الكيميائية والعشبية، وذات البيع العام والطب البديل، وتقييم الأدوية وتحليلها في الدولة. والمنتج المغشوش حسب منظمة الصحة العالمية هو المنتج الطبي الذي تم عمداً التضليل به، عبر تزويد غلافه ،أو عبوته، أو بطاقته التعريفية، أو نشرته الداخلية بمعلومات مغلوطة أو غير صحيحة بالنسبة لهويته، وبشكل غير مطابق للواقع. مشكلات التزييف أكدت هيئة شؤون الممارسات الطبية والتراخيص في وزارة الصحة، أن الوزارة تعمد إلى مكافحة الغش التجاري للدواء والعقاقير عموماً، من خلال التدابير الحازمة التي تقوم بها إدارة التسجيل والرقابة الدوائية، مع وجود لجنة وطنية مشتركة للتعامل مع مشكلات التزييف والغش الدوائي، والذي وصلت تكلفته عالمياً إلى أكثر من 65 مليار دولار خلال السنوات الأربع الأخيرة بحسب منظمة الصحة العالمية، ومعظمها الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب، والضعف الجنسي والسكري، والأمراض الجلدية، ومواد التجميل الطبية، والمستحضرات العشبية، والمكملات الغذائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©