الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكونجرس.. هل يعرقل «الشراكة عبر الهادي»؟

3 أكتوبر 2016 23:53
حذر كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض يوم الجمعة من أن الولايات المتحدة ستسلم القيادة العالمية بشأن القضايا التجارية إلى الصين وبلدان أخرى إذا فشل الكونجرس في تمرير توقيع الرئيس باراك أوباما على اتفاقية التجارة للدول المطلة على المحيط الهادي (تي بي بي)، أو الشراكة عبر الهادي قبل نهاية فترة ولايته. وقال«جيسون فورمان»، رئيس المجلس الأميركي للمستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، في تصريحات صحفية يوم الجمعة إن الصين ستمضي قدماً في إبرام الاتفاقيات التجارية التي تستبعد الولايات المتحدة ووضع «مجموعة أسوأ من قواعد التجارة العالمية». وأضاف «إنها ليست الصين فقط. فحلفاؤنا سيقومون بإبرام اتفاقيات تجارية بعضهم مع بعض، ولن ينتظروا الولايات المتحدة لكي تفعل ذلك، وهذا من شأنه أن يحول التجارة بعيداً عن الولايات المتحدة». وقال فورمان إن أوباما يواصل دفع الكونجرس للتصويت على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي في دورة البطة العرجاء (قبل انتهاء رئاسة أوباما)، بعد إجراء الانتخابات العامة، ولكن قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب حديثاً اليمين الدستورية. بيد أن هذا الاحتمال يبدو غير مرجح على نحو متزايد. وقد ذكر رئيس مجلس النواب بول ريان (جمهوري - ويسكونسن) أنه لا يرى جدوى في إثارة موضوع اتفاقية الشراكة عبر الهادي خلال دورة البطة العرجاء، وعلق قائلاً «ليست لدينا الأصوات». ويوم الخميس، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (جمهوري - كنتاكي) إن نقاشاً آخر حول التجارة «يجب أن يقوده الرئيس القادم أياً كان». وأضاف «دعونا نكون صادقين بشأن البيئة السياسية. وأعتقد أنه إذا أثير هذه الاتفاق هذا العام، فإنه سيُهزم على أي حال». وخلال الحملة الانتخابية، أعرب دونالد ترامب وهيلاري كلينتون وحتى المرشح «الديمقراطي» السابق بيرني ساندرز عن رفضهم الواضح لاتفاقية التجارة التي تضم 12 دولة. وفي المناظرة التي جرت مساء الاثنين الماضي في جامعة «هوفسترا»، قال ترامب إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاقياتها التجارية، ووصفَ المسؤولين القائمين على هذا العمل حالياً بـ«المبتذلين السياسيين». أما كلينتون، التي قالت أثناء عملها كوزيرة للخارجية إن اتفاقية الشراكة عبر الهادي «تضع المعيار الذهبي في الاتفاقيات التجارية لفتح تجارة حرة وعادلة وشفافة»، فقد أكدت معارضتها للاتفاق وشددت على ضرورة إبرام «اتفاقيات تجارة عادلة وذكية». وقد حاول «فورمان» فصل تأثيرات معينة لاتفاقية الشراكة عبر الهادي عن المشاعر المناهضة للتجارة على نطاق أوسع، فهو يرى أن التصويت الذي نطالب الكونجرس بإجرائه لا يتعلق بطرح سؤال مؤداه: هل أنتم مع أو ضد العولمة؟ ولكنه يتعلق بالسؤال التالي: هل أنتم مع أم ضد اتفاقية التجارة عبر الهادي. هذه الاتفاقية بالنسبة إليه محددة جداً. وهي تتعلق بكيفية إدارة العولمة بشكل أفضل بحيث تمهد الملعب وتعمل لمصلحة عمالنا. «فورمان» يرى أن الولايات المتحدة مفتوحة بالفعل أمام الصادرات من 11 دولة أخرى في الاتفاقية، وأن هذه الاتفاقية ستزيل الحواجز التي تواجه المصدرين الأميركيين، فضلاً عن رفع المعايير التنظيمية بالنسبة للبيئة والعمل والمشروعات المملوكة للدولة في جميع البلدان المدرجة. واستشهد الخبير الاقتصادي بدراسة أجراها معهد «بيترسون للاقتصاد الدولي»، وهو مؤسسة بحثية في واشنطن، حيث تشير التقديرات إلى أن تأخير تنفيذ اتفاقية الشراكة عبر الهادي بنحو عام سيكلف الاقتصاد الأميركي 94 مليار دولار. وأكد «فورمان» أنه يرى أن هذا الرقم أقل من الواقع، نظراً إلى أن الدراسة افترضت أن «بقية العالم سينتظر أميركا لتعيد ترتيب أوراقها، وأنها لن تفعل أي شيء آخر في ذلك الوقت. ما سيحدث في الواقع هو أن الصين ستمضي قدماً في إبرام اتفاقيات تجارية تستبعد الولايات المتحدة، وهذا من شأنه وضع قواعد أكثر سوءاً للتجارة العالمية. وهذا سيحول التجارة بعيداً عن الولايات المتحدة ويترك الأميركيين في حال أسوأ. *محررة متخصصة في شؤون الاقتصاد والأعمال والصين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©