الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقائق البطاطس لذة ترافقها مخاطر!!!

رقائق البطاطس لذة ترافقها مخاطر!!!
23 نوفمبر 2008 00:41
يقبل الأطفال عليها بحب كبير، يلتهمونها بشراهة، ويطلبون دائما المزيد منها، ولا تكاد تقع أعينهم عليها حتى يبدأوا بالصراخ والبكاء، وتتلوى أجسادهم الصغيرة معلنين معركة تمرد وعناد·· ليذعن الآباء لرغباتهم قسرا بتجاهل وتعام، أو تكاسلا عن إقناعهم وترغيبهم بالبديل من الفواكه والخضروات، فيفضلونها غالبا على باقي المقرمشات والحلويات، يصطحبونها معهم في كل حل وترحال، ولا يكاد يخلو بيت فيه أطفال منها· الظاهرة لا يمكن تعميمها، وتبقى هناك استثناءات داخل المنازل، حيث يمكن التحكم في رغبات الأولاد بالضغط عليهم وتقنين ما يتناولونه من أغذية، أما أثناء ذهابهم للمدارس فذلك يكاد يكون مستحيلا··إذ غالبا ما يذهب التلامذة إلى المدارس دون تناول فطورهم المنزلي، ليعوضوه بتناول الحلويات ورقائق البطاطس الجاهزة، يستهلكون منها كميات وافرة لا تشبع جوعهم، وتفقدهم الشهية، فيحجمون غالبا عن تناول المأكولات الصحية· الكل يسمع عن مخاطرها ومضارها ومع ذلك يرضخ أغلب الآباء لرغبات الصغار، فيتركون لهم المجال مفتوحا لالتهام المزيد منها، هي ظاهرة تكاد تكون معممة·· تسترعي الانتباه والتنبيه والوقوف عند مخاطرها، وإسداء النصح لعل هناك من يتعظ· لا يفضلون غيرها·· نوجه استفساراً إلى بعض الأطفال، ولم يكن السؤال هل تتناول رقائق البطاطس؟ لكن الاستفهام كان معكوسا، كم كيس بطاطس تتناول في اليوم؟ أجاب أحمد ''أتناول يوميا، خاصة أيام الدراسة أكثر من كيسين، واحد بالصباح والثاني بالفسحة وأحيانا ثلاثة، بحيث أشتري الثالث عند نهاية الدوام من البقالة المجاورة لمدرستنا، ولا أكتفي بأكلها وحدها، بل تعجبني كثيرا مرفوقة بمشروب غازي''· هذا صديقه حمد يقول ''قبل الخروج من البيت تناولني والدتي بعض العصائر مع بعض المقرمشات، وأفضلها لدي هو رقائق البطاطس، بالإضافة لذلك فإني أشتري من المقصف ما أحتاجه من رقائق''· أما سيف الذي لم يعد في حاجة لأن تزوده والدته بأكل البيت، معلقا أنه تجاوز مرحلة الروضة والصفوف الأولى، فهو يشتري من نقود جيبه ما يريد من رقائق البطاطس وغيره· لم يقتصر السؤال على الأولاد وإنما تجاوزه إلى البنات، عن كم تتناولن من كيس بطاطس يوميا؟ فكان الجواب لا يختلف كثيرا عما جاء في أجوبة الأولاد، المعدل اليومي يفوق ثلاثة أكياس، إذ أجابت نورة وصديقتها: نأخذ من البيت الأكل، ونشتري ما يلزمنا من مقصف المدرسة، ومرات نتناوله بالبيت عندما يجتمع صغار العائلة، وأضافت ''أحب ذلك كثيرا''، وعن تناول فطورها بالبيت أجابت أن الوقت لا يسعها لذلك· وأجابت عاشة ''لا أحب تناول الفطور كما لا أحب اصطحاب الأكل معي من البيت، لذا أشتري ما يلزمني من مقصف المدرسة، والمفضل لدي هي رقائق البطاطس''· وكثير من الأطفال يؤكدون حبهم لرقائق البطاطس واقتناءها من مقصف المدرسة أو من البقالات المجاورة، مع العلم أن هناك استثناءات، بحيث هناك مدارس تمنع بيع رقائق البطاطس والمياه الغازية بمقصفها وتقتصر على توفير ما يلزم من الأكل الصحي· هكذا تكاد تكون الأجوبة بإجماع حول معدل تناول رقائق البطاطس بدون استثناءات تذكر، غير حالات قليلة لا يقاس عليها في ظل غياب مراقبة الأهل، فكيف السبيل لمعاجة الأمر بدون إلقاء الأوامر على الطفل حتى لا يزيد ذلك في عنادهم، بالتهام ما يحتوي على مخاطر خفية تعلن عن نفسها مع الوقت المناسب بتراكمها داخل أجساد الصغار· البديل يبحث بعض الأمهات عن السبل لإيجاد بعض البدائل المغذية لأبنائهم، وعن كيفية تقنين أعداد الأكياس التي يتناولونها· تقول السيدة حمدة ''لا يمكن كبح جماح الأطفال والوقوف في وجههم، ومنعهم من تناول بعض المقرمشات والحلويات، وعلى الأخص رقائق البطاطس التي يحبونها بجنون، إذ يمكن مراقبة الأولاد في مراحل الروضة أما بعد ذلك لا يمكن''· أما السيدة شيماء وهي (مدرسة)، فتقول ''صار من المستحيل منع الأولاد من تناول هذه المأكولات التي تشكل الغذاء الذي يغني عن تناول ما يجهز بالمنزل، إذ يقطع شهيتهم، وما أود التأكيد عليه أن تلاميذ وطلبة المدارس الاعدادية والثانوية لا يرضون بأخذ الأكل من البيت ويعتبرون ذلك ينقص من أهميتهم أمام أصدقائهم، ويتنافسون على شراء ما يلزمهم من المقصف أو الدكاكين المجاورة مما يصعب مراقبة الأهل· حقائق مرعبة في دراسة أعدتها ''جمعية القلب البريطاني'' حديثا تحذر من مخاطر التناول المكثف لرقائق البطاطس المحفوظة على المدى الطويل، وتشير إلى أن الزيوت المستخدمة في القلي، درجة حرارتها عالية تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والتي تتبث على جدران الأوعية الدموية وتسبب تصلب الشرايين وأمراض القلب، بالإضافة إلى أن تسخين الزيوت إلى درجة عالية يساعد على تشكيل مركبات كيميائية ضارة بالصحة تنعكس على الكبد وتعليق وظيفته، وتضر بالقلب والكليتين والعظام عند الأطفال· كما أن هذه الأطعمة تطلق مادة ''الأكريلاميد'' وهي مادة مشبوهة تحرص على نشوء السرطان وإطلاق شرارته الأولى في جسم الأنسان· كما أنها تضعف الجهاز المناعي عند الأطفال، خصوصا في طور التكوين والنمو، وتتسبب في درجات متعددة من الأنيميا··· ولها تأثير عميق على الجنين في بطن أمه في حال تناول الحامل لهذه المأكولات· وجبات خفيفة صحية وسطرت الأخصائية الغذائية صوايا أمثلة لأكلات خفيفة تعوض حب الطفل لرقائق البطاطس وتغذيه· حليب ورقائق الذرة، تفاحة مع حليب، سلطة خضار، خبز مع جبن، بطاطس مسلوقة، خيار أو موز، بسكويت بملح أو سكر خفيف، وأيضاً أن نجعل الحليب مشروبه المفضل، لنحاول إبعاده عن كل ما يضر بصحته، حيث يسعنا أن نغريه مثلا بتقطيع أنواع مختلفة من الفواكه وتقديمها له في كل حين، أو نصفها بشكل جميل ونضعها نصب عينيه ليتناولها في كل حين، نحاول إطعامه ما يلزم من الخضار، ونتجنب وضع ما يضره بحقيبة المدرسة من مأكولات تشبعه ولا تغني جسمه بما يلزمه من فيتامينات· وبالتالي يجدر بالوالدين عدم المبالغة في تزويد أولادهم بما لا يغذيهم، رضوخاً لأوامرهم لأن ذلك يضرهم أكثر مما ينفعهم· رأي أخصائي رقائق البطاطس مصحوبا بمياه غازية أو عصير كارثة صحية لتوضيح الأضرار الناشئة عن تعاطي رقائق البطاطس، وتأثيرها على أعضاء الجسم المختلفة للأطفال، ولضرورة التوعية للتخلص من هذه العادة الغذائية أو التخفيف منها، سألناالأخصائية الغذائية رانية صوايا جرداء التي قالت ''رقائق البطاطس المحفوظة لمدة طويلة، والتي يتناولها أطفالنا بشراهة، تجهز على نار عالية، غير مغذية وفقيرة بالعناصر الغذائية جدا، فهو كثير الملح، وكثير الدهون المشبعة الغير صحية للأطفال، مما ينعكس بشكل سلبي على الجسم، وقد يسبب ترقق العظام لأنه غني بالفوسفور الذي يحول دون امتصاص الكالسيوم، زد ذلك على عدم ممارسة الرياضة، وشرب الحليب بالكمية الكافية، وعدم تناول الأطعمة بشكل صحيح''· أما بالنسبة للسرطانات التي يمكن أن تسببها رقائق البطاطس، فقد وضحت أن ذلك يتوقف على الطريقة التي تصنع بها، وما يدخل فيها من مواد مسرطنة، والخطير جدا تؤكد الأخصائية، هو تناوله مصحوبا بعصير أو مياه غازية، حيث يؤدي ذلك إلى فقر دم حاد نتيجة تناول مادة كثيرة الملح مصحوبة بأخرى بها حلاوتها زائدة، بالإضافة إلى تسببها في السمنة، واكتساب الوزن الزائد، وتؤدي كذلك إلى أمراض الكلى لوفرة الأملاح المعدنية فيها نصائح وترى صوايا إمكانية تعويض حب الصغار لهذا الصنف بغيره، وفق طريقة مرنة، دون مواجهة مع الأطفال حتى لا يزداد عنادهم، وذلك بتقديم وجبات خفيفة، تنظم من حيث الوقت والكمية والنوعية، ويفضل أن تكون مدروسة، وبالتالي تزويد جسم الطفل بما يحتاجه من عناصر غذائية، إذ غالبا ما يشعر الطفل بالشبع عند تناوله رقائق البطاطس، مما يغنيه عن تناول الوجبات الأساسية المتكونة من الخضار والفواكه والحبوب·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©