السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موجة العداء للوحدة الأوروبية تعقِّد العلاقات بين ضفتي الأطلسي

31 مايو 2014 00:47
تهدد موجة العداء لأوروبا التي كشفتها الانتخابات الأوروبية مؤخراً بتعقيد العلاقات بين ضفتي الأطلسي، وتأجيج العداء للأميركيين في وقت تجري مفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول اتفاق تبادل حر طموح. وتلقت واشنطن بحذر خبر فوز الأحزاب المعادية لأوروبا واليمينية المتطرفة، وحتى العنصرية والمعادية للأجانب في أوروبا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية جنيفر بساكي معلقة بحذر، «إننا مستعدون للتعامل مع جميع التنظيمات السياسية وجميع القادة المؤيدين للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والديموقراطية ودولة القانون، ونأمل في التعامل مع قادة الاتحاد الأوروبي من أجل مواصلة هذه العلاقة عبر الأطلسي». وفي بادرة ترمز إلى التمسك بالروابط التاريخية بين أميركا وأوروبا يصل الرئيس الأميركي باراك اوباما الأسبوع المقبل إلى النورماندي لإحياء الذكرى السبعين للإنزال الحليف على هذه الشواطئ الواقعة شمال غرب فرنسا. وسيستقبله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه في الخامس من يونيو، بعد قمة لمجموعة السبع في بروكسل وزيارة إلى وارسو، وستكون هذه ثاني زيارة لأوباما إلى أوروبا خلال شهرين. وكان أوباما أشاد في نهاية مارس في بروكسل بالتضحيات التي قدمها الجنود الأميركيون في القارة الأوروبية خلال الحرب العالمية الأولى، وأثنى على الروابط القائمة مع المؤسسات الأوروبية ومتانة الحلف الأطلسي، محذراً في الوقت نفسه الشباب الأوروبي إلى هشاشة المكتسبات الديموقراطية. وإلى هذه الرموز القوية، يتفاوض الطرفان الأميركي والأوروبي منذ يوليو 2013 بشأن اتفاقية تجارة واستثمار أطلسيه ستنشئ اكبر منطقة تبادل حر في العالم، غير أن هذه الاتفاقية تبعث مخاوف في أوروبا من إسقاط الضوابط عن السلع التي سيتم تبادلها ما قد يفتح أبواب أوروبا أمام اللحوم الأميركية المعالجة بالهرمونات أو المواد المعدلة جينياً. وحذرت جودي دمبسي من معهد كارنجي في أوروبا أن «اتفاقية التجارة والاستثمار الأطلسية في خطر» مشيرة إلى أن قلة من القادة الأوروبيين تدافع عن اتفاقية «غير شعبية على الإطلاق». ولفتت الباحثة في ذلك إلى «عداء استثنائي للأميركيين في صفوف اليسار واليمين، وحتى اليمين المعتدل لم نشهده من قبل» في أوروبا. وقال جيفري هاريس المسؤول في البرلمان المكلف العلاقات مع الكونجرس الأميركي مبدياً قلقه أن «كل ما هو مهم (في الاتفاقية) على صعيد التجارة، أو حماية البيانات ينبغي أن يصادق عليه البرلمان الأوروبي حتى يدخل حيز التنفيذ». وذكرت ديمبسي بأن الأجواء كانت مشحونة من جانبي الأطلسي حتى قبل الانتخابات الأوروبية وأشارت من بين أسباب هذا التوتر إلى «سوء إدارة» الرئيس اوباما لملف النزاع السوري بتخليه في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربات إلى نظام دمشق، ما أثار غضب فرنسا، وفضيحة برنامج مراقبة الاتصالات الذي تطبقه وكالة الأمن القومي الأميركية. ويخشى محللون آخرون أن تزيد موجة العداء لأوروبا من حدة الخلافات بين الدول الـ28 حول الموقف من الأزمة الأوكرانية في مواجهة روسيا. وكتب ديمون ويلسون الباحث في المجلس الأطلسي أن «أحزاباً من اليمين المتطرف مرتبطة بتحالفات ضد الطبيعة مع أحزاب من اليسار المتطرف قد تستخدم من قبل موسكو كحصان طروادة لتعقيد التعاون بين أوروبا وأميركا». والواقع أن الجبهة الوطنية الفرنسية برئاسة مارين لوبن اعتبرت الأربعاء انه «من الحماقة أن يدخل الاتحاد الأوروبي في حرب باردة مع روسيا».(واشنطن -أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©