الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمون بين الأمس واليوم

3 أكتوبر 2016 23:33
مع تطور التكنولوجيا والتواصل والإنترنت، وتوافر المحاضرات والكتب المرئية والمسموعة لكبار العلماء، أصبحنا أكثر معرفة وأكثر فهماً للقرآن والدين، والمفروض أن يجعل ذلك مسلمي هذا الزمان أكثر إدراكاً وفهماً لدينهم، ولكن الواقع يقول إننا أصبحنا أكثر تخلفاً من ذي قبل، حيث كان أغلب المسلمين أميين، ووسائل المعرفة الدينية كانت على الفطرة، وانتشروا في شرق قارة آسيا وغرب أفريقيا للتجارة، ونشروا هناك الإسلام بأخلاقهم وصدق تعاملهم بخلاف مسلمي اليوم من المهاجرين إلى أوروبا وأميركا وأستراليا الذين حصلوا على حقوق لم تكن متاحة لهم في بلدانهم الأصلية، وبدلاً من شكر النعمة ومحاولة نشر الإسلام بالموعظة الحسنة، أصبحوا يقتلون المسالمين وينفرونهم من ديننا. هؤلاء هم مواطنون أوروبيون الآن، وفي الأساس مسلمون وهاجروا مع عائلاتهم من فقر بلادها إلى أرض الله الواسعة في أوروبا وأميركا، وبعد أن استقبلهم الأوروبيون وأصبحوا منهم وفيهم، خانوا العهد وسعوا للقتل والذبح والفساد في الأرض، ففرق بين المهاجرين الذين سكنوا أوروبا حديثاً، ويتعاملون معها على أنها أرض كفر وحلال قتل أهلها، مع أن أهلها أهل كتاب وبين من سافر وهاجر قديماً إلى شرق آسيا وأفريقيا وعاش بينهم ونشر الإسلام هناك بالنصيحة والمعاملة الحسنة مع بشر يعبدون ألف نوع من الأصنام والآلهة، ولم يعتبروها أرض كفر أو اعتبروا أهلها كفاراً، فانتشر الإسلام بينهم، فأصبحوا أكثر من ثلثي أمة محمد، فأين عقول البعض عن هذا الفهم؟ لقد وقف بعض مدعي العلم على منابر مساجد أوروبا ونشروا سمومهم بين المصلين، واعتبروا ما يقوله هؤلاء هو الإسلام، لذا واجب علينا أن نوضح لهم الإسلام الحقيقي، وأن الأندلس لا تحتاج إلى فتح جديد، فبريطانيا على سبيل المثال فيها أكثر من 1500 مسجد وأكثر منها في فرنسا، وبلغ عدد المسلمين في أوروبا أكثر من 60 مليوناً، فالإسلام موجود، ولكن أين هم المسلمون الذين ينشرون الإسلام الصحيح بتعاملهم الصادق وأخلاقهم العالية؟ ففرق بين من اسمه محمد ويقتل المسالمين ومحمد كلاي الذي دافع عن الإسلام ودخل بسببه آلاف إلى الدين حول العالم، ورفض أن توضع له نجمة المشاهير على الأرض، ووضعت على جدار أشهر معالم هوليوود، فهذا جهاد عظيم، ولكن أين العقول التي تستوعب؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©