الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عام جديد

عام جديد
3 أكتوبر 2016 23:30
الهجرة النبوية كانت وما زالت تعطينا دروساً وعبراً في الصبر ومواجهة التحديات وعدم اليأس، فإن دوام الحال من المحال، وذلك جلي في تفاصيل الهجرة وما حدث قبلها وفي أثنائها وبعدها، والعاقل اللبيب هو الذي يخطط ويأخذ بالأسباب ولا ييأس من واقعه الأليم ولا يستسلم لتحقيق أهدافه، إنما يصر ويصبر ويواصل ويجدد ويغير ويجرب إلى أن يصل لمبتغاه. عدم اليأس كان من أهم الدروس المستفادة من الهجرة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أراد لهذه الدعوة المباركة متنفساً ونمواً، فاختار يثرب لتكون ملاذاً لصحابته، وبداية تكوين الدولة الإسلامية لما لقي من مضايقات في مكة، وهذا وحده يعطينا أكبر درس في التغيير والتبديل، فعدم تحقق ما تريد لا يعني نهايته، بل بداية عهد جديد، فابحث لك عن مخارج وحلول وطرق جديدة وأساليب أخرى وقف على قدميك ولا تيأس فالقادم أفضل. التخطيط المدروس من أكبر أسباب النجاح، فالرسول صلى الله عليه وسلم خطط للهجرة تخطيطاً سليماً ووضع لها برنامجاً مدروساً ليتجنب ملاحقة قريش له ويصل يثرب بأمان، ورغم أن الله تعالى قد تكفل بحفظه، فإنه أخذ بالأسباب ليعلم أمته العمل والجد والاجتهاد التي بها تتحقق الآمال والمرادات. ونحن اليوم ودعنا عاماً بحلوه ومره واستقبلنا عاماً جديداً لا ندري ما فيه، فعلينا أن نستقبله بهمة عالية وقلب واعٍ وروح إيجابية. علينا أن نراجع أنفسنا ونعيد الحسابات فيما يخصنا ويخص أزواجنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا وجيراننا وأرحامنا والناس أجمعين، لأن العمر يمضي سريعاً والأعوام تنصرم، فلتكن لنا بصمة خير في الحياة كل حسب مقدرته وطاقته وعلمه وخبراته. مع بداية العام الجديد اسأل نفسك هل كنت في العام المنصرم قريباً من النجاح أم قريباً إلى الفشل؟ أقريب إلى الله أم قريب إلى الشيطان؟ هل كنت قريباً إلى الجنة أم قريباً إلى النار؟ هل كنت طائعاً لله ولرسوله أم كنت طائعاً للنفس والهوى والشيطان؟ كيف كنت في الصلوات الخمس هل أديتها صحيحة وبخشوع وجماعة؟ هل قرأت القرآن هل تدبرته هل عملت به؟ هل استجبت لأمر الله تعالى بترك المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن؟ هل تركت الغيبة والنميمة؟ هل كنت تدعو الله تعالى بقلب خاشع أم بقلب غافل؟ فيصل بن زاهر الكندي سلطنة عُمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©