وافقت اللجنة التشريعية في البرلمان المحلي في جراتس عاصمة مقاطعة شتايمارك النمساوية ''150 كم'' جنوب العاصمة فيينا، على رفع الحصانة البرلمانية عن النائبة سوزانا فينتر من حزب الأحرار اليميني تمهيداً لإحالتها الى التحقيق من قبل المدعي العام مانفريد كامارار كخطوة أولى نحو إحالتها على المحاكمة بتهم رفع شعارات قدح وذم ومعاداة الإسلام والتطاول على شخصية الرسول الكريم والتمييز العنصري والحض على كراهية الأجانب خلال حملة الانتخابات المحلية التي جرت العام الماضي·
أكد ذلك المهندس سليمان علي عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مقاطعة شتايرمارك جراتس وقال إن رفع الحصانة على سوزانا فينتر وهو يعتبر أول سابقة في تاريخ برلمان النمسا، جاء تلبية للدعوى التي رفعها عدد كبير من كبار المسؤولين عن الاتحادات والجمعيات والمراكز والشخصيات الإسلامية من بينها هو شخصياً باعتباره عضواً في البرلمان المحلي عن الحزب الاشتراكي في مقاطعتي فيينا وشتايرمارك·
وقد سبق لمحكمة غراتس أن حكمت على ميخائيل فنتر وهو ابن سوزانا فينتر بالحبس لمدة ثلاثة أشهر أو دفع ما يوازيها من الغرامة المالية لادلائه بتصريح يندرج في إطار التحريض على الإسلام·
وكان المجلس التنسيقي للهيئات والجمعيات والروابط والمراكز الإسلامية أصدر على إثر انتهاء الانتخابات المحلية في مقاطعة شتايرمارك بياناً مشتركاً أدان فيه بأقسى العبارات تصريحات سوزانا فينتر واتهمها بالتحريض والاستفزاز والافتراء والتجني على الإسلام ورسوله الكريم ورموزه واستغلال ذلك خلال حملتها الانتخابية وطالب بإحالتها على المحاكمة فوراً·
وقد لقيت تصريحات فينتر موجة من الاحتجاج في مختلف الأوساط السياسية والاجتماعية والدينية ونظمت الجمعيات والروابط الإسلامية في مدينتي فيينا وغراتس سلسلة تظاهرات شعبية طالب المشاركون فيها بإحالة سوزانا فينتر إلى المحاكمة·
وقد شجبت الناطقة باسم الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية آمينة كارلا بغجاتي تصريحات سوزانا فينتر في حينها· كما انتقدت بغجاتي كبار القادة والمسؤولين في حزب الأحرار اليمينيين المتطرف لمواقفهم المناهضة للإسلام والمسلمين واتهمتم بالعمل على زعزعة قواعد العيش المشترك في النمسا الذي كان أول بلد أوروبي اعترف بالدين الإسلامي بقرار أصدره الامبراطور فرانس يوزيف عام 1912 منوهة بأهمية النمسا في تكريس النظام الديمقراطي والحريات العامة وفي طليعتها حرية الفكر وممارسة الشعائر الدينية وتعميم العدالة والمساواة وحماية حقوق الإنسان·
كما وصفت رئيسة كتلة نواب حزب الخضر في مقاطعة شتاير مارك السيدة ليزا روكر تصريحات فينتر بأنها تدل على مدى الانحطاط السياسي للحزب والتوجه نحو إثارة الاحقاد والكراهية بين المواطنين ونسف طبيعة العيش الحضاري والعرقي والديني المشترك
عدد اليوم
