يتكئ أحمد الرجل السبعيني على عصاه الثلاثية الأرجل، ويومئ برأسه نزولا ليعبر عن موافقته مع ابتسامة صامتة، عندما تسأله إن كان سيستخدم حافلات النقل العام في حال تجهيزها بحيث تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي·
هو مواطن سبعيني أفقدته 3 جلطات متتالية ''نعمة'' الحركة الطبيعية وأعاقته عن التنقل من مكان إلى آخر دون استخدام كرسيه المتحرك· هو لايزال يقصد عمله كلما تسنت له الفرصة ليبقى على تواصل مع الناس وزملاء العمل، ينغص عليه ممارسة هذا الأمر غياب وسيلة النقل المناسبة في أغلب الأحيان·
وينتظر احمد بفارغ الصبر دخول الحافلات الجديدة لدائرة النقل في أبوظبي التي تم تصميمها لتلائم ذوي الاحتياجات الخاصة، في وقت أكدت فيه الدائرة لـ''الاتحاد'' أن جميع خططها التطويرية المستقبلية لقطاع النقل بالحافلات تراعي متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحرص على توفير خدمات وتجهيزات وتقنيات حديثة ملائمة لأنواع مختلفة من الإعاقات في حافلاتها ومحطاتها ونقاط صعود ونزول الركاب ومظلات انتظارهم قيد التطوير·
وقال مدير عام مكتب النقل بالحافلات بالوكالة في دائرة النقل بأبوظبي سعيد محمد علي الهاملي، إن جميع حافلات الهيئة الجديدة، التي ستدخل 100 منها الخدمة مطلع العام المقبل، تم تصميمها لتلبي متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، نظراً لأهمية هذه الشريحة الاجتماعية·
وأوضح الهاملي أن حافلات الهيئة الجديدة تتميز بانخفاض أرضية الحافلات (LOW FLOOR) عن الأرض مقارنة بـ 100 سنتميتر في الحافلات العادية التي تحتاج إلى ثلاث خطوات للصعود إليها، مشيراً إلى انها مزودة بثلاثة أبواب، وتم تصميم أحد مداخلها بأرضية مانعة للانزلاق تسهل عملية صعود ونزول ذوي الاحتياجات الخاصة من والى الحافلة، وبحيث يقود المدخل مباشرةً إلى الموقع المخصص للكرسي المتحرك لذوي الاحتياجات الخاصة أو عربات الأطفال·
وأضاف الهاملي أنه في سياق سعي الدائرة وحرصها على الارتقاء وتطوير وتوفير وسيلة النقل بالحافلات لذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل وصولهم إلى خدمات النقل العام وفرت في حافلاتها الجديدة التي تدخل الدفعة الأولى منها في بداية 2009 أفضل التقنيات الحديثة وأعلى معايير الأمن والسلامة·
وأردف أن الدئرة اطّلعت على أفضل الممارسات العالمية المطبقة في هذا المجال والتجهيزات المستخدمة، وهي تعمل على توافرها لخدمة هذه الشريحة الاجتماعية، من منطلق تأمين متطلبات جميع الشرائح الاجتماعية دون استثناء·
ولتسهيل حركة المعوقين في المركبات وفي محطات الحافلات ونقاط صعود ونزول الركاب ومظلات الانتظار وفرت الدائرة أماكن خاصة للمقعدين، وأزرار تنبيه منخفضة، كما وضعت الهيئة برامج لتدريب سائقي الحافلات للتعامل مع هذه الفئة على أحسن وجه، وفقاً للهاملي·
وشدد الهاملي على أن ''الدائرة حريصة كل الحرص على معاملة الناس بالتساوي من منظور إنساني تطبيقاً لديننا الحنيف، وعلى اعتبار أن لكل فرد دوره في المجتمع''·
وتعتبر خدمة النقل واحدة من الاحتياجات الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة التي تعنى أبوظبي والدولة بشكل عام على توفيرها في إطار توثيق صلات المعوق بمجتمعه وتعديل نظرة المجتمع إليه·
وتمكنت الإمارات عبر مختلف مؤسساتها من ان تنتقل بمفهوم الرعاية الاجتماعية من الإطار التقليدي إلى طابع جديد يكفل التطلعات المتزايدة لحاجات الأفراد لاسيما فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي من أهم عناصره إفساح المجال لهؤلاء للمشاركة الإيجابية في مختلف قطاعات المجتمع، وتم اتخاذ كافة الاسباب ليغدوا فئة منتجة ومندمجة في النسيج والعمل الاجتماعي·
وكفل دستور الإمارات كل الحقوق الخاصة بالمعوقين بما في ذلك حقوق العمل والرعاية والتأهيل انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التعاون والأخذ بيد المحتاج إلى المساعدة والرعاية وتقدير ظروفه الخاصة في مجالي الحقوق والواجبات، باعتبار ان الإسلام يكرم الإنسان مهما كان، وقد سبق بذلك كل المواثيق الدولية المتعلقة بالمعوقين·
ونص الدستور الإماراتي في المادة 16 على ان ''يشمل المجتمع برعايته الطفولة والأمومة ويحمي القصر وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم لسبب من الأسباب كالمرض أو العجز أو الشيخوخة أو البطالة الإجبارية ويتولى مساعدتهم وتأهيلهم لصالحهم وصالح المجتمع''·
وتدرس الدائرة توسيع نطاق تغطية خدماتها بشكل تكون فيه ''أقرب ما يكون للمستخدمين''، وبحيث لا يضطر مستخدمو الحافلات للسير لأكثر من 100 متر للوصول إلى نقاط صعود ونزول الركاب، بهدف الحد من تأثير عامل المناخ ورطوبة الطقس في أشهر الصيف في مستوى إقبال الجمهور على استخدام خدمات النقل العام، الأمر الذي يستفيد منه ذوو الاحتياجات الخاصة وسواهم، وفقاً للهاملي·
وتعمل دائرة النقل في أبوظبي على تطوير شبكة مواصلات النقل العام في الإمارة بشكل متكامل وشامل على أكثر من صعيد، تنفيذاً لتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لجهة زيادة عدد خطوط سير الحافلات وخدمة مناطق جديدة، وزيادة أعداد المحطات وتركيب مظلات انتظار مكيفة وعصرية وتحديث أسطول حافلاتها وإطلاق خدمات متنوعة لمختلف شرائح المجتمع
عدد اليوم
