الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حماية الحبارى وإكثارها في أبوظبي.. جهود 40 عاماً تؤتي ثمارها

حماية الحبارى وإكثارها في أبوظبي.. جهود 40 عاماً تؤتي ثمارها
4 أكتوبر 2016 10:12
أبوظبي (الاتحاد) احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة متميزة في سعيها للحفاظ على الحبارى على مستوى العالم، ويُشهد لها اليوم بدورها الرائد في هذا المجال، فمشاريع الإكثار في الأسر انطلقت في أبوظبي منذ أكثر من 40 عاماً، وحققت نتائج متميزة رغم صعوبة إنتاج الحبارى في الأسر للخصوصية التي تتميز بها عن غيرها من الطيور التي يمكن إكثارها في الأسر. ولم تقتصر هذه المشاريع على حدود الإمارات بل تخطتها وعبرت إلى شمال أفريقيا في المملكة المغربية الشقيقة، وإلى آسيا وخاصة في كازاخستان، في إنجاز سُجّل باسم دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يسجل لدولة الإمارات أنها الأولى عالمياً في تعقب طيور الحبارى أثناء هجرتها شمالاً وجنوباً بوساطة الأقمار الصناعية، حيث تفيد نتائج التعقب المحققة في تعزيز جهود الحفاظ على الطائر. ونقلاً عن تصريحات لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي رئيس نادي صقاري الإمارات، فإن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أدرك مُبكراً المخاطر الجمّة التي تهدد وضع طائر الحبارى، فبدأ يُنبّه ويُحذر من أننا إن لم نُبادر على عجل للبحث عن السبل الناجحة لحماية هذا النوع النادر، فإن الحبارى سوف تنقرض نهائياً وتختفي من تراثنا ومستقبل أبنائنا. ولم يقف الشيخ زايد، رحمه الله، عند ذاك الحد، بل وضع همته وسخر معرفته بالطائر الذي أحبه وعاش معه أجمل رحلات صيده، في إطلاق أول المشاريع البيئية العالمية للحفاظ على هذا الطائر. ولولا تلك الهمة والجهود المتميزة، لبقيت معرفتنا بالحبارى وطرق هجرتها وأيكولوجيتها ومواسم تكاثرها وحياتها وغذائها ضئيلة جداً، بل ربما معدومة، إلا أنّ رؤيته الحكيمة وتوجيهاته السديدة بدراسة الحبارى وتجربة إكثارها، قد أعطت أول المؤشرات الإيجابية للحفاظ على الحبارى في الأسر. وبدأت قصة نجاح جهود أبوظبي في إكثار الحبارى، تحديداً في عام 1977م، ومن حديقة حيوان العين بما لا يزيد على (7) طيور حبارى آسيوية، كانت النواة الأولى لمشاريع الإكثار في الأسر لهذا الطائر في دولة الإمارات العربية المتحدة. وبعد جهود متواصلة في وضع الأسس الأولى لبرامج الإكثار في الأسر منطلقة من عزم أكيد وتصميم قوي لعدة سنوات، تحقق النجاح بإنتاج أول فرخ من الحبارى الآسيوية في الأسر في عام 1982م. ووصف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان تلك اللحظة الرائعة بقوله: «وإن أنسى فلن أنسى ذلك اليوم الذي زفت فيه هذه البشرى للمغفور له الوالد الشيخ زايد ومشاعر البشرى والفرحة التي كست محياه، وهو يستشرف نجاح جهوده التي بدأت في طرح ثمارها الغضة مبشرة بأن هذا الطائر النادر سيبدأ في التكاثر في قلب بيئة الإمارات النابض الذي لن يسمح له بالانقراض بإذن الله». وأكد سموه أنّ اهتمام دولة الإمارات بإكثار الحبارى ودراستها والحفاظ عليها، يأتي انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية، فالحبارى تعبر عن تراث عريق وجذور ضاربة في أعماق التاريخ لأكثر من ألفي عام ونزعة أصيلة في النفس للحفاظ على إحدى ركائز تراثنا الوطني التي توارثناها عن الآباء والأجداد، ولذلك فإن الحفاظ عليها هو صون للنوع ولهذا التراث العريق والتقاليد الأصيلة، ولا يتصدى لذلك إلا أصحاب الفكر والعزيمة. تاريخ إكثار الحبارى بهدي رؤى الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واسترشاداً بتوجيهات القيادة الرشيدة واصلت أبوظبي مساعيها الحثيثة في سبيل الحفاظ على طيور الحبارى على مدى أكثر من أربعين عاماً، وذلك عبر زيادة أعدادها في البرية والحدّ من تناقص موائلها الطبيعية في مناطق انتشارها في العالم. وطالما أبدت أبوظبي التزامها التام إزاء هذه القضية بالغة الأهمية، ووفرت لها الدعم وعززت التعاون مع مختلف المنظمات والجهات المحلية والدولية. لقد تألقت مسيرة الحفاظ على الحبارى بإنجازات يشار إليها بالبنان، تصطف متلاحقة على مدى العقود الأربعة الماضية كحبات اللؤلؤ. نحتفي بها وبمن بذل الجهود لتحقيقها، وساهم في تكريس مكانة أبوظبي الريادية في مجال حفظ هذه النوع على مستوى العالم. وذكر علي مبارك الشامسي مدير الاتصال والعلاقات العامة في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى أنّ البذرة التي غرسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة (طيّب الله ثراه)، بإنشاء برنامج لإكثار الحبارى الآسيوية في الأسر في حديقة حيوان العين في عام 1977م، قد آتت أكلها بإنتاج متصاعد، وصل إلى 53 ألفاً و743 حبارى خلال عام 2016، وباستراتيجية متكاملة لاستدامة الإنجازات التي تحققت طوال أربعة عقود من هذا البرنامج. 1970 استشرف القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأبعاد المستقبلية لتناقص أعداد طيور الحبارى في البرية، فأمر بإنشاء برنامج إكثار واعد للمحافظة عليها في البرية. 1976 أصدر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، توجيهاته بتنظيم المؤتمر العالمي الأول للصيد بالصقور والمحافظة على البيئة في أبوظبي، ضم صقارين من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا تحت سقف واحد مع الصقارين العرب لأول مرة في تاريخ هذه الممارسة التراثية. 1977 إنشاء وحدة إكثار الحبارى في الأسر في حديقة الحيوانات في العين. 1980 إدخال أول دفعة من الصقور المتكاثرة في الأسر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإصدار لوائح تنظيمية في هذا الشأن. 1982 أبصر أول فرخ حبارى آسيوية النور في حديقة الحيوانات في العين. 1989 تأسيس المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان - أبوظبي. 1995 افتتاح مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في المملكة المغربية. إنشاء برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور بهدف إعادة الصقور المتكاثرة في الأسر إلى بيئاتها الطبيعية. 1996 بدء عمليات الإكثار في مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في المملكة المغربية. أبوظبي: نجاح المركز الوطني لبحوث الطيور في إنتاج أول مجموعة من أفراخ الحبارى في الأسر. 1997 البدء في إكثار حبارى شمال أفريقيا في المملكة المغربية. 1998 إطلاق أول مجموعة من الحبارى التي تكاثرت في الأسر في المملكة المغربية. 2000 اعتماد استراتيجية مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في إطار فعاليات المؤتمر العالمي للمحافظة على الطبيعة. 2001 إنشاء محميات جديدة في المملكة المغربية. انطلاق أعمال نادي صقاري الإمارات بهدف تشجيع رياضة الصيد المستدام. 2004 قيام المركز الوطني لبحوث الطيور بأول عملية إطلاق في البرية. إنتاج أكثر من 1,000 فرخ حبارى في الأسر في مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية. 2006 افتتاح محطة الإكثار الثانية لمركز الإمارات في منطقة أنجيل - المغرب. 2007 إعلان المركز الوطني لبحوث الطيور تسجيل أول عملية تعشيش لمجموعة أفراخ حبارى أطلقها سابقاً في البرية. 2008 بدء العمل في مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان. استُهلّت أعمال البرنامج في البداية ضمن منشآت مؤقتة. 2009 إطلاق أول مجموعة من الحبارى الآسيوية المتكاثرة في الأسر في كازاخستان. 2011 تحقيق إنجاز جديد عبر إطلاق 50,000 طائر من الحبارى شمال أفريقيا بنجاح. 2012 إنتاج قياسي لطيور الحبارى &ndash أكثر من 30,000 فرخ. بدء عمليات الإكثار في مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في أبوظبي. إطلاق أكثر من 12,000 طائر في المغرب. اكتمال المرحلة الأولى من إنشاء مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان. إطلاق الموقع الإلكتروني www.houbarafund.org أول مشاركة مستقلة ضمن فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية في أبوظبي. 2014 إبرام اتفاقية مع مجلس أبوظبي للتعليم على إدراج مفهوم المحافظة على الحبارى في المناهج التعليمية المعتمدة في مدارس أبوظبي. توقيع اتفاقيات تعاون مع كل من الأردن واليمن وكازاخستان. إتمام أول عملية إطلاق في الأردن بواقع 500 طائر. مساهمة الصندوق بـ 1,065 طائراً لإنشاء برنامج قطر للإكثار في مركز روض الفرس. إنتاج 46,014 طائر حبارى &ndash أطلق 33,685 طائراً منها. إطلاق تطبيق إلكتروني يحاكي رحلة الهجرة السنوية للحبارى ضمن مبادرة التعليم الترفيهي. 2015 إنتاج حوالي 46,000 طائر في الأسر. إطلاق الصندوق 33,786 طائراً في الإمارات العربية المتحدة، كازاخستان، باكستان، البحرين والكويت. إطلاق حبارى موسومة بأساور بلون العلم ضمن احتفالات اليوم الوطني الرابع والأربعين لدولة الإمارات. 2016 إنتاج 53,743 طائر حبارى في الأسر. مشاهدة فريق من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عش حبارى لأول مرة منذ عملية الإطلاق في الأردن. طرح الصندوق دراسة بين الصقّارين كشفت عن وعي 88% منهم بشأن وضع الحبارى واهتمامهم بالمحافظة عليه. بعد عقد من الإنجازات، يعيد الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى صياغة استراتيجيته، مرتكزاً على الاستدامة. الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى تأسس الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في عام 2006، وأعيد تنظيمه بالقانون رقم (7) لسنة 2014م الصادر من صاحب السمو رئيس الدولة، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي. يهدف الصندوق إلى زيادة أعداد الحبارى البرية من خلال إكثارها في الأسر وإطلاقها في مواطن الانتشار، وإدارة مجموعاتها البرية من أجل حمايتها وضمان بقائها بأعداد وفيرة، والمحافظة على تنوعها وأصولها الوراثية، وتطوير آلية للتعاون الدولي مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالمحافظة على الحبارى والتراث المستدام للصيد بالصقور.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©