الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نتائج «وزاري أبيك» لا ترقى لطموح الصين

30 مايو 2014 23:52
كونيهيكو ياسو/ كوسوكي تاكيزاوا الصين لم ينجح البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا – الباسيفيك (أبيك)، الذي عقد يومي 17 و18 مايو بمدينة «تشينجداو» الساحلية في شرق الصين، في تحقيق توقعات الصين حيث لم يتم تحديد السنة المستهدفة لإنشاء منطقة تجارة حرة واسعة النطاق. وقد اختتم وزراء التجارة بدول مجموعة «الأبيك» اجتماعهم الذي استمر يومين حيث توصلوا إلى اتفاق لوضع خارطة طريق لإقامة منطقة التجارة الحرة لآسيا-الباسيفيك. وعقد اجتماع منتدى «أبيك» برئاسة الصين التي أخذت بذمام المبادرة لتحقيق هدف يتمثل في إنشاء منطقة التجارة الحرة، ولكن الدول الأعضاء الأخرى لم تكن على نفس القدر من الاهتمام بهذه القضية. أما الصين، التي بذلت مجهوداً كبيراً لإدراك هذا الهدف، فتشعر بحالة من الإحباط حول مقدار التقدم الذي تم إحرازه في مفاوضات اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي تضم 12 دولة. وذكر وزير التجارة الصيني «قاو هو تشنج» في بداية الاجتماع الذي ضم وزراء تجارة من 21 دولة من أعضاء منتدى «أبيك»، إنه رغم أن التعافي الاقتصادي العالمي يستجمع قواه، فما زال هناك العديد من الشكوك وعدم الاستقرار. وأضاف أن أعضاء «أبيك» بحاجة إلى دعم منظومة التجارة متعددة الأطراف بحزم وتسريع عملية التكامل الاقتصادي في المنطقة عن طريق إقامة منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك. وأشار «قاو» خلال مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع قائلاً: «لقد توصلنا إلى اتفاق لوضع أساس لتعزيز منطقة التجارة الحرة لآسيا– الباسيفيك». كما وافق وزراء التجارة المجتمعون على اختتام المفاوضات بشأن توسيع نطاق المنتجات الرقمية (المنتجات التي يتم الحصول عليها عبر الإنترنت مثل الكتب الإلكترونية) التي ستشملها اتفاقية تكنولوجيا المعلومات في موعد مبكر. وتتطلب اتفاقية تكنولوجيا المعلومات (أي تي إيه) مشاركة الدول لإلغاء التعريفة الجمركية على منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يشملها الاتفاق. ومن ناحية أخرى دعت الصين إلى تحديد العام المستهدف لإنشاء منطقة التجارة الحرة في 2025. غير أنها فشلت في أن يتضمن البيان الختامي للاجتماعات هذا التاريخ نظراً لأن العديد من الدول الأخرى عارضت الفكرة التي يتم طرحها بينما توشك اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ (تي بي بي) - التي ستكون بمثابة الأساس لمنطقة التجارة الحرة - على الاقتراب من مراحلها النهائية. وأشارت بلدان عديدة إلى أهمية التركيز بشكل أكبر على المفاوضات الحالية. أما الصين، وهي ليست جزءا من اتفاقية الشراكة عبر الهادي، فلديها الرغبة في تقديم موعد المفاوضات الخاصة بالشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في شرق آسيا. ومع ذلك، فإن الدول المشاركة في اتفاقية منطقة التجارة الحرة لآسيا ومنطقة المحيط الهادي، مثل كوريا الجنوبية والفلبين قد أعربت عن اهتمامها باتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي أكثر من اهتمامها باتفاقية التجارة الحرة، وفي حين أن الصين كانت تأمل في تعزيز وجودها من خلال تحقيق هذه الفكرة، إلا أن السيناريو لم يسلك الطريق الذي كانت تتوقعه. أما الدول الأعضاء باتفاقية الشراكة عبر الهادي مثل اليابان والولايات المتحدة وماليزيا، فهي تؤيد منطقة التجارة الحرة لآسيا-الباسيفيك من حيث المبدأ، لكنها لم تبد سوى استجابة فاترة، حيث إن شاغلها الرئيسي هو مفاوضات اتفاقية الشراكة عبر الهادي التي بدأ اجتماعها الوزاري في سنغافورة قبل أيام من انعقاد الاجتماع الوزاري لمنتدى «أبيك». وذكر «محمد مصطفى»، وزير التجارة الدولية والصناعة بماليزيا، لجريدة «يوميوري شيمبون»، وهي أكبر صحيفة يومية يابانية، أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تظهر المزيد من المرونة فيما يتعلق بقضية الشركات المملوكة للدولة. ثم انخرط بعد ذلك في حديث مع ممثل التجارة الأميركي «مايكل فرومان». وفيما يتعلق بمفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادي، فإن ماليزيا تعارض تماما الولايات المتحدة التي كانت تدفع كوالا لامبور لإصلاح نظام المعاملة التفضيلية للشركات المملوكة للدولة. ومن جانبه، قام «فرومان»، الذي يهدف إلى اختتام المحادثات في وقت مبكر، بالاتصال بمفاوضي اتفاقية تي بي بي، ومن بينهم وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة الياباني « توشيميتسو موتيجي»، على هامش اجتماعات «أبيك» للتحضير لاجتماع «الشراكة عبر الهادي». كما عقد «موتيجي » ونظيره الصيني «قاو» اجتماعا في مدينة «تشينجداو» على هامش الاجتماع الوزاري، واتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التي تتعلق بالحفاظ على الطاقة والبيئة. ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يجتمع خلالها أعضاء الحكومة اليابانية والصينية منذ قيام اليابان بتأميم بعض من جزر «سينكاكو» في بحر الصين الشرقي في شهر سبتمبر من عام 2012. وأشار المراقبون إلى أنه ربما كانت الصين تحاول البحث عن سبل للحفاظ على تطوير التبادل الاقتصادي مع اليابان، على الرغم من النقد الموجه لتصرف اليابان فيما يتعلق بجزر «سينكاكو». وقد ركز اجتماع الأبيك، الذي استمر يومين، على التعاون الاقتصادي والفني الإقليمي والتنمية الإبداعية والإصلاح والنمو الاقتصادي وكذلك الترابط وتطوير البنية الأساسية. كما قام الاجتماع الوزاري بالإعداد لاجتماع القادة الاقتصاديين المزمع عقده خلال نوفمبر المقبل في بكين. يذكر أن «أبيك»، التي تأسست في 1989، قد قامت بدور مهم في دفع النمو الاقتصادي العالمي والإقليمي. وتسهم الدول الأعضاء الـ21 في المنتدى بـ57 بالمئة تقريبا من إجمالي الناتج المحلي العالمي و46 بالمئة من التجارة العالمية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©