صنعاء (الاتحاد)
حذّر صحفي يمني عاد من محافظة صعدة (شمال) قال إنه التقى زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، من حرب وشيكة بين الجماعة الإنقلابية وحليفها حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس المخلوع علي صالح الذي يمتلك أيضاً قوات عسكرية مدربة ومتمردة على الحكومة الشرعية في البلاد. واستهجن مسؤولون في المؤتمر الشعبي العام أمس الأربعاء هذا التحذير واعتبروه «تهديداً» من زعيم جماعة الحوثيين لأكبر الأحزاب السياسية في البلاد وشريك الجماعة في الائتلاف الحاكم في صنعاء.
وقال الصحفي محمد عايش، رئيس تحرير صحيفة الأولى المتوقفة عن الصدور منذ عام 2015، إنه ناقش مع عبدالملك الحوثي العلاقة الحالية بين الجماعة المسلحة وحزب المؤتمر الشعبي العام في ظل التوتر المتصاعد بين الطرفين بسبب تردي الأوضاع المعيشية والأمنية في البلد وتصدر قيادات إعلامية مؤتمرية جبهة المعارضة ضد الجماعة التي تحكم صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب البلاد منذ فبراير 2015.
ويحشد حزب «المؤتمر» لتظاهرة ضخمة في صنعاء الخميس المقبل بمناسبة الذكرى السنوية الـ35 لتأسيسه في استعراض نادر للقوة الشعبية يحمل في طياته تحذيراً شديد اللهجة لجماعة الحوثي المتمردة التي قُمعت مراراً العقد الماضي عندما كان صالح رئيساً للبلاد. وأضاف عايش في مقال نشره أمس على حسابه على فيسبوك: «العلاقة بين أنصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام، موضوع الساعة، ولا أخفيكم أنه موضوع مقلق.. الأمور ليست على ما يرام، وإذا لم يُكبّر أحد الطرفين عقله قبل 24 أغسطس فإن طين الحرب والأزمة سيزداد بلةً، وقد نكون على موعد مع تطورات دراماتيكية». ووصف الخلاف الحالي بين الحوثيين وحزب صالح «بالمعقد»، مشيراً إلى أن هذا الخلاف لم يعد «مجرد صراع على السلطة أو منافسة على الجماهير»، بل بات مرتبطاً بمشاريع إقليمية جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن المستمرة منذ عامين وأربعة أشهر.
وقال محمد المسوري القيادي في حزب «المؤتمر» والمحامي الخاص لعلي صالح، إن «الدعوة إلى التعقل والمرونة لا تجتمع مع إطلاق التهديدات»، متسائلاً عن سبب انزعاج الحوثي من إحياء الحزب ذكرى تأسيسه قائلاً :«كيف أصبح إحياء هذه الذكرى نذير شؤم وتهديد بحدوث ما لايحمد عقباه وكيف له أن يجعل مصير التحالف المؤتمري الحوثي مرهونا بإحياء الفعالية؟».
وأكد المسوري استحالة إلغاء الفعالية الاحتفالية التي ستقام في ميدان السبعين جنوب العاصمة صنعاء ومن المتوقع أن يشارك فيها مئات الآلاف «بعد هذه التهديدات» التي قال إنها ستزيد أعداد المحتفلين «أضعافاً مضاعفة». وتساءل المحامي والقيادي المؤتمري عن موقف الحوثيين تجاه بقية الأحزاب السّياسيّة ومنها المؤيدة لحكومة هادي «في حال الاتفاق على شراكة بين الجميع» إذا كان هذا موقفهم ضد حليفهم المؤتمر الشعبي العام الذي يساندهم في حربهم الحالية.
عدد اليوم
