تمكنت شرطة الشارقة بالتعاون مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب من الكشف عن تفاصيل واقعة العثور على طفلين في المنطقة الصناعية الرابعة بالشارقة في مارس الماضي، بعد أن قام مجهولون بوضعهما في صندوقين من الورق “كرتونتين” أمام أحد المساجد بالمنطقة وتركهما في أجواء ماطرة.
وكشفت الشرطة أنها ألقت القبض على امرأتين من الجنسيتين الفلبينية والإندونيسية، وشخص من الجنسية البنغالية، وتمكنت من تحديد هوية شخص رابع (بنغالي الجنسية) وهو خارج الدولة، وتبين من خلال فحوصات الحمض النووي (DNA) أنهم والدا ووالدتا الطفلين وأنهما نتاج علاقة غير مشروعة نشأت في مقر لسكن العزاب بأحد المناطق السكنية بالإمارة.
وأفادت الشرطة في تفاصيل القبض على المتهمين بأنه، منذ العثور على الطفلين في مارس الماضي، تابعت شرطة الشارقة إجراءاتها بهدف تحديد هوية ذوي الطفلين من خلال التعميم على أجهزة الشرطة بالدولة للبحث عنهم، ومن خلال معلومات توفرت للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، في إطار التدقيق على المخالفين، تم التعرف على إحدى الخادمات الهاربات من كفلائهن والتي تقيم بسكن مشترك للعزاب بأحد الإحياء السكنية، وأن كفيلها من الشارقة.
وأضافت أنه وبالتحقيق مع الخادمة الهاربة (من الجنسية الإندونيسية)، تبين أنها أثناء إقامتها بالدولة حملت من أحد الأشخاص، (تبين لاحقاً أنه خارج الدولة)، وقامت بالتخلص من الطفل بوضعه أمام أحد المساجد بالشارقة، وبسؤالها عن الطفل الآخر الذي وجد مع طفلها، اعترفت أنه يعود لإحدى الفتيات من الجنسية الفلبينية وكانت تقيم معها في نفس مقر السكن وأنه كذلك ثمرة علاقة غير شرعية مع رجل من الجنسية البنغالية أيضاً كان يتردد عليها في السكن المشترك.
وذكرت الشرطة أنه وبالقبض على المذكورين اتضح أن والد الطفل الثاني يدعى (م.ك.ح) بنغالي الجنسية ووالدته تدعى (ع.ع.ع) من الجنسية الفلبينية ومن خلال مواجهتهما، اعترفا بالتهم المنسوبة إليهما وبناء على اعترافاتهم فقد تمت إحالتهم جميعاً إلى شرطة الشارقة بهدف استكمال التحقيق معهم والتثبت من صلتهم بالطفلين ومن ثم إحالتهم إلى النيابة العامة بالشارقة. من جانبه أكد العقيد عبد الله مبارك الدخان نائب مدير عام شرطة الشارقة في تصريح خاص لمجلة “الشرطي”، والتي ستصدر تقريراً مفصلاً عن الواقعة الأسبوع المقبل، أن هذه القضية تعكس جانباً مهماً من جوانب الخلل التي أفرزها واقع العمالة الوافدة إلى الدولة والنتائج المترتبة على أوضاع المخالفين والتي تقتضي تضافر الجهود بين كل الجهات المعنية لإيجاد الحلول المناسبة لها.
وأشار إلى المخاطر العديدة والجرائم والمهددات الأمنية التي أصبحت تنتج عن هذه الأوضاع، محذراً من ظاهرة السكن المشترك للعزاب من مختلف الفئات والجنسيات والتي أفضت إلى وقوع العديد من الجرائم ومن بينها جرائم القتل وتزايد النشاط المتعلق بجرائم الاتجار بالبشر والجرائم الأخلاقية وارتفاع عدد المواليد مجهولي الأبوين الذين يلقى بهم على قارعة الطريق وفق الإحصائيات التي تؤكد ذلك خلال الفترة الأخيرة.
ودعا الدخان إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية وبلديات الدولة لتقنين وترشيد السكن ووضع قواعد بيانات تساعد الأجهزة المعنية في تحديد هوية السكان، كما دعا أصحاب العقارات إلى ضرورة التأكد من طبيعة الأشخاص الذين يشغلون مواقع السكن والأعمال التي يزاولونها وظروف استغلال السكن بصورة عامة.
وأشاد نائب مدير عام شرطة الشارقة بالتعاون الوثيق القائم بين أجهزة وزارة الداخلية والإدارات العامة للشرطة بالدولة ودوره في تعزيز الأمن والاستقرار في الدولة، معرباً عن تقديره للجهود التي بذلتها أجهزة الشرطة في الشارقة ودبي والتي توصلت إلى الكشف عن ذوي الطفلين.
وكانت شرطة الشارقة قد عثرت على الطفلين مارس الماضي وتبين أنهما ذكرين، الأول يبلغ من العمر نحو 5 أشهر من العمر والثاني نحو 6 أسابيع بعد أن وضعهما أشخاص مجهولون أمام أحد المساجد بالمنطقة الصناعية الرابعة بالإمارة في شهر مارس الماضي بعد أن وضعوهما داخل صندوقين من الورق “كارتونتين” وهما في حالة نوم.
وكان إمام المسجد أبلغ شرطة الشارقة بالعثور على الطفلين في الساعة الرابعة والنصف فجراً حيث انتقلت إلى المكان دوريات شرطة الأنجاد ووحدة من إسعاف الشرطة وتم نقلهما إلى مستشفى القاسمي بالشارقة لإجراء الفحوصات الطبية وتقديم العناية اللازمة، ومن ثم تم إيداعهما دار الرعاية الاجتماعية بالإمارة والتي تلقت بدورها مئات المكالمات الهاتفية تطلب احتضانهما وقتها.
عدد اليوم
