الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نجاة مكي ترصد التاريخ الجمالي للعملة النقدية

نجاة مكي ترصد التاريخ الجمالي للعملة النقدية
30 مايو 2014 22:12
فاطمة عطفة (أبوظبي) في كتابها «القيم الجمالية والتشكيلية على العملة المعدنية.. دراسة تحليلية»، ترصد الفنانة الدكتورة نجاة مكي التاريخ الجمالي للعملة النقدية في الإمارات. وتقول مكي عن كتابها الصادر بدعم من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي في أبوظبي، ويقع في 330 صفحة من القطع الكبير، هذا الكتاب ليس تاريخاً للنقود في الوطن العربي، لكنها اختارت هذا الموضوع لنيل درجة الدكتوراه في فلسفة الفن، موضحة «أنه محاولة أولى لإعادة اكتشاف ومراجعة تأريخ تصميم العملة في بلادنا، واكتشاف أسس ونظم جديدة تساهم في تجميل الحياة». وترى الفنانة أن «هذه الدراسة تتكامل مع ما نراه الآن في واقعنا العربي، من ازدهار واهتمام بمختلف فنون التصميم، المرتبطة بكافة مناحي الحياة». الكتاب مؤلف من مقدمة وبابين، في كل باب أربعة فصول، إضافة إلى ملحق يشمل المصطلحات الفنية، والمراجع العربية والأجنبية ومواقع الإنترنت، إضافة إلى فهرس الصور والأشكال والفهرس العام. وجاء في المقدمة: «تعد النقود مصدراً مهماً من مصادر معرفة التاريخ والحضارة، فضلاً عن كونها وسيلة التعامل الاقتصادي بين الناس». وتشير إلى «ظهور فكرة التبادل بين الأفراد والجماعات».. وصولاً إلى أن «العملة المعدنية تعد عملاً فنياً»، بعد أن مرت الجماعات البشرية بمرحلة «التفكير في تنظيم المبادلات ووضع معايير لأوزان المعادن». تتحدث المؤلفة عن وظائف النقود، باعتبار «العملة من أهم الإنجازات البشرية، فهي وسيلة للتبادل والقياس، كما تعد مستودعاً للقيمة، بالإضافة إلى استخدامها كوحدة حسابية، إذ يحدد الناس أسعار السلع والخدمات بالنقود»، وتبين أنواع النقود من ورقية ومعدنية واستعمالها في التداول اليومي، أو إصدار بعضها في مناسبات تذكارية، كما تبين عيار النقود: «ويقصد به النسبة بين وزن المعدن الصافي الموجود في قطعة النقود.. ووزنها الكلي». وتستعرض الفنانة في الكتاب لمحات من بدايات سك العملة وتطورها، شكلاً وكتابة وصوراً، بين مختلف الحضارات القديمة من البابلية إلى المصرية والإغريقية والرومانية، مروراً بالبيزنطية والسبئية والساسانية، وصولاً إلى الصينية والهندية، وغيرها. مرجع أكاديمي وتأتي أهمية هذا الكتاب بأنه يشكل مرجعاً أكاديمياً لتاريخ العملة النقدية بين مختلف الحضارات ومسار تطورها من بداياتها حتى اليوم، سواء من حيث الوثائق التاريخية المعروضة بالصور، أو من حيث التصميم الفني وجماله والسبك الصناعي، إضافة إلى نوع المعدن وقيمته، وصولا إلى تحقيق السيادة الوطنية. ويبين الكتاب أن عبد الملك بن مروان هو أول من قام بتعريب الدواوين وتعريب النقود، وبذلك بدأ بتحرير العملة العربية الإسلامية من السيطرة الأجنبية، وخلال سنوات معدودة من التطور استكمل التعريب وأزيلت الصور البيزنطية، واستعيض عنها في سك الدينار والدرهم بكلمات وخطوط ورموز عربية إسلامية. التصميم وتناولت الفنانة موضوع التصميم في العملة المعدنية، وهو كما تقول: «أساس كل عمل فني، ويعتبر لغة من لغات العصر التي يتداولها الجميع عبر مفاهيم عدة، فكرية ومعرفية وبصرية وفنية». ومن أهم عناصر التصميم: الخط، بمفهومه الهندسي والفني، وأشارت مكي إلى وظيفته وأثره على التصميم في العملة، وكيف تضفي حركة الخطوط إيقاعاً زخرفياً يساعد في إبراز الشكل، وتأكيد الأبعاد والظل والنور، مبينة أن الإيقاع «هو تنظيم للفواصل الموجودة بين وحدات العمل الفني»، كما أوضحت أهمية مراعاة المساحة والفراغ والقيمة الملمسية، إضافة إلى القيم التشكيلية والتعبيرية والرموز التي تحملها صور العملة، من دينية ومعمارية، ونباتية، وبحرية وحيوانية. وتشير مكي إلى أن «أقدم المسكوكات التي عثر عليها في الإمارات العربية المتحدة، كانت من منطقة «مليحة» في الشارقة، وهي تتشابه مع عملات «الإسكندر الأكبر» في الكثير من العناصر وأهمها الشخص الجالس على العرش. كما عثر في موقع «الدور» في أم القيوين على مجموعة من العملات الفضية «دراخمة رباعية».. ومعظمها حملت سمات مسكوكات «الإسكندر الأكبر». القيم التشكيلية وتستعرض الفنانة القيم التشكيلية والتعبيرية في نماذج من العملات التذكارية في الوطن العربي، بدأ من الإمارات، وصولاً إلى المغرب، مروراً بمصر والعراق والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. وقد أوضحت ذلك بصور من مختلف تصاميم هذه النقود وأنواعها في تلك البلدان. وأشارت إلى أن هذه النقود «تضرب في المناسبات المهمة، وغالبا ما كان رؤساء الدول الإسلامية في المشرق والمغرب، يضربون دراهم فضية ودنانير ذهبية خارجة عما يتعامل به الناس، وكان يؤمر بسكها في مناسبات معينة، كتخليد حادثة مهمة، أو الانتصار في معركة.. أو تكريم لشاعر، أو عالم». وأضافت أن هذه النقود في وقتنا الحاضر أصبحت «تسك بنفس الأغراض الإنسانية، كاليوبيل الذهبي، أو الفضي، أو لتكريم شخصية إنسانية، أو علمية، أو سياسية، وأحيانا تجسد بعض الشخصيات القيادية التي لها دور في المجتمع». وفي مجال الحديث عن مراحل صناعة النقود تقول: «أول ما يثير الانتباه في العملة، هو ما تحمله من نقوش»، وغالباً ما تمثل هذه النقوش شخصية قيادية، أو رمزاً دينياً، كالمآذن والهلال والنجوم، أو ثروة طبيعية كالنخيل وسنابل القمح. ونتوقف عند العملات في الإمارات، حيث جاء في الكتاب: «لقد تم إصدار المسكوكات المعدنية في دولة الإمارات من قبل مجلس النقد عام 1973، وحمل تصميم هذه العملات مدلولات، ورموزاً في البيئة المحلية ومعالم تراثية وثروة بحرية». ومن صور العملات التذكارية بالدولة صورة المغفور له بإن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العيد الخامس للاتحاد على 500 درهم، وصورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن آل نهيان، حفظه الله، على قطعة نقدية 100 درهم، وروح الاتحاد في اليوم الوطني الأربعين للاتحاد، وهناك نقود تحمل صور دلة القهوة، أو الغزال والصقر، ومنصات استخراج البترول، ومركب شراعي كرمز للصيد والغوص، إضافة إلى بعض المعالم العمرانية في الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©