الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فودافون» تواجه تحديات في الأسواق الأوروبية

«فودافون» تواجه تحديات في الأسواق الأوروبية
30 مايو 2014 21:41
ترجمة: حسونة الطيب حذرت شركة فودافون من تراجع عائداتها خلال السنة المقبلة، نظراً لتكاليف تحسين شبكتها في أوروبا، البالغة 7 مليارات جنيه استرليني، بهدف إنعاش العمليات الأوروبية المتعثرة، التي تسببت في خسائر إضافية، ناجمة عن شطب قيمة عملياتها في أوروبا بنحو 6,6 مليار جنيه إسترليني. وذكرت الشركة البريطانية، أن الفوائد التي يمكن أن تعود من الأموال التي يتم إنفاقها على شبكات الهاتف المحمول والألياف الضوئية، لا يمكن جنيها قبل النصف الثاني من العام المقبل. وأشارت الشركة للمنافسة الحادة في الأسعار، وتراجع إنفاق المستهلك في اثنين من أسواقها الرئيسة في ألمانيا وإسبانيا، ما يؤكد التحدي الاستراتيجي الذي تواجهه ثاني أكبر شركة لتشغيل الهواتف المحمولة من حيث عدد المشتركين في العالم، في الوقت الذي تستعد فيه للخروج من السوق الأميركية، والتركيز على الأسواق القريبة من مقرها الرئيس. وبينما ظلت الشركة تعاني بطء نمو نشاطها في أوروبا لسنوات عدة، أدى حجم الشطب، بجانب تقليص برنامجها الاستثماري لأرباحها في العام المقبل، إلى تراجع قيمة أسهمها. وتلقت الشركة دفعة تمثلت في ارتفاع أرباحها السنوية الكلية جراء أرباح المرة الواحدة، التي نتجت عن بيع حصتها في شركة فيرايزون وايرليس الأميركية. وما يؤكد عمق التحديات التي تواجهها «فودافون»، مجموع عمليات الشطب التي قامت بها منذ سنة 2011 المالية، البالغة ما يقارب 40 مليار جنيه استرليني، أي ما يقارب ما جنته من بيع وايرليس بنحو 48,2 مليار جنيه استرليني. وذكرت الشركة التي تتخذ من مدينة نيوبري مقراً لها، أن هذا الخلل أثر على عملياتها في أسواقها الرئيسة، مثل ألمانيا وإسبانيا، بالإضافة إلى البرتغال وجمهورية الشيك ورومانيا. وذكرت الشركة أن ضعف تدفق السيولة وتقلص إنفاق المستهلك واحتدام منافسة الأسعار، تسببت في إعاقة نشاطها المتعثر في أوروبا التي تمثل نصيب الأسد في عائداتها. وذكر مدير الشركة التنفيذي، فيتاريو كولاو، أن الشركة مستمرة في مواجهة المنافسة والضغوطات الناجمة عن الاقتصاد الجزئي والنظم في أوروبا، على الرغم من بوادر التعافي في كل من ألمانيا وإيطاليا. وقال كولاو :”هناك اتجاه سائد في ألمانيا نحو خفض الأسعار وتقديم حزم رخيصة للعملاء. كما عانت الشركة سوءاً في الصوت والبيانات في أرجاء مختلفة منها، الخلل الذي تم إصلاحه فيما بعد. ومن المتوقع أن تحقق الشركة نتائج أفضل خلال النصف الثاني من العام”. كما بدأت تلوح في الأفق بوادر تعافٍ أيضاً في المملكة المتحدة وإسبانيا، في حين استمرت «فودافون» في تحقيق أرقام قوية في الأسواق الناشئة، مثل تركيا والهند وجنوب أفريقيا. وبعد توافر قدر كبير من السيولة جراء عملية بيع حصتها في فيرايزون وايرليس، البالغة 45%، عمدت الشركة إلى التركيز على إبرام صفقات أصول الهاتف الأرضي الثابت في أوروبا، للتعويض عن عمليات الهاتف المحمول المتعثرة. وقطعت الشركة، خلال الأشهر الستة الماضية، شوطاً في عقد صفقتين للاستحواذ على شركة كيبل دوتشلاند لتشغيل التلفزيون، وعلى أونوسا الإسبانية، مقابل 10 مليارات دولار لكلٍ منهما، بغرض تحسين خدمة التلفزيون المدفوعة القيمة وخدمات الموجة العريضة. وتعمل «فودافون» أيضاً، على عقد صفقات تجارية مع شركات تعمل في مجال الفيديو. كما عقدت أيه تي أند تي الأميركية التي تعد منافساً عنيداً لشركة فودافون، صفقة للاستحواذ على دايركت تي في، المتخصصة في الأقمار الاصطناعية للتلفزيون، مقابل 49 مليار دولار. ونوّه كولاو إلى تقلص السيولة في «فودافون» خلال مرحلة الاستثمار، في حين تلتزم الشركة نمواً سنوياً في عائدات الأسهم خلال العامين المقبلين، مع توقع تراجع أرباحها خلال السنة المقبلة. كما حذّر كولاو، من احتمال المزيد من ضغوطات الأسعار، في ظل مخاطر حرب الأسعار الجديدة في إيطاليا، وعدم اليقين فيما يتعلّق بالخطط المستقبلية في مجال الهاتف المحمول في شركات الهاتف الثابت التقليدية، مثل بي تي وليبرتي. وترى الشركة أن الوقت قد حان لإنعاش نشاطها في المملكة المتحدة، على الرغم من أنها ما زالت لم تقرر بعد ما إذا كانت ستضيف خدمات جديدة للتلفزيون والموجة العريضة، كما فعلت في دول أخرى حول العالم. وتنوي «فودافون» عدم دفع ضريبة الشركات مرة أخرى هذه السنة في بريطانيا. وحذّرت مؤسسة موديز، من إمكانية خفض تصنيف «فودافون» خلال الاثني عشر شهراً المقبلة إذا لم تعزز موقفها المالي، وأعلنت الشركة عن أرباح ناهزت 60 مليار جنيه إسترليني للسنة المالية الماضية، إلا أنها ليست حقيقية بالوضع في الاعتبار، الأموال التي أضافتها الشركة لخزينتها، نتيجة بيع حصتها في فيرايزون مقابل ما يساوي 130 مليار دولار، وتأجيل أصول ضريبية بنحو 19 مليار جنيه إسترليني. وفي ظل النتائج السيئة في إيطاليا، تراجعت عائدات الخدمات في أوروبا بأكثر من 9%، بيد أن ذلك تم تعويضه نسبياً بنمو قدره 6.1% في الأسواق الناشئة التي تشكل ثلث عائداتها، مثل الهند وتركيا. كما تراجعت هذه العائدات للمجموعة عموماً بنسبة قدرها 4.3%، نظراً لاستمرار الأداء السيئ في أوروبا، بينما تراجعت عائدات السنة ككل بنحو 1.9% إلى 43.6 مليار جنيه إسترليني. وبلغت أرباح المجموعة قبل الضريبة والفوائد والإهلاك، نحو 12.8 مليار جنيه، بتراجع قدره 1.3%. ويخوِّل برنامج الشركة للاستثمار الذي أطلقت عليه اسم “مشروع الربيع”، إنفاق نحو 19 مليار جنيه إسترليني حول مختلف مواقعها في العالم على مدى العامين المقبلين، يذهب أكثر من نصفها إلى أوروبا. والهدف من وراء هذا البرنامج هو، تقديم أفضل خدمات الهاتف المحمول في الأسواق الرئيسة، بجانب خدمات الخطوط الثابتة والموجة العريضة والفيديو. وتعد الاستثمارات المكثفة، استراتيجية طبيعية لشركة كان بحوزتها نحو 6 مليار جنيه إسترليني من تدفقات السيولة النقدية التشغيلية خلال العام الماضي. ولاحت في أفق الشركة بعض بوادر التحسن خلال آخر ربع، حيث خفت وتيرة تراجع العائدات على سبيل المثال، في كل من ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا. وبما أن «فودافون» تنتهج استراتيجية المدى الطويل، فإن نموها مرهون باستقرار تعافي الاقتصاد الأوروبي. نقلاً عن: وول ستريت وفاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©