الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رباطة جأش

19 مايو 2011 20:20
من قصص العرب ما لا يصدق من الأخبار، ولكنها حقيقة العرب التي تثلج الفؤاد وتدعو للفخر بأولئك الذين كانت لهم صولات وجولات، في المواقف الأخلاقية، وفنون القول البديعة، من شعر ونثر، ولا ضير في العودة إلى ذلك التاريخ العربي المشرق، ربما تعويضاً عن واقع ليس كما الأمس، أو استنهاضاً للهمم ودفعاً لليأس الذي أصابنا وخيّم على أفئدتنا ودفع بنا في مهاوي الإحباط. حُكِيَ عن الربيع مولى الخليفة المنصور أنه قال: ما رأيت رجلاً أربط جأشاً، وأثبت جناناً من رجل سعى به إلى المنصور، أن عنده ودائع وأموالاً لبني أمية، فأمرني بإحضاره، فأحضرته إليه، فقال له المنصور: قد رفع إلينا خبر الودائع، والأموال التي عندك لبني أمية، فأخرج لنا منها، وأحضرها، ولا تكتم منها شيئاً، فقال: يا أمير المؤمنين وأنت وارث بني أمية؟ قال: لا، قال: فوصى لكم في أموالهم ورباعهم؟ قال: لا، قال فما مسألتك عمّا في يدي من ذلك؟ قال: فأطرق المنصور، وتفكّر ساعة، ثم رفع رأسه وقال: إن بني أمية ظلموا المسلمين فيها، وأنا وكيل المسلمين في حقوقهم، وأريد أن آخذ ما ظلموا المسلمين فيه، فأجعله في بيت أموالهم. فقال: يا أمير المؤمنين، فيحتاج إلى إقامة بيّنة عادلة أن ما في يدي لبني أمية مما خانوه وظلموه، فإن بني أمية قد كانت لهم أموال غير أموال المسلمين. قال: فأطرق المنصور ساعة، ثم رفع رأسه وقال: يا ربيع، ما أرى الشيخ إلا قد صدق، وما يجب عليه شيء، وما يسعنا إلا أن نعفو عما قيل عنه، ثم قال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين أن تجمع بيني وبين مَن سعى بي إليك، فوالله الذي لا إله إلا هو ما في يدي لبني أمية مال ولا وديعة، ولكنني لما مثلت بين يديك وسألتني عما سألتني عنه قابلت بين هذا القول الذي ذكرته الآن، وبين ذلك القول الذي ذكرته أولاً، فرأيت ذلك أقرب إلى الخلاص والنجاة. فقال: يا ربيع اجمع بينه وبين مَن سعى به، فجمعت بينهما، فلما رآه قال: هذا غلامي اختلس لي ثلاثة آلاف دينار من مالي، وأبقَ مني، وخاف من طلبي له، فسعى بي عند أمير المؤمنين، قال: فشدد المنصور على الغلام وخوّفه، فأقر بأنه غلامه، وأنه أخذ المال الذي ذكره وسعى به كذباً عليه، وخوفاً من أن يقع في يده، فقال له المنصور سألتك أيها الشيخ أن تعفو عنه، فقال: قد عفوت عنه، وأعتقته ووهبته الثلاثة آلاف التي أخذها وثلاثة آلاف أخرى أدفعها إليه. فقال له المنصور: ما على ما فعلت من مزيد؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين إن هذا كله لقليل في مقابلة كلامك لي وعفوك عني، ثم انصرف. قال الربيع: فكان المنصور يتعجب منه، وكلما ذكره يقول: ما رأيت مثل هذا الشيخ يا ربيع. أحمد مطر: فكرتُ بأن أكتب شعراً لا يهدرُ وقت الرقباء لا تخشى من أن تنشره كل وكالات الأنباء ويكون بلا أدنى خوف في حوزة كل القراء هيأتُ لذلك أقلامي ووضعتُ الأوراق أمامي وحشدتُ جميع الآراء ثم.. بكل رباطة جأش أودعت الصفحة إمضائي وتركت الصفحة بيضاء! راجعت النص بإمعان فبدت لي عدة أخطاء قمت بحكّ بياض الصفحة.. واستغنيت عن الإمضاء! إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©