الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موت فنان!!

16 أغسطس 2017 23:38
سقط الفنان طلال مداح على مسرح المفتاحة أسرعوا به إلى المستشفى لكن القدر كان أسرع فانتقل إلى رحمة ربه وخيم الحزن على محبيه وعشاق فنه النقي... طلال مداح إنسان عفوي وبسيط جداً عاش طوال حياته يقدم فناً راقياً استطاع بلثغته الأخاذة وجمال صوته وعذوبة ألحانه أن يسكن قلوب الجميع. عام 2000 شهد وفاة هذا النجم الكبير في ذاك العام ظهر في حياتنا من نصب نفسه ناطقاً باسم الله ليعلن عن مصير هذا الإنسان البسيط واتخذوا من المنابر منصات لنشر ظلمهم وبهتانهم ضد هذه القامة الفنية، لا ننكر أن هذا الطغيان جابهته حملة مضادة، لكنها لم تستطع أن توصل لكل الناس كذب وافتراء ما يقولون عن طلال بحكم افتقادها لمنصات إعلامية قريبة من كل الناس لتنبيههم بأن ما يردده هؤلاء مجرد افتراء لا علاقة له بالحقيقة. في عام 2017، انتقل الفنان الكبير عبد الحسين عبد رضا إلى جوار ربه، الرجل الذي أفنى حياته لتقديم كل جميل من أجل أسعاد الناس ومناقشة مشاكلهم وهمومهم وعرضها عبر المسرح أو التلفزيون وبأسلوبه الفريد دخل قلوب الناس. وما أن انتشر نبأ موته حتى عاد الصوت النشاز إلى الظهور مرة أخرى، فأعلنوا وقفتهم ضد الترحم على هذا الإنسان الجميل. كارهو الحب والجمال جعلوا من أنفسهم أوصياء على البشر، فباتوا يصنفوا أهل الجنة وأهل النار، وفقاً لأهوائهم مقياسهم في ذلك الطائفية المقيتة. من هنا حدثت المفارقة العجيبة غير المتوقعة بعد سبعة عشر عاماً من الحادثة الأولى، وهي وفاة الفنان طلال مداح أن كلامهم وإفكهم أخذ مساحة كبيرة من الانتشار لسيطرتهم على المنابر ونسبة أعلى من التصديق لقلة الوعي لدى الناس بينما الحادثة الثانية، وهي وفاة الفنان عبدالحسين حدث العكس بعدما تصدى الناس لكذبهم ووقفوا لهم بالمرصاد بسبب تعدد النوافذ الإعلامية لكل شخص ولعلنا شهدنا قوة تلك الحملة المضادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالذات «تويتر» وما نتج عنها من تراجع من قبل هؤلاء المخدوعين في أنفسهم عندما تجاوزت الردود رفض أفكارهم وكلامهم إلى الطلب من المسؤولين ضرورة محاسبتهم، ووضع قانون يجرم فعلهم ونشرهم للكراهية هذا السيل الجارف من الرفض القاطع لأفكار هؤلاء الشرذمة من البشر أعطانا انطباعاً بأن مقدار الوعي في الناس ارتفع، وأن الانفكاك من قيود الوهم والتبعية قد انتهى بلا رجعة!!! حسن موسى عسيري - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©