الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخطوطات نادرة في المغرب تغطي مختلف فروع العلم

مخطوطات نادرة في المغرب تغطي مختلف فروع العلم
19 مايو 2011 20:07
توجد في المغرب مكتبات تحتوي عددا من المخطوطات والكتب النادرة كخزانة "جامع القرويين" بفاس التي تعد أضخم خزانة للمخطوطات بالمغرب تحتوي على أهم وأعرق المخطوطات، من مختلف فنون العلم والمعرفة كعلوم القرآن والحديث والنحو والسيرة واللغة والحساب والأدب وعلم الفلك والطب والهندسة وغيرها، إضافة الى مخطوطات أخرى نادرة تمتلكها العائلات بعضها تم حفظه بطريقة بدائية مما يجعلها عرضة للتلف والضياع. ورغم المبادرات التي قامت بها المؤسسات الرسمية لجمع وتصنيف وترميم المخطوطات والسهر على بعث الحياة بها لا يزال خطر الاندثار يتهدد هذه الكنوز المعرفية بسبب الإهمال واستئثار بعض العائلات بها، مما دفع المتهمين بالمخطوطات الى مضاعفة جهودهم وأبحاثهم كي تظل هذه المخطوطات إرثا يؤرخ للهوية والثقافة والحضارة المغربية، ومنع اندثار هذه المدخرات المغمورة والمبثوثة في كثير من زوايا البيوت. مخطوطات ثمينة وتشكل المخطوطات المغربية مصدرا أساسيا من مصادر الهوية الثقافية والحضارة المغربية، ومرجعا ثريا من مرجعياتهما من خلال ماتقترحه من معارف ونصوص استثنائية في مختلف فروع العلم، وقد ساهمت المخطوطات المغربية في إغناء مكتبات العالم بذخائر متعددة المضامين والأشكال، وبقدر ما ساهمت في انتقال المعرفة قبل أن يكتشف الإنسان الوسائل التقنية القادرة على تحقيق ذلك ساهمت ايضا في تلاحق الثقافات والحضارات وتمازجها، لاسيما أن تاريخ المغرب تميز بظهور دول وحضارات متعاقبة، مما جعل المخطوط المغربي يتميز عن غير من المخطوطات باحتفاظه بقيمة كبيرة كما انه اغتنى بالمخطوطات الأندلسية والمشرقية. ويعتبر أحمد شوقي بنبين مدير المكتبة الملكية أن المغرب يعد أول بلد عربي إفريقي يقوم بالحفاظ على المخطوطات النادرة والثمينة التي يعود بعضها إلى العصور الأولى في الإسلام، ويقول إن المخطوطات الأولى التي صيغت بالمغرب تتعلق أساسا بالعلوم القرآنية والسنة النبوية ووضع القواميس وقواعد اللغة، وفي القرن الثاني عشر الميلادي صيغت كتب الفلسفة والطب والصوفية ونقد المؤلفات اليونانية، مؤكداً أن جميع المخطوطات التي تم حفظها بمختلف المكتبات بالمغرب ومن بينها المكتبة الملكية والمكتبة الوطنية ومكتبات الجامعات العتيقة وفي الزوايا خطت في العصر الوسيط حينما كان لتعليم العلوم تأثير كبير ومؤكد في تكوين وتشكيل المكتبات في هذه العصور. ويشير بنبين الى أن المغرب يحتفظ بنسخ من القرآن الكريم بالخط الكوفي الذي يعود الى العصور الأولى من فجر الاسلام، ونسخ أخرى من القرآن الكريم مكتوبة على جلد غزال يعود تاريخها إلى أواخر القرن الأول أو بداية القرن الثاني الهجري، ويعتبر أن ارتباط المغرب بالثقافة الشرقية تجسد في حفظ المغرب لمخطوطات تنسب لعلماء مشرقيين كبار من بينهم ابن اسحاق والمعري والجاهز، مؤكدا أن أول سيرة لرسول الإسلام المنسوبة لابن اسحاق (151 هجرية) اختفت منذ قرون ولم تعرف إلا من خلال المختصر الذي خصصه لها ابن هشام والذي اكتشف بمكتبة القرويين بفاس عام 1936. ويضيف أنه بالإضافة إلى المؤلفات العربية فإن المكتبات المغربية تحتفظ بمخطوطات يونانية ولاتينية مترجمة إلى اللغة العربية، وكذا مخطوطات لمؤلفين من إفريقيا الغربية بين بينها ثلاثون بحثا للعالم المالي أحمد بابا من تومبوكتو ونسخ من "رسالة ابن زياد القيرواني" و"صحيح البخاري" و"الشفاء". وعن نوع الخط الذي كتبت به النصوص القديمة، يؤكد بنبين، أن أصل الخط الذي كان معتمدا في المغرب وخطت به مخطوطات القرون الوسطى يعود للخط الكوفي وأطلق عليه اسم الخط الأندلسي في إسبانيا الإسلامية والخط المغاربي في المغرب والخط الافريقي أو السوداني أو السوقي في افريقيا الغربية. جهود للمحافظة عليها وتحاول الجامعات والمؤسسات الثقافية في المغرب حماية المخطوطات والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال معالجة وترميم وتصوير المخطوط مما يساعد على حماية هذا التراث والاستفادة منه بشكل أفضل، كما تقوم وزارة الثقافة من حين الى آخر بعمليات شاملة لمعالجة وترميم المخطوطات النادرة لاسيما تلك التي ما زالت أسير المكتبات العائلية. ورغم الضياع الذي لحق بالمخطوطات جراء النهب والحرائق والإهمال فان عمليات الترميم أنقذت الكثير من النفائس العلمية والمعرفية والمخطوطات التراثية، مما يؤكد أهمية مواصلة الجهود للحفظ على المخطوطات وصيانتها، لاسيما المخطوطات الخاصة التي تمتلكها العائلات حيث يقوم الباحثون بجهود حثيثة لتحسيس مالكي المخطوطات بأهميتها وتدريبهم على حمايتها وفقا للمعايير الحديثة، وتدريب العاملين في المكتبات لزيادة كفاءتهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم في مجال حفظ المخطوطات. ويطمح الباحثون عن تساعد جهودهم وابحاثهم على الحفاظ على المخطوطات الأصلية، وتوفير صور ونسخ منها لتكون بين أيدي الباحثين، واستخدام تكنولوجيا المعلومات في حفظ المخطوطات ورقمنتها، اضافة الى ذلك تدريس علم تحقيق المخطوطات في المناهج لتمكين الطلبة من التعامل مع النصوص التراثية على أسس علمية. وقد قامت وزارة الثقافة بدعم جهود الباحثين لمعالجة المخطوطات وتنظيفها من الحشرات والفطريات والغبار وتصويرها على شرائط ميكروفيلم من أجل الحفاظ عليها من الأضرار التي تنجم عن الاستعمال المباشر لها وكذلك تسهيل اطلاع الباحثين عليها بواسطة مقرئات الميكروفيلم، اضافة الى توفير قاعات خاصة لحفظها تستجيب للمعايير الدولية في مجال حفظ المخطوطات.
المصدر: المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©