الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحاكي حياة الأجداد وتستقطب الأحفاد قرية سويحان التراثية·· ميدان تألق الإبل

تحاكي حياة الأجداد وتستقطب الأحفاد قرية سويحان التراثية·· ميدان تألق الإبل
21 نوفمبر 2008 02:07
سويحان - تُعد الاحتفاليات والمهرجانات التراثية المختلفة من أهم مظاهر تأصيل الهوية والتمسك بإرث الأجداد الذي ينبغي التعلق بأهدابه وجعله أساساً لأي حركة تقدم وتطوير في المجتمعات، ومن ثم تبذل المجهودات المختلفة لنشر التراث وعرضه بشكل طبيعي على أرض الواقع من خلال عروض تراثية حية تساعد النشء على اكتشاف مفردات التراث والتعاطي معه، وضمن هذه المجهودات كانت القرية التراثية التي أقيمت في سويحان خصيصاً لتشجيع وجذب الجمهور للمشاركة في فعاليات سباق الإبل التراثي السنوي الذي يقام هناك· التقينا علي عبد الله الرميثي مدير نادي تراث الإمارات والمسؤول عن إنشاء القرية الذي أكد على أهمية ودور الفعاليات التراثية في غرس الانتماء لدى الناشئة وزيادة تمسكهم بهويتهم الوطنية، وسباقات الهجن هذه ليست إلا واحدة من مجهودات عديدة تبذل من قبل النادي في سبيل تأصيل الهوية الوطنية وإحياء كل ما يتعلق بتراث الأجداد، وفي هذا الإطار تم انشاء قرية تراثية في سويحان خصيصاً لهذا الحدث الضخم لتشجيع وجذب أعداد أكبر من الجمهور لمتابعة هذا المهرجان التراثي الأصيل وفي ذات الوقت التعريف بتراث دولة الإمارات من خلال المنشآت التي أقيمت في هذه القرية وتحاكي حياة البدوي القديمة ومنها: بيت (الحظيرة) وهو المكان الذي كان يتم فيه استقبال الضيوف، وبيت (الشَعر) وهو بمثابة مجلس خاص بكبار الضيوف، وكذلك بيت (البحر) الذي يعطي الطابع البحري والحياة التي كان يعيشها النواخذة، وبيت (الواحة) ويمثل الحياة التي كان يعيشها أهل الواحات، بالإضافة للبيت (الجنوبي) وهو المجلس الذي كانت تجلس النساء فيه قديماً·· بخلاف الألعاب الشعبية مثل فرق العيالة، الحربية، الصقارة، ومواكب الخيول· وكل هذه الأنشطة تعطي صورة للأجيال الجديدة وللضيوف كيف كان يعيش الأجداد وكيف كانت حياتهم، ومن ثم يصبح هناك تواصل بين ماضينا وما نتطلع لتحقيقه والوصول إليه· ومن جهود إحياء التراث أيضاً أقيم في ميدان الهجن بمدينة سويحان التي تبعد عن أبوظبي حوالي مائة كيلو متر (سباق الإبل التراثي) في تظاهرة تراثية جميلة أسعدت جميع المهتمين برياضة الهجن من متسابقين وملاك ومربي ومتابعي رياضة الهجن· وعلى هامش هذه الاحتفالية التراثية التقينا بعضاً من المشاركين والفائزين في هذا السباق، حيث حدثونا عن علاقتهم بالإبل وكيفية تربيتها وأعدادها للدخول في مثل هذه المسابقات· في البداية تحدث الوالد محمد بن خليفة الغفلي فقال إن تربية الإبل من صميم تراثنا ومنذ نعومة أظفارنا نشأنا في مجال تربية الإبل ورعايتها وتضميرها (أي إعدادها للدخول في السباقات) وعملت على غرس هذا الحب في أبنائي وأحفادي الذين يشاركون في غالبية سباقات الهجن، ودائماً نحصد العديد من المراكز الأولي وبالفعل حصلنا على 15 جائزة عبارة عن 15 سيفاً ذهبياً بالإضافة إلى 3 سيارات نتيجة الفوز في سباقات مختلفة، وذكر الغفلي أنه يعتز كثيراً بالبعير (شاهين) لأنه كان سبباً في الحصول على عديد من تلك الجوائز ومنها حصوله على المركز الأول في سباق الإبل في سويحان هذا العام· أما ابنه سالم بن خليفة الغفلي فيشير إلى شعوره بالمتعة من خلال اشتراكه في هذه المسابقات التي تلقى دعماً كبيراً من جانب المسؤولين في الدولة، من خلال توفير ميادين للسباق، وكذلك الجوائز المادية والعينية التي يحصل عليها المتسابقون، فضلاً عن الهدف الأسمى من وراء ذلك وهو الحفاظ على واحد من أهم مظاهر التراث العربي الأصيل· ويوضح سالم أنه وجميع إخوته يمارسون هذه الرياضة ويتابعونها بشغف واهتمام بوصفها هواية مثيرة وممتعة وفي ذات الوقت تجعلهم يحافظون على لياقتهم البدنية ورشاقتهم لأنها من أهم صفات الأفراد المشاركين في مسابقات الهجن، ويؤكد سالم على أنه لولا دعم الشيوخ المستمر لكل ما يتعلق بالتراث ما رأينا هذا الإقبال على المشاركة في مسابقات الإبل أو غيرها، حتى بالنسبة للأجيال الجديدة التي نشأت في المدن· أما سعيد خليفة الغويص وهو أيضاً واحد من المشاركين في السباق يقول انه كان يركب البعير منذ سن السادسة وهناك علاقة صداقة تربطه بالجمل وهي التي تمكنه من السيطرة عليه، ويوضح سعيد أن الإبل لها طباع مثل البشر تماماً من حيث تعرفها على أصحابها وأصواتهم وكذلك معرفتها بأماكن وجود الماء، وأضاف أنه سبق له الاشتراك في مسابقات عديدة وتمكن من الفوز بسيارة في مهرجان قطر لسباقات الإبل، وهو يتدرب بشكل مستمر للحفاظ على لياقته ولياقة جمله (سلهود) الذي يشارك به في مختلف السباقات· راشد خليفة الغويص يوضح أن ركوب الجمل متعة كبيرة له ويعتبرها لعبة حماسية تعجله ينخرط فيها كثيراً ويرى أن ممارستها أفضل من الجلوس أمام شاشات التلفاز أو إضاعة الوقت على الانترنت بلا طائل، وهو يتدرب على ركوب الإبل باستمرار في نهاية الأسبوع وفي العطلات الرسمية، وهذه التدريبات تجعله أكثر نشاطاً وتركيزاً وتجعله أهلاً للاشتراك في المسابقات المختلفة· أما جمعة المرزوقي فيقول انه من المتابعين لمسابقات الإبل وانه جاء هنا مع أصدقائه لمشاهدة هذا السباق وأن أهم ما استرعى انتباهه هو حسن التنظيم والحفاوة المتناهية في استقبال الضيوف والزوار وتخصيص حافلات خاصة لنقلهم إلى نقطة انطلاق السباق ثم إعادتهم مرة أخرى إلى المنصة لمتابعة حفل تسليم الجوائز للفائزين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©