الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسيرة العودة تجدد أمل اللاجئين في رؤية فلسطين

مسيرة العودة تجدد أمل اللاجئين في رؤية فلسطين
19 مايو 2011 00:29
بدا اللاجئ الفلسطيني أحمد السعدي (21 عاماً) فخوراً برصاصة إسرئيلية اخترقت ركبته اليسرى عندما اجتاز، مع المئات من رفاقه، الحاجز العسكري الإسرائيلي الفاصل بين سوريا وهضبة الجولان السورية المحتلة، وشعر بأنه قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة”. وقال ذلك الرسام المعماري لوكالة “فرنس برس” في مستشفى “أباظة” بمدينة القنيطرة السورية المحررة (68 كيلومتراً جنوب دمشق)، وقد علا محياه الفخار على الرغم من ألمه، إنه كان أول من أصيب بين المشاركين في مسيرة العودة إلى فلسطين بمناسبة ذكرى نكبة احتلالها عام 1948 يوم الأحد الماضي. وأضاف “كنا جميعا عقلاً واحداً عند اتجاهنا (نحو فلسطين) وهتفنا: إلى القدس رايحين شهداء بالملايين، وسلحونا وعلى القدس ابعثونا”. وذكر أن صديقه رفع العلم الفلسطيني على الحاجز مكان العلم الاسرائيلي قبل أن يركض وتصيبه نيران الجنود الإسرائيليين القناصة الذين أطلقوا الرصاص على المسيرة، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وجرح 209 آخرين. وقال الطالب عبد الهادي حسين (18 عاماً) المصاب بجروح في ساقه اليمنى بالمستشفى ذاته “إن هذا التحرك لم يكن تحت راية أي حزب سياسي، بل انتظم بشكل طوعي بين الفلسطينيين”، وأوضح “لقد نزلنا إلى الوادي، رغم خطورة ذلك. كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بالحماس والقدرة على القيام بشيء، لقد اجتزت الحاجز كي اتابع المسير نحو فلسطين، كنت أنوي الاستشهاد”، وتابع قائلاً “إن الفلسطينين في سوريا لم يكتفوا بالسكوت، بل عبرنا عن تضامننا مهما بلغ عدد الجرحى أو الشهداء. لقد ندم من لم يخرج للمسير معنا، انهم يحسدونني”. وصرح أحمد فوزي مخلوف (17 عاماً) من على سريره في الجانب الآخر من الغرفة بأنه حقق “انجازاً” عندما رمى جندياً اسرائيليا بحجر وأصاب أنفه، وقال “ضحكت مع أصدقائي وهربت ولكن سروالي علق بالسلك الشائك، فأُصبت بطلق ناري وجُرِحت ساقي اليمنى”، وقاطعه أخوه ولاء، قائلاً إنه تمكن من التقاط صورة له قبل أن يرميه الجندي بالرصاص. وأضاف أحمد “تمنيت لو دخلت ولم أخرج. لقد كسرنا شوكتهم”. وعلَّق ولاء بالقول “انه شيء جميل يدعو إلى الفخر، لقد استطاعوا اختراق الحاجز”. وبجانب أحمد، وقفت آمنة الجاسمي (60 سنة) مرتدية ثوب المنطقة التقليدي وهي تشع بهجة، وقالت “لقد فرحت بهم وزرتهم على الرغم من عدم معرفتي بهم، إني اشعر وكأنهم ابنائي الحقيقيون”. وأضافت “لقد أعادوا لنا الأمل في الانتصار”. ووقفت رحاب في غرفة العناية المركزة بجانب ابنها الجريح أحمد حرباوي المصاب بطلق ناري وحالة اختلاطات صدرية نتيجة لاستنشاقه الغاز المسيل للدموع، وقالت “رغم فرحي بإنجاز ابني، لكن قلبي ينفطر حزناً عليه عندما أراه مستلقياً هكذا مصاباً”. أما خارج المستشفى، فالاجواء مختلفة، حيث بدت هناك مفارقة بين هدوء المناظر الطبيعية للوديان والجبال واسترخاء الرعيان مع قطعانهم، وتوتر أهالي مدينة حضر المتاخمة لبلدة عين التينة، حيث جرت الاحداث. وظهرت مشاعر توتر وريبة بين السكان عند وصول مراسلة “فرانس برس” لتسألهم عن مشاهداتهم يوم الأحد الماضي. ورفض سائق سيارة الأجرة للنقل الجماعي الرد عليها، داعياً الآخرين الى الحذو حذوه. وقال عدد من الأهالي في الساحة العامة انهم لم يشاهدوا المسيرة، لكنهم سمعوا بها”. وعلى بعد أمتار قليلة، وافق صاحب محل تجاري على الإجابة، على مضض، وقال “لقد فوجئنا بهم وحذرناهم من وجود الألغام، لكنهم لم يأبهوا بنا”. وأضاف “نحن نشاركهم قضيتهم وإنْ لم يكونوا جولانيين، فنحن نعيش المعاناة نفسها وأرضنا محتلة أيضاً”. واعترضت مدرعة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية في الجولان “يوندوف” الطريق المؤدي إلى عين التينة، بحجة انفجار لغم في الصباح واغلقت المعبر “ضماناً لسلامة المواطنين”. ومنذ مساء الاثنين الماضي نصب الجيش الاسرائيلي سياجاً أمنياً جديداً وأعمدة حديدية على خط الهدنة في الجولان، كما قام بتمشيط المنطقة التي كانت مليئة بحجارة خلفها اشتباك اللاجئين مع الجنود الإسرائيليين.
المصدر: القنيطرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©