الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الاقتصادية العالمية تنعش صناعة السوبركومبيوتر

الأزمة الاقتصادية العالمية تنعش صناعة السوبركومبيوتر
21 نوفمبر 2008 01:48
كثيراً ما يصف الخبراء أجهزة السوبركومبيوتر بأنها الديناصورات المنقرضة لصناعة المعلومات، إلا أنها أثبتت مؤخراً قدرة فائقة ومفاجئة على العودة للحياة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية· وعززت الأزمة المالية التي يشهدها العالم الحاجة لاستخدام أجهزة السوبركومبيوتر بعد أن اتضح بأن التنبؤات غير الدقيقة تجاه المشكلات الاقتصادية تعود، في رأي خبراء، إلى ضعف قدرة الحواسيب على تحليل البيانات الهائلة التي تتدفق كل يوم من أسواق المال· وقال مايكل ديل مؤسس شركة ديل وصاحبها في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي بمناسبة الإعلان عن الشراكات الجديدة: ''سوف نشهد قريباً تطوراً متسارعاً في استخدام أجهزة الكومبيوتر المركبة بعد أن اتضح لنا أن صناعتها تنطوي على عوائد كبرى''· ويتألف السوبركومبيوتر من عدد كبير من وحدات المعالجة المركزية التي يمكنها أن تعمل على التوازي لحل مشاكل معقدة، وتعود البداية الأولى لهذه الصناعة إلى منتصف عقد الثمانينات عندما اتضحت الحاجة لأجهزة بالغة السرعة من أجل حل المشاكل الحسابية المعقدة بما فيها تحديد طبيعة التغيرات المناخية في كل نقطة من نقاط الأرض وفي أي وقت، واكتشاف التراكيب الحقيقية للجزيئات الكيميائية والتغيرات الطارئة على قوى الترابط الجزيئي بحسب تغير الظروف الفيزيائية، بالإضافة لوضع نماذج حاسوبية أكثر تطابقاً مع الواقع للظواهر الطبيعية والكونية· وسمحت الابتكارات الجديدة التي شهدتها صناعة الرقائق الحاسوبية بتحقيق تطور سريع وحاسم في صناعة هذه الأجهزة الضخمة ذات الأداء القوي، فيما يشهد الطلب على أجهزة السوبركومبيوتر تزايداً متواصلاً في وقت بدأت فيه صناعة الكمبيوتر الشخصي بالتراجع السريع· وفي عام 2007 ارتفعت مبيعات الأجهزة التي يزيد سعر الواحد منها على 500 ألف دولار بمعدل 16 بالمئة لتبلغ في مجملها على المستوى العالمي 2,6 مليار دولار، وسجلت الأجهزة الأصغر التي يتراوح سعر الواحد منها بين 100 و250 ألف دولار ارتفاعاً أكبر بلغ 26 بالمئة حتى بلغ مجمل مبيعاتها 4,2 مليار دولار· وبدأت بعض الشركات والمؤسسات المتخصصة ببناء أجهزة السوبركومبيوتر بعقد تحالفات خاصة تهدف إلى تقوية مراكزها في الأسواق، ومن ذلك مثلاً التحالف الذي أعلن يوم الثلاثاء الماضي في مختبر ليفرمور الوطني بالولايات المتحدة عن مشروع تعاون ضخم أطلق عليه اسم ''مشروع هايبيريون'' بين عشر شركات ذات خبرة عريضة في هذه الصناعة من بينها ''ديل'' و''إنتل'' و''سيسكو سيستمز''، يهدف لبناء أضخم سوبركومبيوتر يمكنه أن يعمل كمنصّة اختبارية ضخمة لصناعة الحواسيب الخارقة· وسجلت يوم الثلاثاء الماضي أيضاً مفاجأة أخرى تمثلت في إعلان شركة ''نفيدا كوربوريشن'' عن إطلاق أول ''سوبركومبيوتر شخصي'' وحددت سعره بمبلغ 10 آلاف دولار· ومن المنتظر أن يغيّر الجهاز الجديد من الطريقة التي تتم بموجبها معالجة المعلومات من حيث السرعة العالية ودقة الأداء والقدرة الكبيرة على خزن المعلومات· ونظراً للظاهرة المعروفة من أن الأجهزة جميعاً تكون ضخمة عند بداية ابتكارها ثم تزداد صغراً وقوة بمرور الزمن، فإن ''السوبركومبيوتر الشخصي'' الذي طرحته شركة ''نفيدا'' يشبه من حيث الحجم الكومبيوتر الشخصي الذي كان يستخدم في عقد الثمانينات من القرن الماضي· وفيما كانت الحواسيب الخارقة تتألف من مجموعة منصّات حاسوبية ضخمة تعمل على التوازي وتكلف عشرات أو حتى مئات الملايين من الدولارات، فإن السوبركومبيوتر الجديد يعمل بطريقة أخرى ولا تتعدى تكاليف بنائه عُشر تكاليف الحواسيب الخارقة التقليدية، فهو يتركب من عناقيد من حواسيب سطح المكتب العادية المتصلة إلى بعضها البعض ضمن شبكة تفاعلية مبرمجة بطريقة خاصة· وسوف تستفيد صناعة السوبركومبيوتر من الانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعار أنصاف النواقل والتطورات الكبيرة التي شهدتها مؤخراً· عن إنترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©