الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الوارث عسر مكتشف النجوم و «عجوز الفن الحكيم»

عبد الوارث عسر مكتشف النجوم و «عجوز الفن الحكيم»
16 مايو 2012
مرت الذكرى الثلاثون لرحيل الفنان عبدالوراث عسر بلا احتفاء تقريبا، رغم أنه كان واحداً من أهم من أثروا الساحة الفنية سواء على صعيد التمثيل، أو كتابة القصة والسيناريو والحوار، أو تدريب عشرات الفنانين والفنانات على التمثيل، أو تعليمهم فن الإلقاء الذي كان يدرسه في معهد السينما بمصر، أو كتابة مقالات حوارية في جريدة «الشعب» في الستينيات في صورة يوميات كان يناقش فيها مشاكل الشعب عن طريق مواقف تحدث له، كما كتب قصائد زجلية أرّخ من خلالها لأحداث حرب أكتوبر. انعكست شخصيته المتدينة الهادئة على غالبية أدواره التي كانت تقطر حكمة تنطق بها ملامحه التي حصرته منذ شبابه في شخصية الرجل العجوز أو الشيخ المخلص الأمين، لدرجة أن زملاءه كانوا يطلقون عليه «عجوز الفن الحكيم». وامتلك قدرة هائلة على تفهم مشاعر الشخصية التي يؤديها فكان يتشبع بها روحياً، ويدرسها دراسة علمية، ويعبر عنها بعمق وإدراك، وساعدته ثقافته الواسعة في فهم الأجواء التاريخية والاجتماعية التي تتحرك فيها هذه الشخصية أو تلك. كاتب حسابات ولد عبدالوارث محمد علي عسر في 16 سبتمبر عام 1894 في حي الجمالية بالقاهرة لأب كان يعمل محامياً ناجحاً وصديقاً مقرباً من الزعيم سعد زغلول، وعند دخول الإنجليز مصر رفض أن يستمر في المهنة لرفضه التعامل مع سلطات الاحتلال، وتعلم عبدالوارث تجويد القرآن في الكُتاب منذ صغره، وكان شغوفاً أثناء دراسته للبكالوريا «الثانوية العامة» في مدرسة التوفيقية الثانوية بمشاهدة العروض المسرحية، وترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق بسبب وفاة والده، حيث كان يتعين عليه رعاية أملاكهم . وفي عام 1912 انضم إلى جمعية «أنصار التمثيل» مع جورج أبيض، واتجه بعد ذلك إلى فرقة «عزيز عيد وفاطمة رشدي» حيث مدرسة الأداء الطبيعي التي كان يفضلها، ولم يقتصر عمله على التمثيل كمهنة يرتزق منها، حيث عمل ككاتب حسابات بوازرة المالية، وكان لملامح وتجاعيد الزمن التي طالت شبابه أثرها في حصره داخل قالب دور الرجل المسن والأب والجد. 120 فيلماً وسعى مع صديقيه الفنان سليمان نجيب والمخرج محمد كريم إلى النهوض بفن التمثيل والتأليف وتدريب الوجوه الجديدة، وتمكن من تعليم الممثلين فن الإلقاء، حيث كان يدرس بالمعهد العالي للسينما عام 1959 مادة الإلقاء وألف كتاب «فن الإلقاء» الذي يعد من أهم الكتب عن تعليم التمثيل حتى الآن. وشارك بالتمثيل فى 120 فيلماً بدأها عام 1935 بفيلم «دموع الحب» الذي كتب له السيناريو والحوار، وأخرجه محمد كريم وكان ثاني فيلم لمحمد عبدالوهاب الذي كان يعتبره تميمة حظ بالنسبة له، سواء على صعيد التمثيل أو كتابة سيناريو أفلامه، حيث قدم معه «يحيا الحب» و«يوم سعيد» و«ممنوع الحب» و«رصاصة في القلب» و«لست ملاكاً» الذي كان آخر أفلام عبدالوهاب، ثم قدم مع أم كلثوم تمثيلاً وكتابة سيناريو فيلمي «سلامة» و«عايدة» وتوالت أعماله بعد ذلك في أفلام «هارب من السجن» و«النائب العام» عام 1948، و«غزل البنات» مع نجيب الريحاني، و«فاطمة وماريكا وراشيل» مع محمد فوزي ومديحة يسري، و«لك يوم يا ظالم» مع فاتن حمامة التي شارك معها في عدد كبير من الأفلام منها «الاستاذة فاطمة» و«حب في الظلام» و«موعد مع الحياة» و«ارحم دموعي» و«موعد مع السعادة» و«الملاك الظالم» و«دايماً معاك» و«ليلة من عمري» و«صراع في الوادي» و«ولا عزاء للسيدات» الذي كان آخر أفلامه عام 1979، وشارك مع عبد الحليم حافظ في فيلمي «لحن الوفاء» و«الوسادة الخالية». أدوار مهمة كما قدم أدواراً مهمة في أفلام «البيت الكبير» مع تحية كاريوكا وعماد حمدي، و«حكم القوي» و«الأسطى حسن» مع هدى سلطان وفريد شوقي و«من أين لك هذا؟» مع محمد فوزي ومديحة يسري، و«ليلة القدر» مع حسين صدقي وليلى فوزي، و«أربع بنات وضابط» مع أنور وجدي ونعيمة عاكف، و«الغريب» مع يحيي شاهين وماجدة، و«شباب امرأة «مع تحية كاريوكا وشكري سرحان، و«قصة حبي» مع فريد الاطرش، و«قنديل أم هاشم» مع سميرة أحمد وشكري سرحان، و«الأرض» و«العصفور» و«عودة الابن الضال» و«اسكندرية ليه» مع يوسف شاهين، و»شفيقة ومتولي» مع سعاد حسني وأحمد زكي. كما شارك في بطولة عدد من المسرحيات والمسلسلات ومنها «الفلاح» و«الرجل والدخان» و«أحلام الفتى الطائر» و«أبنائى الأعزاء..شكراً» و«السكرتير الفني». اكتشف عماد حمدي وقام بتأليف 14 فيلماً منها «قلب من ذهب» و«توبة» و«أماني العمر» و«الشيخ حسن» و«جنون الحب» و«ناهد» و«ليلة القدر» و«زينب» و«البيت الكبير» و«لست ملاكاً» و«عايدة» و«يوم سعيد» و«دموع الحب»، كما كتب مسرحيات «الموظف» و«النضال» و«البطالـة» و«الحجاج بن يوسف الثقفي». وكان عسر وراء اكتشاف عماد حمدي وضمه إلى جماعة التمثيل التي كان يشرف عليها، كما كان وراء اختيار اسم «شادية» للوجه الجديد وقتها فاطمة كمال شاكر، وكان يطلبه المنتج رمسيس نجيب لتدريب الوجوه الجديدة على التمثيل ومنهن سميرة أحمد ونادية لطفي وآمال فريد وماجدة الخطيب وكان يعطيهن دروساً في منزله من دون مقابل. وحصل على العديد من الجوائز خلال مشواره منها أفضل سيناريو عن فيلم «جنون الحب»، وتكريم من الملك فاروق، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وجائزة الدولة التقديرية ووسام الفنون، كما كرمته الدولة المصرية بصدور طابع بريد بصورته واسمه. سجل القرآن كاملاً بصوته تزوج عبد الوارث عسر من ابنة خالته، وأنجب ابنتين أطلق عليهما اسمي «لوتس» و «هاتور» وهي أسماء فرعونية، ليكسر قاعدة انتشار الأسماء التركية في ذلك الوقت، وعقب وفاة زوجته عام 1979، حزن حزناً شديداً عليها ودخل المستشفى في شبه غيبوبة كاملة، وأمرت الحكومة المصرية بعلاجه على نفقتها، وتوفى في 22 أبريل 1982، بعدما سجل القرآن الكريم كاملاً مجوداً بصوته لصالح إحدى شركات الإنتاج، ولم ير هذا التسجيل النور إلى الآن.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©