الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ثقافة الترشيد .. سبيل الأسرة إلى بر الأمان

ثقافة الترشيد .. سبيل الأسرة إلى بر الأمان
3 أكتوبر 2016 12:13
أشرف جمعة (أبوظبي) تتسم بعض المجتمعات بنزعتها الاستهلاكية والكثير من الأسر تفتقد إلى ثقافة الادخار، وتنظيم معدل الإنفاق طوال الشهر، ما يسبب أزمات مالية تحدث نتيجة عدم وجود خطط مستقبلية للترشيد الذي يتيح الوفاء بالمتطلبات المادية تجاه الأسرة والأبناء، ورغم ذلك فإن بعض أفراد المجتمع يضع ميزانية محددة لعلها تصل بالأسرة إلى بر الأمان في زمن الأزمات المالية التي عادة يخلقها الإسراف والميل إلى النزعة الاستهلاكية تجاوباً مع مجتمع الرفاهية فضلاً عن ضعف الكثير من الأسر أمام إغراءات العروض التسويقية البراقة التي تستنزف الجيوب. خطط مستقبلية من الذين ليست لديهم أي خطط مستقبلية للترشيد أو وضع ميزانية شهرية للأسرة محمود سالم -موظف- الذي يبين أنه بعد أن يقبض راتبه الشهري ينفق دون حساب ويلبي جميع متطلبات أسرته بشكل دائم، لكنه في هذه الأيام بعد أن عاش وطأة الأزمات المالية أدرك أنه كان ينقصه الوعي وثقافة الادخار، لافتاً إلى أنه لم تكن لديه رؤية في الماضي، إذ إنه لو كان من الذين يدخرون للمستقبل ما عانى هذه الأيام! ويوضح أن راتبه أصبح يكفيه بصعوبة، وفي أحيان كثيرة يضطر إلى الاقتراض حتى يستطيع الوفاء بمتطلبات أسرته التي لا تنتهي على حد تعبيره. ميزانية ثابتة وتشير منال الزعابي، إلى أنها أدركت في هذه الأيام تحديداً أهمية أن تكون للأسرة ميزانية ثابتة حتى لا تقع في مأزق مالي قرب نهاية الشهر، وتذكر أنها منذ عدة أشهر أصبحت تشعر بأن معدل الإنفاق زاد عن المستوى الطبيعي، وهو ما جعلها تطلب من زوجها المزيد من المال للوفاء بمتطلبات البيت، وتوضح أنها جربت أن تضع ميزانية شهرية للبيت، بحيث استطاعت أن تقسمها على أربعة أسابيع، فاكتشفت أن معدل الإنفاق أصبح يوازي الميزانية وعندما تحدث بعض الزيادات فإنها تكون بسيطة جداً ولا تؤثر في مواردها المادية، لافتة إلى أنها ستضع خطة مستقبلية للادخار من راتبها وراتب زوجها حتى يكون لديها سند مالي تستطيع الارتكاز عليه عند الحاجة، وترى أن الادخار ثقافة تحتاج إلى من يغرسها في الفرد منذ الصغر. إغراءات التسوق ويورد عاطف الخطيب -موظف- أنه تتزايد الأعباء يوماً بعد آخر على الكثير من الأسر التي يعجز أفرادها عن ضبط ميزانية البيت بسبب كثرة الإنفاق الذي ربما ينفجر كماسورة مياه في منتصف الشهر فيشعر الكثير بالعجز عن الوفاء بالمتطلبات التي لا تنتهي والتي يحتاجها البيت والأولاد فيدق ناقوس الخطر ينذر بأن الراتب قرب على الانتهاء وفي ظل هذا التوتر الذي يصيب بعض الموظفين في نهاية الشهر يحاول كل واحد منهم أن يدبر أموره، ويلفت إلى أنه أصبح يضع ميزانية لضبط الإنفاق حتى لا يقع في فخ الشراء المستمر من دون وعي خصوصاً وأنه يؤمن بأنه من الضروري أن تضبط الأسر معدلات الإنفاق وتدخر للمستقبل في ظل العيش في مجتمع يتسم بالرفاهية الشديدة ويضع أفراد المجتمع أمام إغراءات العروض التسويقية. نزعة استهلاكية ويقول المدير العام للهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى بدول مجلس التعاون الخليجي، نجيب الشامسي: تتسم بعض المجتمعات بالنزعة الاستهلاكية وهو ما يؤثر سلباً في حياة الكثير من أفراد المجتمع الذين يفقدون راتبهم الشهري في أقل من أربعة أسابيع نتيجة لعدم التخطيط الجيد وهو ما يظهر أن الكثير من أفراد المجتمع ليس لديهم الوعي بثقافة الترشيد، وأنهم لا يدركون قيمة الادخار خصوصاً وأن هذا السلوك يحتاج إلى ثقافة خاصة وتدريب عملي حتى تصل شرائح المجتمع إلى بر الأمان حتى وإن كان الدخل الشهري معقولاً إلى حد ما. ويبين أن الادخار يجب أن يكون من أولويات الأسرة، لأنه كما هو معروف أن أفراد المجتمع عندما يدخرون مبلغاً من المال فإنه حتماً سيأتي اليوم الذي يجدون أنفسهم في حاجة إليه ومن ثم يستغلونهم في شيء نافع، ويرى أن معدلات الإنفاق اليومي تلزم الأسر بالوفاء بها وفقاً لمستويات الحاجة والمتطلبات الضرورية والترفيهية أيضاً. لذا فإن بعض أفراد المجتمع يجدون أنفسهم أمام أزمات مالية بسبب النزعة الاستهلاكية التي أنتجتها مجتمعات الرفاهية. ضرورة الادخار يؤكد المدير العام للهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى بدول مجلس التعاون الخليجي، نجيب الشامسي، أنه من الضروري أن يدخر الموظف مثلاً نحو 25% من راتبه للمستقبل فهو بعد مدة من الزمن قد يجد أن هذا الادخار نما بشكل ما فيستغله استغلالاً جيداً، وهو ما يعود عليه بالنفع، وعلى الرغم من أن العديد من أفراد المجتمع ليس لديهم آلية لوضع ميزانية تسير متطلبات الأسرة وفق الدخل الشهري، فإن هناك من يدرك ثقافة الادخار ويفهم جيداً أن الترشيد يسهم في الاستقرار المالي، ويساعد على توزيع الدخل بشكل مناسب. التخطيط الجيد يذكر محمد إسماعيل أنه لم يعرف في حياته كيف يدخر، لأنه كان يعيش في سعة غير أن هذه السعة لم تعد كما كانت نظراً لكثرة الأعباء المالية عليه وعلى أسرته، ويشير إلى أن الراتب لم يعد يكفيه هو وأسرته خصوصاً وأنه يسدد كل شهر بعض المبالغ من جراء قرضين أخذهما من أحد البنوك، وهو ما ضاعف من أزماته المالية، ويورد أنه أصبح في هذه الأيام يفكر في أن يعمل للمستقبل من خلال التخطيط الجيد لموارده، بحيث يستغل هذا الراتب بشكل أفضل مما هو عليه الآن، ويؤكد أنه عندما فكر في النزعة الاستهلاكية التي جرته إلى الإنفاق بشكل مبالغ فيه وجد أنه يستطيع أن يستغني عن الكثير من الحاجات التي يحرص عليها كل شهر فهو أصبح مؤمناً بأهمية الادخار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©