السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس: الفلسطينيون انتصروا على من أرادوا طمس هويتهم

عباس: الفلسطينيون انتصروا على من أرادوا طمس هويتهم
16 مايو 2013 00:09
عبد الرحيم حسين، علاء المشهراوي (رام الله، غزة) - أحيا آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة وقطاع غزة امس الذكرى الـ65 لـ”نكبة فلسطين” التي شهدت نزوح 760 ألف فلسطيني مع إعلان قيام ما يسمى دولة اسرائيل عام 1948، وذلك عبر تظاهرات حاشدة تخللتها اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي أدت الى وقوع عدد من الجرحى. وانطلقت اكبر التظاهرات من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله بالضفة الغربية حيث حمل آلاف الفلسطينيين المتشحين بالسواد، رايات سوداء، ومفتاح العودة الذي يرمز الى حق عودة اللاجئين، ولافتات تحمل أسماء القرى والبلدات الفلسطينية المدمرة، وخارطة فلسطين التاريخية قبل صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيمها في نوفمبر1947، مؤكدين حق عودة اللاجئين. واندلعت أولى الاشتباكات مع قوات الاحتلال بالقرب من سجن عوفر العسكري قرب رام الله حيث أطلقت صافرة الحداد في الساعة 12,00 لمدة 65 ثانية. وأصيب 15 متظاهرا برصاص قوات الاحتلال بحسب مصادر طبية فلسطينية. بينما قالت الناطقة باسم قوات الاحتلال الاسرائيلي إن أربعة جنود أصيبوا جراء إلقاء زجاجة حارقة الى داخل جيب عسكري في قرية خرسا جنوب غرب الخليل. كما تحدثت عن إلقاء حجارة على الجنود في أماكن مختلفة من الضفة حيث تم الرد باستخدام وسائل تفريق اعمال الشغب لاسيما في حاجز قلنديا باتجاه القدس. وتظاهر نحو ألف شخص في نابلس. كما قام نحو 300 فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة بمسيرة من باب العامود باتجاه متحف روكفلر تخللها مواجهات بالحجارة وقنابل الصوت والغاز بحسب شهود عيان قالوا “إن الشرطة استخدمت قنابل الصوت والخيل ولجأت الى الضرب بالهراوات”. وأوضح أمين ابو غزالة مسؤول إسعاف وطوارئ القدس انه تم نقل 12 مصابا جراء الاختناقات بالغاز والضرب بالهراوات الى مستشفيات القدس وعولج ميدانيا نحو 5 فلسطينيين”. بينما قالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري “ان عشرات المتظاهرين رفضوا الانصياع لأوامر قوات الشرطة بالتفرق وقاموا برشق حجارة وزجاجات باتجاه عناصرها الذين اعتقلوا 8 مشتبه بهم بالإخلال بالنظام العام”. وفي غزة، تظاهر آلاف الفلسطينيين بدعوة من اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية. وجاب المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ومفاتيح العودة شوارع غزة وتجمعوا في ختام المسيرة أمام مقر هيئة الأمم المتحدة حيث سلم ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية مذكرة يطالبون فيها بتنفيذ القرارات الدولية وبإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. وعرض كبار السن الذين شاركوا في المسيرة أمام الصحفيين وثائق قديمة تثبت ملكيتهم لمساحات شاسعة من الأراضي، وبيوت داخل قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية التي هجروا منها عام 1948. واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة عشية ذكرى النكبة “ان الفلسطينيين انتصروا على من أرادوا طمس هويتهم وانكروا حقوقهم”، وقال “لا توجد اليوم دولة في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الاميركية تنكر حقنا المشروع في اقامة دولتنا المستقلة على أراضينا التي احتلت عام 1967”، وأضاف “نحن اليوم رقم وحقيقة لا يمكن تجاوزهما، فشعبنا اليوم اكثر تواجدا على الساحة الدولية”. وشدد عباس على التمسك بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في اي اتفاق سلام مع الإسرائيليين، وقال “اننا نتعاطى بكل إيجابية مع اي جهود دولية تفضي الى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي وقع عام 1967..متمسكون بثوابتنا الوطنية المنسجمة مع الشرعية الدولية وهي قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194”. ودعا عباس الذي وصل الى القاهرة في زيارة تستغرق يومين حيث يلتقي الرئيس المصري محمد مرسي اليوم لبحث ملف المصالحة الفلسطينية، الدول العربية والإسلامية الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية (في اشارة الى زيارة عدد من المسؤولين الى قطاع غزة)، وقال “نحرص على تنسيق مواقفنا مع الدول العربية الشقيقة دون استثناء، ملتزمين بعدم التدخل في شؤونها الداخلية آملين عدم تدخلها في شؤوننا الداخلية إلا بما يخدم تحقيق وحدتنا على أساس القرارات والالتزامات الفلسطينية والعربية”، وأضاف “أن ثقتنا كبيرة بأشقائنا فهم لن يقدموا على ما يضعف وحدانية التمثيل الفلسطيني”. وأوضح عباس ان الشعب الفلسطيني استفاد من تجربته وقال “في ذكرى النكبة نستحضر مرارة الماضي ومعاناته لنستفيد من التجربة فلا نسمح بتكرارها أبدا ابدا ولن نراوح بين اليأس والأمل فاليأس ذاهب الى غير رجعة والأمل كبير بهذا الشعب الذي اثبت تمسكه بوطنه فلا فلسطين إلا فلسطين”. وتعهد بعدم الزج باللاجئين الفلسطينيين في اي صراعات، وقال “لن نسمح بزج أبناء شعبنا في أي صراعات داخلية فهذه سياستنا تجاه الوضع في سوريا اليوم وهي كذلك في بقية الدول عربية كانت ام غير عربية”. من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن استمرار نكبة ومأساة الشعب الفلسطيني لمدة 65 عاما، وصمة عار مستمرة على جبين المجتمع الدولي. وذكر أن النكبة تستمر عبر الاحتلال الذي بدأ عام 1967 مع تواصل النشاطات الاستيطانية والإملاءات، خاصة في القدس الشرقية المحتلة وما حولها. وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في كلمة بالمهرجان المركزي في رام الله على تمسك القيادة الفلسطينية بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، داعيا الأمم المتحدة إلى تطبيق قراراتها الخاصة بعودة اللاجئين، مؤكدا انه حق مقدس جماعي وفردي لا يمكن التنازل أو التفريط فيه”، لافتا إلى أن المنظمة لن تقبل العودة إلى المفاوضات قبل الاعتراف بدولة فلسطينية وإطلاق سراح الأسرى”، مشددا على أن الاتفاق على حل نهائي لا يمكن القبول به إلا بحل عادل وشامل لقضية اللاجئين والمتمثل بعودتهم إلى ديارهم. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي خلال كلمته في مهرجان الخليل أن حق العودة مقدس ولن يسقط بالتقادم، ودولة الاحتلال تستهدف كل فلسطيني في مختلف أماكن تواجده لاستمرار معاناته”. وبين أن المخيمات الفلسطينية تعيش في الألم والمعاناة منذ 65 عاما. بينما أكد القيادي في حركة “حماس” خليل الحية أن الفصائل الفلسطينية مجتمعة ستبقى وفية لقضية اللاجئين رغم محاولات إسرائيل لتصفيتها، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه، ودعا إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والتوافق على برنامج سياسي يحفظ حق المقاومة ضد الاحتلال وحق تحرير الأرض والعودة”، وشدد على رفض مشاريع الوطن البديل واستبدال الأراضي، وقال “لا بقاء للاحتلال على أرضنا فهي حقنا المقدس وسنحررها آجلا أم عاجلا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©