الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا اللاتينية···قلقة من سياسة أوباما التجارية

أميركا اللاتينية···قلقة من سياسة أوباما التجارية
20 نوفمبر 2008 03:41
كـ''مواطن عالمي''، يقول منير رودريجيز إنه سُر لفوز باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية؛ ولكنه كمستشار لقطاع الزهور الكولومبي، الذي يعول على الموافقة على اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين، فإن نتيجة الانتخابات تعني حالة من الغموض وعدم اليقين بالنسبة لمستقبل زبائنه، فـ''مع أوباما، مازال كل شيء مجهولاً ووسط حالة من عدم اليقين''· خلال حملته - التي تلقت دعماً كبيراً من النقابات الأميركية - كان أوباما يقول إنه سيعارض اتفاقية التجارة الحرة مع كولومبيا، التي تفاوضت عليها إدارة بوش؛ كما ألمح إلى أنه قد يسعى إلى إعادة التفاوض بشأن ''اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية''، المعروفة اختصاراً باسم ''نافتا''، والتي وقعتها الولايات المتحدة مع كندا والمكسيك في ·1994 ولكن التصريحات التي كان يدلي بها خلال الحملة تثير القلق في أوساط النخب الاقتصادية والحكومات المحافظة في أميركا اللاتينية من ولايات متحدة أكثر انغلاقاً وحمائية في عهد أوباما· غير أن الكثيرين يعبرون عن أملهم اليوم في أن يتبنى أوباما، كرئيس، موقفاً مغايراً عن ذاك الذي عبر عنه أوباما كمرشح· وفي هذا السياق قالت ''كارولينا باركو''، السفيرة الكولومبية في الولايات المتحدة لوسائل إعلام محلية: (لدينا استراتيجية لنيل الموافقة على اتفاقية التجارة الحرة عبر العمل مع الأغلبية ''الديمقراطية'' في الكونجرس والرئيس أوباما)· كان المسؤولون الكولومبيون يأملون أن يتم التصويت لصالح اتفاقية التجارة الحرة خلال جلسة الكونجرس لهذا الأسبوع، ولكن ذلك يبدو الآن مستبعداً· غير أنه إذا كان القلق يسود أوساط المدافعين عن التجارة الحرة في أميركا اللاتينية، فإن المحللين يشيرون إلى أن أوباما ليس ضد الفكرة· ذلك أنه دعم اتفاقية تجارة مع بيرو عندما ألِحقت بنص الاتفاقية بنود تكفل الحماية للعمالة والبيئة، رغم أنه كان غائباً يوم التصويت حول الاتفاقية في أواخر 2007؛ كما قال إنه سيدعم اتفاقية مماثلة مع بنما حينما تنحى رئيس برلمانها المطلوب في الولايات المتحدة بتهمة القتل - في أغسطس· وعلاوة على ذلك، يشير ''مايكل شيفتر''، المحلل من مؤسسة ''الحوار بين الأميركيتين'' ومقرها في واشنطن، إلى أن أقرب مستشاري أوباما يوجدون في المعسكر المؤيد للتجارة الحرة· فعلى سبيل المثال، كان ''رام إيمانويل''، الذي عينه أوباما كبير موظفي البيت الأبيض، لاعباً أساسياً في نيل موافقة الكونجرس على اتفاقية ''نافتا'' في ·1993 غير أن المصدِّرين الكولومبيين يدركون أنه سيكون ثمة مزيد من الشروط التي سيراد إلحاقها باتفاقية التجارة، حيث يقول رودريجيز، مستشار قطاع الزهور: ''من الواضح أن أوباما سيطالب كولومبيا بالمزيد بخصوص حقوق الإنسان''· طالما اعتُبرت كولومبيا واحداً من أخطر الأماكن في العالم التي يمكن للمرء أن يكون فيها نقابياً، حيث قُتل أكثر من 2500 نقابي منذ ،1986 حسب ''المدرسة الوطنية النقابية''، المعروفة اختصارا بـ''إي· إن· إس''، وهو مركز للبحوث يُعنى بحقوق العمالة ويوجد مقره في مادلين، التي تعد ثاني أكبر مدينة كولومبية· كما أن نحو 98 في المئة من هذه القضايا مازالت دون حل، رغم التقدم الأخير في عدد الإدانات· ولكن أعمال القتل مازالت مستمرة، حيث تفيد ''إن· إي· إس'' بأن 41 عضواً نقابيًا قُتلوا حتى الآن، مقارنة مع 39 في عام ·2007 كما تم تسجيل 157 تهديداً بالقتل ضد نقابيين وأربع حالات اختفاء قسري· وفي هذا السياق تقول ''مارياماكفارلاند''، وهي باحثة كولومبية لحساب منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' الحقوقية: ''اليوم مازالت النقابات لا تستطيع ممارسة حقوقها من دون خوف''· وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال المناظرة التلفزيونية الثالثة التي جمعته بالمرشح الرئاسي ''الجمهوري'' جون ماكين، قال أوباما في معرض حديثه حول اتفاقية التجارة مع كولومبيا: ''علينا أن ننتصر لحقوق الإنسان، وأن نتحقق من أن العنف لا يُرتكب ضد عمال يسعون إلى تنظيم أنفسهم من أجل الدفاع عن حقوقهم''· قبل أيام قليلة على الانتخابات الأميركية، أقال الرئيس الكولومبي بشكل جماعي 20 ضابطاً في الجيش - من بينهم ثلاثة جنرالات - بعد أن اكتشف أن القوات الحكومية عمدت إلى قتل مدنيين وقدمتهم على أنهم سقطوا في المعارك بهدف تضخيم عدد القتلى في حربهم ضد المتمردين ''اليساريين''· وتعليقاً على هذا الموضوع يقول شيفتر: ''إن أحدث التطورات في كولومبيا لا تخدم اتفاقية التجارة الحرة''· ولكنه بالمقابل يرى أنه من المرجح أن يغير أوباما موقفه من كولومبيا و''نافتا'' بعد تنصيبه، إذ يقول: ''إنه سيرغب في أن يُظهر أن أميركا لن تنكفئ وتنغلق على نفسها· إنه لن يرغب في إرسال إشارة تفيد بأن الولايات المتحدة ستصبح حمائية''· أما إذا تمت مراجعة اتفاقية التجارة، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى جدال سياسي لا نهاية له في المكسيك والولايات المتحدة وكندا، كما يرى ''سالفادور كليفة''، المستشار الاقتصادي في مونتيري بالمكسيك والذي يقول: ''سنكون أمام حالة جمود· أما إذا دفع أوباما حقاً في اتجاه إعادة التفاوض بشأن ''نافتا''، فإن ذلك سيكون أكثر سوءً (بالنسبة للمكسيك)· وسيعني بالنسبة لنا نحن العودة إلى الوراء؛ والحال أننا لم نعد نستطيع العودة إلى الوراء· إنه يمثل علامة استفهام كبيرة بالنسبة لي''· غير أنه منذ ذلك الوقت تراجع أوباما عن رأيه حول هذا الموضوع· ففي مقابلة أجراها في يونيو الماضي مع مجلة ''فورتشن''، وحينما سئل بشأن رأيه حول إعادة فتح ''نافتا'' بشكل أحادي، عزا أوباما تصريحاته السابقة حول الموضوع إلى خطاب الحملة ''الساخن والمضخم''· في هذه الأثناء، يعول الزعماء التجاريون والسياسيون لأهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، مثل المكسيك وكولومبيا والبيرو، على أن تحل السياسات المؤيدة للتجارة محل الخطابات التي اطلقها الرئيس الأميركي المنتخب في حملته الرئاسية· سارة ميلر لانا- بوجوتا ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©