الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

3 فنانين يقاربون الحقيقة بالرمز والحلم

3 فنانين يقاربون الحقيقة بالرمز والحلم
19 مايو 2011 00:01
افتتح الشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان أمس الأول، في جاليري سلوى زيدان للفنون التشكيلية، في أبوظبي، معرضاً تشكيلياً لثلاثة فنانين حمل عنوان “الحقيقة”، وهم الفنانة الإماراتية فاطمة المزروعي، والفنان العراقي نديم كوفي، والفنان الإيراني قوروش صالحي، وحضر الافتتاح عدد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي، ويستمر المعرض حتى السابع عشر من الشهر المقبل. يضم المعرض خمساً وعشرين لوحة توزعت بين فاطمة المزروعي، ثماني لوحات، ونديم كوفي، ثماني لوحات، وقوروش، تسع لوحات، وتفاوتت أحجامها بحسب توجهات ورؤية الفنانين للعالم الذي يصورونه. اختلفت المدارس التي انتهجها الفنانون بين الواقعية والتجريد والرمزية، إلا أن جميع الفنانين الثلاثة كانوا متفقين على موضوعة البحث عن الحقيقة، كون الرسام الموهوب هو الذي يرسم ما في داخله، وتنعكس قدرة الفن على ترجمة الحقيقة في عنوان المعرض “الحقيقة”، وهي كلمة مشتركة للغتين العربية والفارسية التي يشترك في التعبير عنها ثلاثة فنانين يختلفون من حيث مقارباتهم لها. قدمت فاطمة المزروعي التي سبق لها أن عرضت أعمالها في “آرت أبوظبي” و”آرت دبي” حروفياتها واشتغالها على الكولاج لعوالم بسيطة، لكنها مغرقة في الرمزية، وتميزت أعمالها المعنونة “القرآن كتاب”، و”الفن الإسلامي”، و”المرأة في القرآن الكريم”، ولوحتها “أم كلثوم”، بأنها تحاول تقديم رؤية ثاقبة لمفهوم التكرار، واستخدمت مختلف المواد في تنفيذ أعمالها، منها الأكرليك على الخشب، والماكس ميديا على الجمفاص. وتتمثل الحقيقة لديها بانتقائيتها لجميع الرموز والعلامات العاكسة لتاريخ الإمارات العربية المتحدة، حيث تمزج الوسائط بتناغم كلي مع عنصر الخط العربي “الحروفي” الذي تتوسله في فنها، وهنا تكشف التحف لرائيها صفحات من كتاب بألف حقيقة، وتميزت لوحتان لها ببراعة التوظيف الرمزي، حيث استخدمت الشبابيك القديمة، كونها جزءاً من الموروث المحلي مع صور متكررة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وصور أخرى لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وكأنها تطل من فتحات الشبابيك كالقلوب. أما الفنان نديم كوفي فاعتمد على بعث الرموز المتخيلة التي تكسر أفق توقع المتلقي، إذ تدعو لوحته “حق” إلى تأمل كوني، من خلال رمز معلق في سماء ملأى بالنجوم، ويقابل ذلك لوحته “بئر”، وما بينهما لوحات حملت عناوين “رزق”، و”مليون نخلة”، و”قمر أحمر”. اشتغل كوفي بالزجاج على القماش الأسود، وبالميديا على القماش، وحاول بث الرمز بشكل شفيف، من خلال تمثل الأشياء بشكلها التجريدي. وكان كوفي قد عرض في “مودرن تيت لندن”، وفي متاحف عالمية كبرى في أوروبا والشرق الأوسط. استخدم الفنان عناصر مفهومية كالكلمات والرموز الممتزجة بوسائط تعبيرية كالورق المعطر اليدوي الصنع والمخمل والمنسوجات الأخرى، ولكل مادة قصتها، فهي إما تتعارض مع الجوهر المفهومي للقطع أو تعززه وتدعمه. ومن جانبه اشتغل قوروش صالحي الذي عرض أغلب أعماله في لندن وفرنسا، وفي بعض الدول العربية، والذي يعتمد على تمثل رؤى الواقع والعالم المحيط من خلال الرمز، حيث تنعكس الحقيقة لديه بشكل آخر، وساهمت السينما، وكونه استاذاً للفنون والفلسفة، في تأصيل رؤيته للعالم، حيث يمازج بين الجسد وظله، ومن خلال هذا التقابل الذي يتلاعب فيه ضمن فضاء اللوحة مرة بشكل طولي، وأخرى بشكل عرضي، يقدم أنموذجاً مثالياً لهذه الهندسة الواقعية المرمزة، بما يعني الحقيقة وظلها في إطار رؤية شفيفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©