الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدين والعادات والتقاليد خطوط حمراء في إعلام الإمارات

الدين والعادات والتقاليد خطوط حمراء في إعلام الإمارات
16 مايو 2013 10:02
أكد مشاركون في الجلسة الرابعة من منتدى دبي للإعلام أمس والتي جاءت بعنوان “الإعلام الساخر: هل تتسع له صدور العرب” أن الخطوط الحمراء في إعلام الإمارات تتمثل في العادات والتقاليد الاجتماعية، وأن السخرية يجب أن تهدف لتصحيح الأوضاع وليس للتجريح. ووصف الإعلامي طوني خليفة، زميله الإعلامي باسم يوسف مقدم برنامج “البرنامج” الساخر على قناة سي بي سي، والذي لمع نجمه في بدايات الثورة المصرية على يوتيوب، لينتقل بعدها إلى شاشة التلفزيون واختارته مجلة التايمز واحداً من مئة شخصية مؤثرة، بأنه “شاغل الناس”. ويوسف الذي استضافه قبل أسبوعين نجم الإعلام الساخر في الولايات المتحدة الأميركية جون ستيوارت في برنامجه، اثر طلبه للتحقيق من قبل النائب العام في مصر لمدة تزيد على 6 ساعات وخروجه بكفالة قدرها 15 الف جنيه بسبب “جرأته” في انتقاد الرئيس المصري محمد مرسي، جذب حضوراً كبيراً إلى الجلسة الرابعة من منتدى الإعلام أمس والتي جاءت بعنوان “الإعلام الساخر: هل تتسع له صدور العرب”. وشارك في الجلسة خلف الحربي، الكاتب بصحيفة عكاظ السعودية، وسامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة “الإمارات اليوم”، ومحمد فتحي الصحفي بصحيفة الوطن المصرية، وهند خليفات الكاتبة بصحيفة الرأي الأردنية. ورفض يوسف خلال الجلسة اعتبار الإعلام الساخر يمارس التجريح بحق السلطة في رد فعل على ممارسات المسؤولين تجاه الإعلاميين والشعوب، أما بالنسبة للحدود التي يجب أن توضع على الإعلام الساخر لضبطه، فأكد أن الأمر لا يشبه كما لو أن الإعلامي يشغل منصباً في حضانة للتقيد بخطوط حمر، لافتاً إلى أن الشعب هو من يقرر ما إذا كان المنتج الذي يستقبله جديراً بالاستمرار أو لا. وأكد باسم انه بعد مرور 40 عاماً من الخضوع لنظام واحد، وبعد اشتعال الثورة الشعبية في مصر لن يقبل لا المواطن ولا الإعلامي أن يأتي من يرسم حدود التعبير بحجة الدين والأدب. ورداً على سؤال موجّه للكاتبة الأردنية الساخرة هند خليفات حول ما إذا كانت تؤيد فرض حدود معينة للسخرية، قالت، إن “المجتمع لا يزال يتعامل مع السخرية كمخبر” ، مشيرة إلى أن لديها تحفظاً على سقف السخرية، فهي لا تقبل التجريح واستخدام الألفاظ البذيئة والجارحة والخارجة عن حدود الأدب والعادات والتقاليد. وقالت خليفات إن فيسبوك وتويتر جعلت المواطنين في العالم العربي كلهم كتابا ساخرين.. من جانبه، قال الكاتب السعودي خلف الحربي إنه بالنسبة للسعودية، هناك قيود على الصحافة والإعلام وهناك قائمة من التحديات عندما يتطرق الحديث إلى الإصلاح السياسي. وقال الحربي إن باسم يوسف استمد شعبيته وجرأته من اتساع نطاق الحريات في مصر بعد الثورة. وردا على سؤال طوني خليفة لسامي الريامي حول مدى إمكانية وجود برنامج ساخر على غرار برنامج باسم يوسف وينجح في الإمارات، أجاب الريامي بكل صراحة إن ذلك لن ينجح، وان المجتمع الإماراتي له خصوصيته وسقف الحرية فيه ينتهي عند ثقافة وعادات المجتمع والدين. وأوضح سامي الريامي أن السخرية تعتبر من أصعب الفنون والممارسات الإعلامية، وهو إعلام يتسم بالرقي ولا يجيده إلا المبدعين والبارعين، وأضاف أن خطاً رفيعاً يفصل بين السخرية والتجريح. وأوضح الريامي أن الخطوط الحمر في الإمارات تتمثل في العادات والتقاليد الاجتماعية، وقال، إن السخرية يجب أن تهدف لتصحيح الأوضاع وليس للتجريح، “ونحن كإعلاميين نتمنى رفع سقف الحرية، ولكن الحرية لا تعني السب والتجريح، فنحن نريد الحرية المسؤولة التي تفيد المجتمع ولا تضره”. وشبّه الكاتب المصري الساخر محمد فتحي السخرية بالفأس الذي حطم بها سيدنا إبراهيم عليه السلام الأصنام، مشيراً إلى أنه “طالما هناك صنم، فهناك فأس”. واعتبر فتحي أن “الحاكم يستحق السخرية إذا كان ظالما ولم يراع حقوق شعبه”. وأضاف أن السخرية تعتبر وسيلة وليست هدفا في حد ذاتها. واتهم طوني خليفة الإعلام الساخر بأن هدفه في المقام الأول تحقيق مردود مالي وتجاري، غير أن باسم يوسف أبدى رفضه الشديد لذلك، قائلاً إن المردود المالي والشهرة يمكن تحقيقهما عبر برامج أخرى وأعمال أخرى بخلاف السخرية. وحول سبب انتقاده الدائم للقنوات الفضائية ذات الطابع الديني، قال باسم إن السخرية في العالم كله تستهدف السلطة والتيار اليميني، ونفى باسم يوسف أنه ينتقد تلك القنوات لأنه علماني، معتبراً أن هناك من يستخدم الدين من أجل الوصول إلى السلطة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©