الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إعلاميون: سوريا أزمة معقدة ومستقبل غامض

إعلاميون: سوريا أزمة معقدة ومستقبل غامض
15 مايو 2013 23:39
دبي (الاتحاد) - ضمن فعاليات اليوم الختامي لمنتدى الإعلام العربي، في دورته الثانية عشرة، وتحت عنوان “سوريا... بعد عشر سنوات من الآن”، أبدى المتحدثون في الجلسة تشاؤماً كبيراً نحو إيجاد حلول مناسبة للأزمة السورية، مؤكدين أنها معقدة للحد الذي يستعصي على الحل أو إيجاد حل يحافظ على بقاء الدولة المركزية السورية. وقال مدير الجلسة، مهند الخطيب الإعلامي والمذيع بقناة سكاي نيوز عربية، إنه ليس من السهولة بمكان التكهن بما سيحدث في سوريا، ليس هذا فحسب بل هو من الخطورة أيضاً، فبعد مرور سنتين على الأزمة ووقوع أكثر من 100 ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والملايين من اللاجئين ودمار هائل لأكثر من 400 ألف منزل والبنية التحتية التي تعرضت للهدم والتخريب، كل ذلك يُصعِّب من عملية التكهن بما ستكون عليه سوريا في المستقبل، عارضاً ثلاثة سيناريوهات هي سيناريو بقاء الأمور كما هي لفترة طويلة أو تغيير النظام أو إيجاد حل سياسي. وعرض مهند الخطيب تقريراً يقدم أحلام وطموحات وآراء الأطفال السوريين خارج الديار السورية، تضمن آراء الأطفال التي تركزت على البناء والحرية وتغيير النظام والأمان والاستقرار، ولم تختلف هذه الأحلام كثيرا عما يطالب به الكبار، خصوصا الثوار. ونقل الخطيب بعد ذلك دفة الكلام إلى سمير التقى مدير مركز الشرق للدراسات الذي رفض فكرة التدخل الدولي في الشأن السوري، مؤكداً أن التدخل الدولي ضار بالأزمة السورية اكثر من فوائده، واستعرض بعض الحلول الممكنة أو السيناريوهات التي تحاك للأزمة السورية ومنها الحل الصفري قاصدا بذلك وأد الثورة من قبل النظام وسحقها، أما سيناريو الانتصار للثورة أو المعارضة وهو الناجز النهائي وبذلك تكون الأمور طبيعية ومنطقية ولكن الأمر أكثر تعقيداً فبشار الأسد لم يعد عنصرا أساسيا في الأزمة وغيابه لن يؤثر فهو لن يستطيع الانتصار، فلقد اصبح الرئيس السوري شيئا والنظام شيء مختلف تماما. وقال، إن الجيش الحر يسيطر على 35 بالمئة من الأراضي السورية عسكريا، وخسر الجيش النظامي المعركة ولا يستطيع السيطرة علي اغلب الأراضي مستخدما تعبير “الدبابة لا تسيطر على ظلها” وأصبح ليس لديه قدرة على الاستمرار أو الانتصار. وأضاف أن الدولة المركزية السورية لا يمكن أن تستمر أو تبقى حيث حدث شرخ كبير جدا في المجتمع السوري وما يمكن أن يكون هو الاتحاد الطوعي دون التدخل الأجنبي مستشهدا بالعراق وما حدث فيها بعد التدخل الأميركي، ولكن إذا اقررنا بالوضع الراهن فبذلك نكون قد ساهمنا في بقاء الدولة المركزية السورية أو نصل لدولة موحدة واستدرك ليؤكد أن سوريا للأسف تسير الى التفكك والتشرذم بسرعة مذهلة. وعرّج التقى على مشكلة المعارضة السورية والتي اهتمت كثيرا بالتنافس فيما بينها على الزعامات رغم أن الشعب يذبح ويقتل وهم يهتمون بمن يمثل في المؤتمرات الدولية، وأكد أن إيران لن تسمح بقيام نظام سوري جديد إلا في حالتين فقط هما إما نظام حليف لها أو على الأقل محايد. ووصف سمير التقى ما يحدث في سوريا بانها انتفاضة وليست ثورة، لأنه ليس لها قيادة على الأرض بل جميعهم يحاولون أن يكونوا وزراء خارجية الانتفاضة. ولفت إلى ما يحدث من تصفية لشباب وفتيان من خيرة أبناء سوريا، مشيراً إلى أن الإعلام لابد أن يركز على حراك الشعب السوري بما فيه من مسيحيين وعلويين وسنّة وغيرها من الطوائف، وتشاءم كثيراً نحو “مؤتمر جنيف 2”، وانه لن يقدم حلولا مناسبة او نجاحاً متوقعا بشأن الأزمة السورية لافتا إلى أن التوافق الروسي الأميركي والصيني والدولي لن يأتي بشار إلى طاولة المفاوضات. أما خالد الفرم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية، يرى أن الوضع في سوريا الى حرب عقائدية بعد أن تدخلت قوى إقليمية بقوة في المشهد، والقضية الآن ليست في الأسد ولكن هناك محاولات روسية أميركية لفرض حل لإجبار الشعب السوري عليه لقبوله. وقال: الوصول للتعافي من الأزمة الحالية سيحتاج إلى 20 عاما وليس 10 سنوات فقط كما هو في عنوان الندوة. بينما عاب الفرم على دول العالم قاطبة أخلاقيا مؤكدا أن هناك انتهازية غير مسبوقة في هذا الشأن. ولفت إلى أن الإعلام لا يصنع الثورات بل هو يساعد عندما تكون البيئة مناسبة ومهيأة لذلك، لافتا إلى ما صدر عن “إسرائيل” مؤخرا حول أن العقد القادم لن يكون عقد الحروب مع إسرائيل بل ربما يكون عقد الحروب الإسلامية الإسلامية، حيث الانقسام الإسلامي عميق، خصوصا تجاه سوريا. وقال هناك معركة فضائية علي الإنترنت أبطالها السوريون، فالقنوات الإخبارية لعبت دورا إيجابيا في الثورة والقت الضوء علي ما يحدث من فظائع إنسانية داخل سوريا، ولولا الإعلام ما عرف العالم بها على غرار ما حدث بحماة في أوائل الثمانينات. وأكد ضياء رشوان نقيب الصحفيين المصريين أن بشار الأسد لن يكون جزءاً من الحل في سوريا، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك حل حاسم للأزمة بمعنى استبعاد طرف من الأزمة”. وقال رشوان: “أي حديث عن المستقبل في سوريا لابد أن يشمل الإقليم وأعنى الشرق الأوسط والخليج العربي معاً، وتفادياً لحدوث انهيارات كبرى في الإقليم فإنه لابد من إعادة الرشد إلى كل الأطراف السورية من خلال التوصل إلى حل يتيح لكافة الأطراف الجلوس على طاولة حوار والتفاوض كل حسب وزنه”. من جانبه، قال أيمن الصفدي نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني السابق، الرئيس التنفيذي لأبوظبي للإعلام، إن النظام السوري ما زال موجوداً إلا أنه لا يحكم، وهناك فرق كبير أن تكون موجوداً وبين أن تحكم فعلياً على الأرض”. وأضاف: بعد عامين من انطلاقة الأحداث في سوريا، عمل النظام السوري بكل طاقته لتدمير سوريا التي تعاني اليوم من ضحايا وقتلى بالآلاف، مؤكداً “لقد انتهى النظام في اللحظة التي أطلق فيها الرصاصة الأولى على الأطفال وأبناء الشعب”. وخلص الصفدي إلى أن النظام السوري انتهى، وأن القوة العسكرية هي التي تحكم سوريا اليوم، وفي حال استمر الوضع بهذه الكيفية، فإن ذلك سيخلق صراعات جانبية مثل الطائفية ودخول قوى ليست منسجمة مع الثورة السورية”. وشدد الصفدي على أن النظام السوري هو المسؤول الذي رفض الاستجابة للشعب وهو الذي خلق حالة من الفوضى، معتبراً أن الوضع الحالي لن يسمح بإعادة بناء فورية، ويجب البحث عن التوافق”. وأضاف: “هناك مصلحة عربية ودولية لإعادة بناء النظام السوري، لاسيما أن هناك سيناريوهات تشكل خطراً أمنياً واقتصادياً على المنطقة بأكملها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©