الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عروضه ناضجة ولديه 100 فرقة مستقلة

عروضه ناضجة ولديه 100 فرقة مستقلة
20 نوفمبر 2008 01:52
أعلن المسرح السوداني عن نفسه في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته العشرين ليؤكد أنه يتقدم ويتطور من خلال مشاركته بعرضين الأول ''أجنحة الضفادع'' للفرقة القومية للتمثيل والثاني ''لير السوداني'' لفرقة الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض· وأكدت الناقدة نهاد صليحة التي تتابع المسرح السوداني جودة عرض ''أجنحة الضفادع'' الذي يعتبر التجربة السودانية الأنضج· وقالت إن المسرح السوداني يتأرجح بين الهواية والاحتراف ولديه 100 فرقة مستقلة معظمها يميل للتجريب في الشكل والمضمون· ولم يفز العرض بجوائز، لكن الجمهور السوداني الذي جاء لمشاهدة العرض في المسرح الصغير بدار أوبرا القاهرة تفاعل مع كل رقصة أو عزف موسيقى· وهو ما أسعد الفنان موسى الأمير بطل العرض الذي أكد أن استقبال الجمهور السوداني للعرض أكبر جائزة، خاصة أنها المرة الأولى التي يعرض فيها· وقال: عملت في مسرح العرائس بالقاهرة في عرض ''خرج ولم يعد'' مع المخرج صلاح السقا والتجريب في السودان مستمر منذ فترة الستينيات من القرن الماضي، وكان هناك الرائد عثمان النصيري· ثم جاءت عروض المسرح الجامعي التي مالت للتجريب· وعن استخدام الريش في سينوغرافيا العرض قال: الأجنحة عادة ما تحمل الأجسام لأعلى وهي وسيلة التغيير للواقع المتدني، والريش أخف مادة تحمل الانسان للفضاء· وعرضنا محاولة للسمو بالانسان من عالم المادة الى عالم الروح· وفي الحوار أقول: استيقظ أيها الجسد المنكسر وعد شاباً كما كنت صغيراً· وبدأ العرض باستعراض حركي لأبطاله ممسكين بأجنحة مصنوعة من ريش النعام، وامتلأت خشبة المسرح بالريش الذي ربما حد من حرية حركة الممثلين، وقد يكون ذلك مقصوداً، لأن صعوبة الحركة هي نفسها صعوبة التحليق للطائر· الكل ينظر لأعلى كأنهم يتطلعون لأحلامهم وطموحاتهم، وتظهر امرأة عجوز تقول انها رغم انها لم تتزوج فهي تأمل أن تتجمل في المرآة لرجل وتظهر بجوارها فتاة تؤدي رقصات هي نفسها العجوز في شبابها، ثم يظهر ثلاثة شبان يرقصون ويشاركهم رابع يقفز مثل الضفدع وينضمون بعدها الى عجوزين يؤديان حركات تعبيرية أحدهما يقاوم ويتمسك بالأمل ويقول لصاحبه: خذ الريش وحلق· فيرد الآخر: لا يلتصق بجسدي· العجوز المتفائل يتحرك تماماً مثل الشاب كأنه يعلن أن قلبه مازال شاباً، ويقول لزميله: حلق بروحك لتشعر بمتعة التحليق والريح مواتية والجسد موجود· وترقص الشابة مع الشباب بينما تراقبها السيدة العجوز في اشارة الى ما كانت تتمنى عمله غير مستسلمة للقيود العقيمة، وبعدها تقرر العجوز أن تبحث لنفسها عن زوج لتصنعه كما تريد صالحاً لليوم والغد· وتقول: أصنع زوجي بيدي طويلاً نحيلاً قصيراً ممتلئاً شاباً عجوزاً هرماً· ووصلت الرسالة لكن مؤلف ومخرج العرض دفع الله حامد وقع في فخ التكرار والإطالة حيث كان التكثيف قادراً على أن يصنع نصاً وعرضاً أكثر إحكاماً، وكانت الاضاءة متواضعة ولم تتمكن من ايصال رسالة العرض كما ينبغي، وربما يرجع ذلك الى أن مصممها كان هو المؤلف والمخرج نفسه حيث قام بعدة اعمال في نفس الوقت بعيداً عن مبدأ التخصص· وتميزت الموسيقى الفلكلورية السودانية وان استغرب البعض استخدام البيانو معها· واعتمد العرض في أغلبه على التعبير الحركي، وتناول شخوصاً تبحث عن فضاء تحلق فيه وتؤكد صعوبة التحليق وسط سرب من الطيور لا يمتلك أجنحة، واختار المخرج دفع الله حامد ريش النعام وهو طائر لا يطير دلالة على استحالة الطيران· وتميز موسى الأمير ونصر الدين عبد الله في دوري العجوزين والهام بابكر في دور السيدة العجوز وحنان الجاك وتهاني وعماد قريب الله وحسن عثمان وأبوبكر الشيخ والضفدع محمد أحمد ادريس· ''لير السوداني'' كان العرض الثاني في المهرجان التجريبي، ويجمع بين مسرحية ''الحريق'' لقاسم محمد ومسرحية شكسبير من وجهة نظر سودانية، حيث تناول قضية انفصال شمال السودان عن جنوبه· وقلص المخرج ربيع يوسف الحسن شخصيات شكسبير واختصرها في الملك لير والبهلول حيث يلعبان كل الأدوار، ويعيد البهلول انتاج باقي الشخصيات من وجهة نظره، ويفجر البهلول مشهد تقسيم لير لمملكته على ابنتيه ويقرر اعادته من جديد، فيجد لير نفسه أمام خيارات عديدة تؤكد كلها حماقة خيار تقسيم المملكة، كما يفشل لير في اتخاذ القرار بسبب شخصيته التي تميل بالفطرة الى الطغيان· ويلعب البهلول دور المثقف الذي يتسبب غيابه في المشكلة السياسية· بطل ''لير السوداني'' السر محجوب يقول: تناولنا النص الكلاسيكي لشكسبير، ضاغطين على الحالة الراهنة، مؤكدين رفضنا للانفصال بين الشمال والجنوب، وعرضنا نبذ التفرقة والجفوة بين الأشقاء وما ينطبق على السودان ينطبق على باقي الدول العربية· ويظل شكسبير موحياً بالتجريب، كما أن المسرح بدأ تجريبياً في القرن الخامس قبل الميلاد· وكان أدائي كلاسيكياً بينما كان أداء البهلول أكثر تجريبية، وعموماً الشباب السوداني هم الأكثر تمسكاً بالتجريب وإن كان لدينا من الشيوخ من هو تجريبي أكثر من الشباب مثل السر محجوب وموسى الامير ومحمد دفع الله وغيرهم· دار الجنون تضحك الفلسطينيين حتى البكاء تدعو للوحدة الوطنية على خشبة مسرح غزة الراكد سما حسن، نظمت فرقة البيادر الفلسطينية عرضاً للمسرحية الكوميدية بعنوان ''دار الجنون'' على خشبة مسرح مؤسسة سعيد المسحال بمخيم الشاطئ غرب محافظة غزة بحضور حشد من المثقفين والمهتمين بدعوة من جمعية أفنان للثقافة وتنمية المجتمع· ''دار الجنون'' عرض كوميدي درامي من إخراج وتأليف علي أبو ياسين يتناول نسيج وهموم المجتمع الفلسطيني الاجتماعية والسياسية والاقتصادية جراء الانقسام الداخلي والتغيرات التي طالت المجتمع بعد توقيع اتفاقية اوسلو· ويشارك في البطولة عدد من الفنانين المعروفين في غزة وهم سعيد عيد وجواد حرودة وزهير البلبيسي وأكرم عبيد وسامي ستوم وماجدة طالب· كان ديكور المسرحية بسيطاً مشتملاً على عدد من الأسرة الحديديةئفي غرفة مستشفى أو لنقل عيادة للصحة النفسية ذات جدران بيضاء مع ملابس خفيفه موحدة لنزلاء العيادة· أبو أحمد أحد المشاهدين للعرض قال: هناك توازن وإنصاف بين مرحلة الوحدة الوطنية ومرحلة الفوضى الاجتماعية التي تطال كافة شرائح الشعب الفلسطيني بحيث أضحكنا العمل حتى الثمالة وأبكانا في نفس الوقت حتى اعتصرنا الألم· الكاتب رزق البياري قال: العمل إخراجاً وتأليفاً كنص وأداء للممثلين جاء بالمستوى المطلوب، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يملك طاقات إبداعية وفنية راقية رغم قلة الامكانات· واعتبر أن النص نجح في ملاصقة نبض وهموم الشارع وهمه اليومي وهو يحمل رسالة وحدوية بمضمون فني راقي بالوقت المناسب لتعالج الجرح· المخرج علي أبو ياسين قال ''إن مسرحية ''دار الجنون'' عمل تراجيكوميدي تناقش الوضع الفلسطيني وما وصل إليه من انقسامات قاتمة ومؤلمة، داعياً إلى الوحدة الوطنية والعودة إلى حضن الشعب وثقافته الأصيلة· وأضاف أبو ياسين: إن العمل هو دعوة صريحة للوحدة الوطنية وأننا ضد كل ممارسات الانقسام وقد عملنا على تقديم هموم الناس بطريقة إبداعية جريئة على خشبة مسرح غزة الراكد· وقال رئيس جمعية أفنان عمر فارس أبو شاويش: إن جمعية أفنان وهي حاضنة لطموحات الشباب وثقافاتهم، تدعو جميع القادة السياسيين للنظر في أحلامهم وآمالهم وإبداعاتهم، بدلاً من اللعب بكرامة الشعب وتعزيز الانقسام الذي حقق الظلام وأهدر الإنسانيّة· ودعا أبو شاويش إلى تحييد الشباب المثقف عن الانقسامات والصراعات السياسية، مؤكداً تأثر جمعيته بفعل هذهِ الدوامات التي قدمت ثقافة الجهل على ثقافة النور والعلم والنجاح· جدير بالذكر أن فرقة البيادر المسرحية قدمت العديد من الأعمال كان أبرزها مسرحية ''المهرج'' ومسرحية ''أبو عرب في خانة اليك'' على خشبة مسرح رشاد الشوا في مدينة غزة· وتعتبر الحركة المسرحية شبه متوقفة في غزة بسبب ظروف الفقر والحصار· الفهاماتور تواجه التعصب بالجائزة الأولى عروض متميزة في المهرجان الوطني الثاني للمسرح الجامعي بطنجة اختتمت الاسبوع الماضي فعاليات الدورة الثانية للمسرح الجامعي بطنجة· وأعرب حذيفة أمزيان مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير عن الدور الطلائعي للمسرح الجامعي، الذي يسعى الى خلق فرجة حقيقية، وإلى ترسيخ قيم الحق والجمال، واعتبرت مديرة المعهد الفرنسي طنجة ـ تطوان مدام كريستي أن المسرح يشكل فرصة للتواصل بين مختلف الفئات· وتكونت لجنة التحكيم من نخبة المسرحيين هم أحمد مسعاية، سعيد الناجي، خالد الدامون، عبد القادر كونكاي، حميد عيدوني، محمد مكروم الطالبي، سناء شداد· العرض المسرحي الأول كان لفرقة فضاءات المسرح التابعة للمدرسة الوطنية للتجارة والصناعة طنجة، وزاوج هذا العرض وعنوانه ''قالوا لا'' بين الفرجة العصرية المتمثلة في السينوغرافيا والتوزيع الموسيقي، وبين الإشتغال على المسرح داخل المسرح· ولعل المراهنة على الحكاية داخل الحكاية هو ماساهم في تنوع الأدوار لشخوص فرجوية· العرض المسرحي الثاني حمل عنوان ''البيت'' لفرقة مسرح الحي الجامعي بتطوان، وجسد الوضع العربي بكل اختلالاته، والصراع مع العدو من أجل البيت الذي يرمز للوطن والأرض والذاكرة فالعدو (دايفيد ومادلين) يسعى بشتى الطرق للحصول عليه لذلك يلجأ إلى خطط تؤدي في الأخير إلى صراع الإخوة، لتكون النهاية درامية بامتياز· العرض الثالث ''فصيلة على طريق الموت'' كان مخالفاً للعروض السابقة على مستوى الموضوع والسينوغرافيا والشخوص المسرحية، فهذه المسرحية لمختبر أمل المسرح بمراكش استعرضت حياة فصيلة من الجيش في منطقة ملغمة تنتهي بقتل قائدهم الذي يمارس عليهم مختلف أشكال التعذيب· وتميزت هذه المسرحية بمظاهر عنف قوية لاتتماشى وطبيعة المسرح الجامعي غير أن مظاهر السخرية التي تضمنها العرض المسرحي جعلت المسرحية تلقى تجاوبا مع جمهور القاعة النوعي· العرض الرابع لكلية الحقوق بسلا كان معنوناً بـ ''لفهاماتور'' وتتحدث المسرحية عن عدم التواصل والأنانية وتعصب الرأي والصراع من أجل امرأة، وقد تميز هذا العرض بقوة الحركات المسرحية والتجسيد البسيكولوجي لمختلف الحلات النفسية· العرض الخامس لورشة موليير للمسرح لكلية طب الأسنان بالدار البيضاء والموسوم بـ ''شمس الليل'' تناول حياة مجموعة من المكفوفين ومايتعرضون له من مشاكل بسبب إعاقتهم البصرية· وقد تميز هذا العرض ببعده الفكاهي القائم على المفارقة الساخرة وعلى الجمع بين المتناقظات مع الحفاظ على بعده الدرامي· العرض السادس''جنان العشق'' لفرقة شكسبير للفن الدرامي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية اشتغل على موضوعة العشق انطلاقا من الثرات المغربي، وقد عكس هذا العرض هوس هذه الفرقة بالفن التراثي الشعبي المغربي على مستوى اللغة والملابس والحركات المسرحية، مما يدل على ارتباط هذه الفرقة بالهوية المغربية على نحو متميز· العرض الأخير لورشة البحث المسرحي والموسيقي بالدار البيضاء كان معنوناً بـ ''خدام لالة'' وتجري أحداث هذه المسرحية في إحدى القرى المغربية الغنية بالعادات والتقاليد· وتضمنت فعاليات هذه الدورة ورشة السينوغرافيا والملابس قدمته سناء شداد، وندوة حول موضوع السياسيات الثقافية بالجامعات المغربية بمشاركة سعيد الناجي، عبد القادر كونكاي، حميد العيدوني، وأحمد مسعاية· وفي الأمسية الختامية أعلن سعيد الناجي باسم لجنة التحكيم عن جوائز هذه الدورة التي تميزت بالحضور المكثف للطلبة والباحثين والأساتذة ورجال الإعلام وفعاليات المجتمع المدني بطنجة، وبالأعمال المقدمة من مختلف المدارس المسرحية، وقد سجلت الدورة حضوراً لافتاً للمشاركة النسائية، ودعت في الوقت نفسه الى ضرورة تفكير الجهات المسؤولة في ايجاد فضاء مسرحي يتناسب ومكانة طنجة الثقافة والحضارية، وإلى ضرورة العناية بالتكوين المسرحي داخل الفضاءات المسرحية تجنباً لما تخلل بعض العروض المسرحية من مظاهر العنف· وقد أعلنت لجنة التحكيم عن الجوائز التالية: الجائزة الكبرى لمسرحية ''الفهاماتور''، جائزة أحسن تشخيص إناث: مناصفة بين سونيا الولي وسميرة احشيكر عن مسرحية ''خدام لالة''، جائزة أحسن دور ذكور: خالد لعريسي عن مسرحية ''فصيلة على طريق الموت''، جائزة الإنسجام الجماعي: مسرحية ''قالوا لا''، جائزة السينوغرافيا: مبارك الفقير محترف امل للحقوق بمراكش، جائزة الإخراج: أنور الحساني عن مسرحية ''فصيلة على طريق الموت''، جائزة لجنة التحكيم الخاصة: مسرحية ''قالوا لا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©