السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما.. عزاء «بيريز» ووأد عملية السلام

2 أكتوبر 2016 00:00
كان آخر رئيس للولايات المتحدة يزور إسرائيل للمشاركة في جنازة، هو بيل كلينتون قبل نحو 20 عاماً عندما شارك في جنازة إسحق رابين في وقت بدا وكأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط بات قريب المنال. ويوم الجمعة الماضي، وصل أوباما، الذي جعل حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني يمثل الاهتمام الأكبر لسياسته الخارجية، إلى القدس لتقديم واجب العزاء بزعيم إسرائيلي آخر. وهذه المرة، أصبح السلام أبعد منالاً ولا يبدو أن تحقيقه ممكن. وكان من المنتظر أن تجمع جنازة الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء السابق شيمون بيريز (93 عاماً) زعماء من دول العالم. وسيجتمعون لتأبين أحد مؤسسي دولة إسرائيل، وأحد زعماء اليهود الأكثر ميلاً إلى قبول حل الدولتين خلال الصراع الدائر بين العرب واليهود منذ عدة عقود. والسؤال الذي يطرح نفسه حول جنازة «بيريز» يتعلق بما إذا كان الحل المذكور الذي دافع عنه قد مات ودُفن معه. وقبل عقدين، طرح الرئيس بيل كلينتون السؤال ذاته في حفل تأبين رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين وقال: «انظروا إلى هؤلاء الزعماء الذين أتوا من كل أنحاء الشرق الأوسط والعالم، والذين اجتمعوا هنا لتأبين إسحق رابين والعمل من أجل السلام». ولا شك أن أوباما قد لاحظ هذا الفرق في الوقائع القائمة، والتي توحي بأن عملية السلام التي تقوّضت تماماً لم تعد تطرح أمام الشركاء فيها إلا خيارات محدودة جداً لإعادة إحيائها. وكان ينظر منذ الأيام الأولى لدخول البيت الأبيض إلى الدولة الفلسطينية باعتبارها تشكل العماد الأساسي لاستراتيجيته الهادفة إلى وضع حد للسياسات القمعية والانتقامية التي تسود منطقة الشرق الأوسط. ولقد كلّف هذا الصراع المتواصل منذ بضعة عقود آلاف الضحايا من الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو الذي استغلّه بعض الساسة في العالم العربي لنشر الكراهية ضد الغرب وتقوية مراكزهم في السلطة. وفي عام 2011 قال أوباما في معرض تعقيبه على أحداث «الربيع العربي»: «أصبح العداء لإسرائيل يشكل الطرح الوحيد المقبول للتعبير عن المواقف السياسية». وخلال الأيام الأولى لموسم الانتفاضات العربية، أعرب أوباما عن أمله في أن تؤدي الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية ونشر الديمقراطية، إلى إعادة إحياء عملية السلام. واليوم، وبالرغم من أن الشرق الأوسط غرق في الفوضى، لا تتوفر أي مؤشرات بأن يقوم أوباما بأي محاولة أخيرة لإعادة عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية إلى الطاولة قبل مغادرته البيت الأبيض. وقال «بين رودوس» مستشار مدير وكالة الأمن الوطني الأسبوع الماضي في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة: «لقد كانت تجربته (أوباما) تعتمد على التساؤل: هل يمكنني أن أصنع فارقاً إيجابياً بالانكباب على القضية الإسرائيلية - الفلسطينية؟ لقد اختبرنا العديد من الخطط التكتيكية من أن دون ينجح أي منها مع العلم بأن الطرفين المتنازعين لم يتمكنا حتى من الجلوس جنباً إلى جنب». ويرى بعض المحللين والمسؤولين السابقين في الحكومة الأميركية أن فشل الرئيس يعود لطبيعته الشخصية التي تنطوي على تجنب المخاطرة وعدم الرغبة في استغلال الفرص التي أجاد أسلافه استغلالها من أمثال الرئيسين بيل كلينتون وجيمي كارتر. ويعيب عليه آخرون عدم احتكامه إلى أي درجة من العزيمة والإصرار عندما توقفت عملية السلام. حتى أن دينيس روس الذي احتل منصباً سياسياً رفيعاً في إدارة أوباما واشتهر بحسن اطلاعه على السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، قال في إطار وصفه لموقف أوباما من عملية السلام: «لقد كانت تحتل مرتبة ثانوية من اهتماماته». وأضاف روس أن أوباما، عندما لا يتمكن من رؤية بصيص أمل عبر النفق الضيق لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني برمته، فإنه سرعان ما يتخلى عن بذل المزيد من المجهود في هذا السبيل. ورأى آخرون أن أوباما لم يتمكن قط من العثور على الشركاء الحقيقيين أو أن يزيل عنصر عدم الثقة من الرأي العام الإسرائيلي، والذي بدا محبطاً من موجات العنف والحروب التي تحيط به من كل جهة. ووقفت العلاقة السيئة بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تصدّعت على خلفية التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وعقد الاتفاقية النووية مع إيران، حجر عثرة أمام محاولاته الهادفة إلى إحداث اختراق في عملية السلام. وقال «ناثان ديامينت» مدير السياسة العامة لاتحاد الجماعات اليهودية الأرثوذوكسية في أميركا: «كان أوباما يتمنى العمل مع رئيس وزراء مثل شيمون بيريز من أجل إنجاح عملية السلام. إلا أن معظم الأحداث التي تُسجل عبر التاريخ ترتبط بالأشخاص القائمين على الأرض من حيث المكان والزمان». *محلل سياسي أميركي متخصص في شؤون البيت الأبيض **محللة سياسية أميركية في الشؤون المحلية والسياسة الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©