دبي (الاتحاد) - ضاع الحلم الأخير بأن يخرج الجزيرة بلقب هذا الموسم، بعد أن خسر أمام عجمان في نهائي كأس المحترفين لكرة القدم مساء أمس الأول، بعد مباراة، مثيرة للغاية، خاصة في شوطها الأول الذي شهد أهدافاً رائعة وأداءً متميزاً من الفريقين، ولكن تبقى علامة الاستفهام الكبيرة التي تحاصر «الفورمولا» هذا الموسم، حول المستوى الذي قدمه والترتيب الذي يحتله، ليس في كأس المحترفين، بل في جميع مسابقات الموسم، بما فيها فريق الرديف، وهو ما يدعونا إلى ضرورة القول، إن هناك «خللا ما» لا بد من علاج له، وهذا ليس خافياً على القائمين على أمور النادي بشكل عام.
ومن خلال مشوار «الفورمولا» في كأس المحترفين، فإن الخط الدفاعي للفريق أحد أسباب اهتزازه الواضح، بدليل أنه خلال 10 مباريات خاضها الجزيرة في مشواره بالبطولة، اهتزت شباكه 18 مرّة، في حين أن الفريق استطاع أن يهز شباك المنافسين 26 مرة، والفارق بين الحالتين، هو 8 أهداف فقط، بين المدافعين والمهاجمين، وهو لغز كبير للجزيرة خلال مشواره في المسابقة.
وجاءت المباراة ممتعة بالفعل، ليس للمدربين واللاعبين فقط في أرض الملعب، بل للمتابعين في ملعب الوصل بزعبيل، والذين تجاوز عددهم 7 آلاف متفرج، وكذلك من تابعها خلف الشاشة الصغيرة.
وخلال مشوار الجزيرة في البطولة، قدّم الفريق مستويات متفاوتة، بين الارتفاع والانخفاض، والفوز والهزيمة، وتفوق «الفورمولا» في المباراة الأولى على بني ياس 3- 2، وخسر من الوصل 2- 3، وتعادل مع اتحاد كلباء 2- 2، ثم تفوَّق في آخر مباراة بالدور الأول على الظفرة 1- صفر، وانتقل الفريق إلى الدور الثاني محققاً التعادل الإيجابي مع بني ياس 2-2، ثم الفوز على الوصل في زعبيل 5- 1، واتحاد كلباء 4- 1، والتعادل في المباراة الأخيرة في المجموعة مع الظفرة 4-4، لينتقل الفريق إلى نصف النهائي، وتخطى خلالها الوحدة 2- 1، ليصل إلى المباراة النهائية أمام عجمان وخسرها الجزيرة 1- 2، وجاءت بداية الفريق في البطولة مع المدرب البرازيلي بوناميجو، وانتهت مع الإسباني لويس ميا.
ومن جانبه، اعترف لويس ميا بالصعوبات التي واجهت الجزيرة في المباراة، وقال: «وجدنا صعوبة في العمق الهجومي، هذا ما دفعنا لإقحام اللاعب إبراهيما دياكيه، وإشراكه بالفعل كان مهماً، إذ منح الجزيرة الأفضلية في وسط الميدان، وأضعنا العديد من الفرص، وهذا جزء من كرة القدم، نحن نُسلم به، واستبدلنا دلجادو بعدما حل به التعب، ونزول فيرناندينهو ساعد الفريق على السيطرة الهجومية، وبالفعل ضاعت منا أكثر من فرصة محققة بعد الدفع به.
وأضاف: «سجلنا بداية مثالية، بالتسجيل المبكر في اللقاء عن طريق أوليفييرا، وكان بوسعنا أن نسجل هدفاً آخر من الفرصة التي ضاعت من علي مبخوت، بعد هذا الهدف مباشرة لو تمكنا من تسجيلها، لكان يمكن للمباراة أن تتجه إلى منحنى آخر، والخلاصة أن عجمان نجح في تسجيل هدفيه من الفرصتين اللتين سنحتا له في الشوط الأول، ودافع بشكل قوي للحفاظ على النتيجة، وأود أنا أتحدث عن هدفي عجمان أن أشيد بالهدف الأول الذي سجله فونكي سي، وهو هدف متميز».
وبارك لويس ميا لعجمان الفوز بلقب بطولة كأس المحترفين، مشيراً إلى أن المباراة، جاءت جميلة للمشجعين والمتفرجين، مع وجود الكثير من الفرصة التي سنحت للفريقين. الجزيرة وعجمان كان بإمكانهما تسجيل المزيد من الأهداف، بعدما وصلا إلى المرمى كثيراً، طبيعة الحال النتيجة التي انتهت عليها لم تجسد الواقع الذي شهدته المباراة، والطبيعي أن تنتهي بالتعادل، على أقل الفروض.
واعترف ميا أن عجمان كان الأفضل في الشوط الأول، وقال: إن الفريق المنافس نجح في إحراز هدفين، ووقف الحظ ضدّنا في فرصتي علي مبخوت، وأوليفييرا التي تصدت لهما العارضة في نهاية الشوط، وفي الشوط الثاني سيطر الجزيرة على مجريات الأمور، وتصدى القائم لرأسية أوليفييرا، ولم يحالفنا الحظ في العديد من الفرص أمام المرمى، وأرى التعادل هو النتيجة العادلة في الوقت الأصلي للمباراة».
وحول ما إذا كان يعتقد أن خسارته للقب كأس المحترفين، قد تضعف حظوظه في البقاء مع الجزيرة، قال المدرب الإسباني: «هذا السؤال لا يجب أن يوجه لي، بل تسأل فيه الإدارة، لأنها أكثر من تملك الإجابة على هذا التساؤل، وأنا من جانبي مرتبط بعقد إلى نهاية الموسم المقبل، وإذ لم يكن هناك اقتناع بوجودي، هذا أمر يخصها».
وأضاف: «لقد بذلت كل ما في وسعي من عمل مع الفريق، وحققنا الكثير من الأعمال، وليس من المقبول أو المنطقي أن تتم الإطاحة بمدرب، لمجرد أن كرة ارتطمت بالقائم، ولم تدخل المرمى، يجب أن ننسى مباراة نهائي كأس المحترفين ونفكر في المباراتين المتبقيتين في الدوري هدفنا الحصول على المركز الثالث، ولو حققنا هذا الشيء سيكون بمثابة الأمر الطيب للفريق، على اللاعبين أن ينسوا أحزانهم ويتطلعون فقط للمستقبل».
عدد اليوم
